
يستهلك مرضى “الثلاسيميا” وحدهم أكثر من 25% من الدم في مصر، حيث يحتاجون لنقل دم مدى الحياة، نتيجة النقص الحاد في كرات الدم الحمراء لديهم، ويحتاج المريض لنقل دم شهريا؛ لتعويض النقص، ويوجد أكثر من مليون و900 ألف طفل مصري من إجمالي 7 ملايين حالة، يعانون من المرض الخطير، بحسب ما أكدته الدكتورة آمال البشلاوي، أستاذ أمراض الدم وطب الأطفال بمستشفى أبوالريش الجامعي ورئيس الجمعية المصرية لرعاية أطفال “الثلاسيميا”، ما يمثل نحو 10 % من إجمالي عدد المصريين، مؤكدة أنه من أخطر الأمراض الوراثية، وأكثرها شيوعًا بين جموع المصريين.
توجهنا إلى قسم نقل الدم في مستشفى الدمرداش ووجدنا أطفالًا تتراوح أعمارهم ما بين الخامسة والثانية عشر مصابين بأنيميا البحر المتوسط، تحدثنا مع الأطفال وذويهم.
الطفل زياد أحمد عشر سنوات مريض بأنيميا البحر المتوسط، يشتكي والده من الإهمال المتواصل لحالته في المستشفى، خاصة أنه يأتي منذ شهرين وحتى اليوم لا يشعر بأي تحسن في حالته الصحية، ويشتكي أيضا من عدم توافر أكياس الدم والعلاج الكافي، فضلا عن عدم وجود كراسي كافية لجلوس الأطفال عليها أثناء نقل الدم؛ حيث يجلس كل طفلين على كرسي واحد، مطالبا بتوفير أكياس دم كراسي لهم ورعاية طبية مناسبة.

وحول مدى المعاناه والآسى التي يواجهها ذويهم أثناء نقلهم الدم، يروي الآباء أن أولادهم يحتاجون لساعات طويلة لنقل الدم، ورغم ذلك فإنهم يذهبون لمدارسهم وينتظرون كثيرا للحصول على أكياس الدم والدواء، ما يؤثر بالسلب عليهم وعلى مستقبلهم ويجعلهم يتغيبون عن مدارسهم بصفة دورية، لكن المشاكل الأساسية تنحصر في المتبرعين وعدم وجود اعتماد من قبل وزارة الصحة على أكياس الدم أو حتى التأكد إن كان هذا الدم صالحا من عدمه، فأحيانا يكون لون الدم “أسود” بحسب وصفهم.
وأحيانا ينقل الأطباء الدم بكميات أكثر مما يحتاجه جسم الطفل، فيزداد الدم والحديد في الجسم بصورة كبيرة ما يؤدي لفشل في وظائف الكبد وتضخم في الطحال وخلل في عضلة القلب، فالأطفال يحتاجون إلى العلاج بطرق سليمة والعناية الدائمة، حيث أدى كل هذا الإهمال إلى نقل “فيروس سي” لأغلبية الأطفال المترددين على عنابر المستشفى.
يُتـبــــــــــــــــــع