عرض مشاركة واحدة
  #71  
قديم 10-09-2016, 09:28 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,340
معدل تقييم المستوى: 0
Mr. Ali 1 is an unknown quantity at this point
افتراضي






لو صحَّ هذا التصريح الذى قالته مديرة مدرسة بدر التى أنشأتها القوات المسلحة مؤخرًا وافتتحتها فى مدينة السويس، فإننى أشعر بالخطر الشديد على العقل الذى ستربيه مثل هذه العقلية.




التصريح قالته السيدة المديرة للصحفية هبة عفيفى، فى تحقيق ممتاز نشره موقع «مدى مصر».




لكن ما الذى يحويه التصريح كى ترتجف بعده قلوبنا فزعًا على العقلية المصرية؟
تقول مديرة المدرسة: «عندهم فى أمريكا مُنَجِّم كل تنبؤاته اتحقَّقت، قال إن هييجى فى بلد عربى رئيس بيقول إنه بيمثِّل الإسلام بس مالوش دعوة بالإسلام، وهييجى بعده رئيس اسمه مكوَّن من جزءين متطابقَين، قصده سى- سى، هيوحِّد الدول العربية ويوقع اقتصاد أمريكا».




ما رأيك فى هذا الهذيان الفكرى؟!




تبقى مصيبة سوداء، ليس فقط أن يصدق مواطن متعلم هذه ُ من قلبى أتمنى أن لا يكون التصريح صحيحًا، لأنه لو صح الخزعبلات والخرافات والتفاهات التى لا يعرف أحد مصدرها إلا أكوام نفايات الإنترنت، بل الأخطر أن يصدر هذا الكلام من مديرة مدرسة، بل الأسود والأنيل أن يصدر من مديرة مدرسة دولية أسسها الجيش! خصوصا وقد عرفنا من تحقيق هبة عفيفى فى «مدى مصر» أن مدرسة بدر بدأت العمل بالفعل منذ العام الماضى، بعد افتتاحها مطلع مارس ٢٠١٥ ،وأنها تستعد حاليًّا لبدء عامها الدراسى الثانى.




وحسب التحقيق نفسه، فإن اللواء أسامة عسكر، قائد الجيش الثالث الميدانى السابق، قد أعلن فى نوفمبر ٢٠١٣ عن تصديق وزير الدفاع، آنذاك، عبد الفتاح السيسى، على إقامة مدرسة دولية بمدينة السلام على مساحة ٣٠ فدانًا، كبديل لأحد معسكرات الجيش، والذى تم نقله خارج كردون المدينة.




إذن مدرسة أسسها الجيش المصرى الذى لم ينتصر فى أية معركة من معاركه إلا بالعلم والتخطيط والعقل وليس أبدا بالخزعبلات ولا بالتنجيمات.




إذن مدرسة مهمتها بناء شخصية الطالب على العلم والتفكير العلمى وعلى العقل والتفكير العقلانى، تَخرج المشرفة عليها بمنتهى الحماس وهى من المفترض تطبِّق نظام التعليم الأمريكى وترفع العلم الأمريكى مع العلم المصرى فى مدخل المدرسة لتحكى لنا عن من مُنَجِّم أمريكى تنبَّأ بأن السيسى سوف يدمِّر الاقتصاد الأمريكى!


طبعا لا السيدة مديرة المدرسة (الله يرحمك يا أبلة حكمت!) قالت لنا عن اسم هذا المُنَجِّم ولا من أين استقت خبره وأين نشر نبوءاته ومتى؟ وما النبوءات التى تحقَّقت فعلاً من نبوءات حضرة سيادته؟





طبعًا هراء وصل إلى مسامع السيدة مديرة المدرسة أو قرأته على صفحة من صفحات الكتائب الإلكترونية أو متشيَّر لها أو رسالة من الواتس آب، وصدقته تمامًا كما يصدق الإخوان تفاهات وخزعبلات من نوع أن السيسى مات وأن هذا شبيهه أو أن مرسى راجع العصر بعد أن صلَّى بالرُّسل إمامًا فى الفجر، وكما صدَّق جمهور البؤس العقلى أن الأسطول السادس الأمريكى حرَّك حشوده لغزو مصر من أجل مرسى أعقاب ثورة يونيو وأن هيلارى كلينتون كتبت هذا الهراء والهرى فى مذكراتها، ومثل هذا الكلام الأهطل الذى تسرح به الكتائب الإلكترونية للأجهزة الأمنية المصرية ولجان الإخوان بجمهورها متواضع العقل ضائع الوعى منعدم الثقافة!




لكن بفرض أن هذا المُنَجِّم الأمريكى الأهبل موجود فعلاً وأنه هرف بهذا التخريف أصلاً، فكيف يمكن أن تصدقه السيدة الفاضلة مديرة المدرسة التى من المفترض أنها ستربِّى العيال على العلم فى مدرسة مهمتها تدريس العلوم (..)؟!




وهل يمكن لهذه العقلية التى تصدق أن هناك مُنَجِّمًا قال هذا الهَطَل وأن حكومة الولايات المتحدة الأمريكية بجلالة قدرها تصدِّقه بل وترسم سياستها طبقًا لهذا المُنَجِّم وتنجيمات حضرته (طبعًا بفرض أنه فعلاً موجود!!) أن نأتمنها على عقول أبنائنا الطلبة؟













رد مع اقتباس