رد على المقال
محمود هادى
MTC Academy
"متي نكف عن ..الصيد في الماء العكر .."
لا أتصور أن يتناول الكاتب .. موضوغ التصويت المصري .. علي قراري مجلس الأمن .. بهذه السطحية ... وسذاحة التحليل والتناول ... وهذا الخلط المخل .. والمعيب للأوراق .. والتي تخرج بالمقال عن نطاق الموضوعية .. الي رحاب المكايدة الرخيصة .. أو كيد النسا .. الذي اصبح .. لغة أقرب للتدني .. منها للإحترام الواجب .. ولا تنم عن غير .. ضيق الأفق السياسي .. والفكري ... أقرب لحالة من الذهان العقلي .
صوتت مصر لصالح مشروعى قرارين بمجلس الأمن .. بشأن التهدئة فى سوريا ..وخاصة بمدينة حلب، ...حيث تقدم بالمشروع الأول كل من فرنسا وإسبانيا ...بدعم من الولايات المتحدة وبريطانيا، ... وتقدم بالمشروع الثانى روسيا الاتحادية...
وفشل المجلس ... فى تمرير القرارين .. حيث لجأت روسيا لحق النقض .. فى تصويتها على مشروع القرار الأول...، بينما لم يحصل المشروع الثانى .. على أغلبية الـ9 أعضاء ...
تضمن المشروع الفرنسي / الأسباني ...:
● الدعوة إلى وقف إطلاق النار في حلب .. وفرض حظر "فوري" .. للضربات الجوية .. وطلعات الطائرات الحربية ..فوق مدينة حلب.
● إيصال المساعدات الإنسانية .. إلى السكان المحاصرين في الأحياء .. التي تسيطر عليها المعارضة في حلب، ..وإلى مختلف المناطق في سوريا.
● التهديد باتخاذ "مبادرات أخرى" إذا لم يُحترم تطبيق القرار، ...
كما تضمن المشروع الروسي .. :
● الدعوة إلى "التنفيذ الفوري .. لوقف الأعمال القتالية ..وخصوصا في حلب..." (على غرار مشروع القرار الفرنسي)، ...مع تعديلات روسية... تعيد التركيز مرة أخرى ... على اتفاق الهدنة ... الذي توصلت إليه مع الولايات المتحدة ...في سبتمبر 2016.
● الترحيب بمبادرة المبعوث الدولي .. " دي ميستورا " ...الداعية إلى خروج مقاتلي جبهة فتح الشام ..(النصرة سابقا ) .. والتابعة لتنظيم القاعدة .. من أحياء حلب الشرقية،.. ومطالبة الأمم المتحدة... بوضع خطة تفصيلية لتنفيذها ... وجعل ذلك "أولوية رئيسية"...
● ضرورة التحقق .. من فصل قوات المعارضة "المعتدلة" ..عن جبهة فتح الشام .. باعتبار أنها مصنفة "إرهابية" .. من جانب الأمم المتحدة، .. ويطالب بألا يدعم أي طرف في الصراع السوري .. أي "جماعة إرهابية" ... بما في ذلك تنظيم الدولة الإسلامية. ( داعش ) ...
● طالبة جميع الأطراف... بالسماح بإيصال المساعدات الإنسانية إلى المحاصرين...
المشروعان كما هو واضح لا يتعارضان .. وقد يكون للمتفحص .. أنهما كان يجب أن يتكاملا ... وأن يتحدا في مشروع واحد .. ولكن تعارض المصالح .. الأمريكية / الروسية ... فضح عجز المجلس .. عن إتخاذ قرار ... يأخذ في الإعتبار .. مأساة الشعب السوري .. متجاوزا أطماع .. الدول دائمة العضوية .. وصراعاتها ... علي الأرض المنكوبة ...
الجدل الذي أثاره التصويت المصري على القرارين ... استدعى بياناً رسمياً من وزارة الخارجية المصرية، ...حاولت فيه توضيح موقفها .. على لسان مندوبها الدائم ...لدى الأمم المتحدة " عمرو أبو العطا، " ...الذي أوضح أن مصر .. تؤيد كل الجهود الهادفة لوقف مأساة الشعب السوري،... وأنها صوتت بناءً على محتوى القرارين،... لا من منطلق المزايدات السياسية ... التي أصبحت تعوق عمل مجلس الأمن .. و أن .. السبب الرئيسي في فشل المشروعين .. يعود للخلافات بين الدول الدائمة العضوية بالمجلس،..
الموقف المصري تضمن في تفسيره للتصويت لمصلحة القرارين.. هجوماً غير خفي .. على المواقف الدولية .. على لسان المندوب المصري الدائم في الأمم المتحدة،... الذي وجّه نداءً للقوى الدولية والإقليمية .. والداخلية في سوريا .. بتجنب الصراعات والمطامع السياسية .. والنعرات الطائفية .. من أجل إنقاذ الشعب السوري .. من المآسي التي يعانيها يومياً ...
من ناحية أخري ... لا ينبغي للمملكة العربية السعودية ... أن تعتقد أن مساعداتها للنظام المصري ... تعني أن يكون في جيبها،... فالسعودية ودول الخليج .. ساعدت بالفعل النظام المصري،. مواقف لا يمكن نكرانها .. إلا جاحد ... ولكن في المقام الأول .. بسبب خشيتها من حكم الإخوان في مصر ... وأثره على استقرار أنظمة الخليج ..
رغم التوضيح الذي قدمته الخارجية المصرية،... وما يبدو من وجاهته،... وتفضيله مصلحة الشعب السوري، ...ووقف نزيف الدماء... على الانحيازات السياسية ...، لا يمكن استبعاد مؤثرات أخرى ... على التصويت المصري ... الذي بدا ظاهرياً متناقضا للبعض ..
ً.
فمصر تحتاج أكثر من أي وقت مضى .. إلى عودة السياحة الروسية إلى سيناء،... التي توقفت منذ ما يقرب من عام ...بعد قرار وقف الطيران الروسي لمصر ...إثر سقوط الطائرة الروسية في سيناء ... الخريف الماضي. .. كذلك الصادرات الزراعية المصرية لروسيا .... والتصويت ضد القرار الروسي،... وحتى الامتناع عن التصويت ....قد يؤجل عودة السياحة الروسية،... وقد يؤدي أيضا .. إلي أيقاف الصادرات المصرية ... في الوقت الذي تعانيه مصر ...نقصاً شديدا .. في العملة الصعبة ..
كذلك تعتمد مصر على السعودية .. في إمدادات البترول، بتسهيلات ...تمكّنها من مواجهة أزمة اقتصادية طاحنة .. وهو الموقف الذي أوضحت المملكة .. أنه لن يتأثر .. بالجدل الدائر .. حول الموقف المصري .. في مجلس الأمن ...وهو ألموقف ... الذي أسكت .. جميع الأبواق .. المحرضة علي إفساد العلاقات التاريخية ... بين أكبر دولتين عربيتن .. شقيقتين ..
نقطة نظام :
اختلفوا او اتفقوا .. علي الاسرة الحاكمة في السعودية .. ولكن ... :
١- لا تنسوا ان من دعم ٣٠ يونية عالمياً .. كانت المملكة .. والملك عبد الله .. والامير سعود الفيصل .. برسائل حاسمة لأوروبا وامريكا .. دعماً لمصر ..
٢- لا تنسوا ان دعم اليترول .. حل اهم ازمات مصر ..من السولار والبترول ..في الوقت الذي وقفت كل دول العالم ضدنا ...
٣- لا تلتفتوا للتراشق الاعلامي الغير مسئول .. لتحويل الدفة .. نحو رفض الشعوب .. وتأجيج الفتنة شعبياً ..
4- انهيار السعودية .. مفتاح لتفكيك المنطقة بعد ان فشل السيناريو .. عن طريق مصر وهذا خطر داهم على المنطقة ...