في إدارة أزمات السيول وفرق إدارة الأزمات
صدعتنا وزارة الري منذ شهر بأنها تستعد للسيول وجاهزة تماما ويبدوا أن تفكيرها أخذها إلى ما حدث في العام الماضي من تعرض الإسكندرية والدقهلية وكفر الشيخ للسيول وحقيقة الأمر أنها أمطار غزيرة في حين أن كل دارس للموارد المائية في مصر يعلم تماما أن شهر أكتوبر هو شهر السيول في المحافظات المجاورة للجبال بدء من الصف والعياط بالجيزة إلى أسيوط وسوهاج وقنا وأسوان وأحيانا ينضم إليها بني سويف والمنيا ، ثم محافظات البحر الأحمر اللصيقة لسلاسل جبال البحر الأحمر ثم محافظات جنوب وشمال سيناء ... وخطورة السيل في هذه المناطق أنه يسقط على الجبال المجاورة لها فتزيد سرعته أثناء إنحدارة من الجبل ويكتسب سرعات تدميرية كبيرة وبالتالي فإن سرعة الإغاثة مطلوبة والتخطيط المسبق حتمي
التعامل مع سيول المحافظات الواقعة على النيل يختلف عن سيول المحافظات الصحراوية وفي كل الأحوال يشارك فيه وزارات الري بمهندسين الجسور والحكم المحلي بأجهزته لشفط المياه ومعداته للردم وتجهيز أماكن للإيواء والسكن والشرطة بقوات الدفاع المدني والحرائق والماس الكهربائي والجيش بجهاز الخدمة الوطنية وتجهيز الخيام للإقامة إذا تطلب الأمر إخلاء، وإنقاذ المحاصرين أو الموجودين على أسطح المنازل والقمم العالية والصحة بسيارات الإسعاف وأطباء طب الكوارث والإغاثة ومنع إنتشار الأمراض ووزارتي الشئون الإجتماعية للمساعدة بالبطاطين والدعم المالي ووزارة التموين لتوفير سلع الإغاثة والطعام الجاهز ثم الكهرباء وغيرها وكان ينبغي تشكيل هذه الفرق إعتبارا من أول أكتوبر ..
ومن قبلها تقوم وزارة الري بتسليك مخرات السيول التي تصب في النيل في محافظات الوادي والتأكد من إستيعابها لكل كميات المياه ثم تقيم السدود الترابية الزجزاجية أو المتقاطعة (رجل غراب) لإعتراض السيول وتوجيهها إلى مسار خارج القري والزراعات ومن الواضح أن كل هذا لم يحدث.
أما في المحافظات الصحراوية ينبغي التأكد من وجود مواسير نقل السيل من أسفل الطرق الرئيسية وتسليكها والتأكد من عملها حتى لا يقطع السيل الطريق وعمل نفس السدود الترابية الزجزاجية في شمال ووسط وجنوب سيناء ومحافظات البحر الأحمر لتوجيه مسار السير إلى خارج المناطق السكنية وبعيدا عن الطرق الرئيسية مع تقوية السدود القائمة مثل سد الروافعة وغيره!!
إدارة الأزمات غائبة يابلدنا ولا يتم الإستعانة بأهل العلم والخبرة.