هل الإجراءات دي كافية لحل المشكلة؟
يتبع
- مينفعش نجاوب على السؤال ده دون فهم إيه هيا الأزمة بالظبط.
- جوهر كل القصة إن مصادر دخل مصر بالدولار انخفض جداً، بينما التزاماتها ترتفع باستمرار .. في ٢٠١٥ حجم الواردات المصرية وصل ٧٦.٨ مليار دولار، بينما الصادرات المصرية ٢٠.٥ مليار دولار فقط، حسب وزارة الصناعة والتجارة.
- فجوة الاستيراد والتصدير الضخمة دي كانت بتتعوض من مصادرنا للعملة الأجنبية، لكنها بطبيعتها للأسف محدودة ومعرضة للتقلبات، زي قناة السويس، والسياحة، وتحويلات العاملين بالخارج.
- دخل قناه السويس انخفض بسبب تراجع التجارة العالمية.
- دخل السياحة انخفض بسبب الأوضاع الأمنية والسياسية مش عشان نقص في الاستثمارات. عملية إرهابية أسقطت طائرة روسية، وقصف الجيش بالخطأ لسياح مكسيكيين، وأخبار طول الوقت إن مصر تحارب الإرهاب، ده كله يوقف خطوط طيران رئيسية من بريطانيا وروسيا، ده غير تأثير الأخبار السلبية المستمرة في الصحافة العالمية، زي مثلاً تقارير الجهات الحقوقية عن السجون في مصر.
- التحويلات من الخارج انخفضت بسبب الاستجابة للتغيير بالسوق السوداء لفارق السعر، وكمان بسبب اجراءات اتخذها البنك المركزي سابقاً بوضع حدود للايداع والسحب الدولاري، فناس كتير بقت تاخدها من قصيرها ومتعديش الفلوس على البنك أصلاً .. ده غير اللي ملناش يد فيه بانخفاض سعر النفط العالمي مما ادى لتقلص العمالة بالخليج.
- إنفاق مليارات الدولارات في مشاريع أقل ما توصف به أنها طويلة المدى، زي العاصمة الجديدة وزي مشروع قناة السويس الجديدة (ونفصل بين الحفر وبين مشروع محور السويس اللي بيُدار بشكل احترافي من الدكتور أحمد درويش)، وزي التزامات توريد الأسلحة الجديدة دون قدر كافٍ من النقاش حول أولوية بعض الصفقات.
- فيه أسطورة إن "السلع الرفاهية" هيا المشكلة، ولو بطلنا نستوردها كله هيتصلح .. أكيد مفروض نقلل من الاستيراد غير الأساسي، وده بدأ بالفعل، لكن الحقيقة زي ما شرحنا إن الغالبية الساحقة من الوارادت لا يمكن الاستغناء عنها، إما خامات للصناعة أو بترول أو غذاء.
إيه معنى الكلام ده كله؟
- طول ما مصادر مصر من الدولارات محدودة هتفضل الأزمة قائمة وكل الاجراءات دي مسكنات ممكن تمشي البلد كام شهر وبعدين نرجع لوضع أسوأ.
- قرض صندوق النقد على مدى ٣ سنوات مش حل سحري، اللي خلى مليارات الخليج الأكتر تختفي آثارها في أقل من سنتين، يبقى ممكن كمان قرض صندوق النقد تختفي آثاره في سنتين لو لم يختلف أسلوب الإدارة الاقتصادية والسياسية.
- ببساطة لو المستورد راح البنك ملقاش الدولار اللي محتاجه هيرجع يشتري من السوق السوداء، مش هيفرق في ده سعر الدولار كام ولا الآلية إيه ولا أي تفاصيل.
انتهى