- و أما مشاهدة ملك الموت عليه السلام
و ما يدخل على القلب منه من الورع و الفزع ، فهو أمر لا يعبر عنه لعظم هوله و فظاعة رؤيته ، و لا يعلم حقيقة ذلك إلا الذي يبتدئ له و يطلع عليه ،
" قل يتوفاكم ملك الموت الذي وكل بكم " .
إذا قبض ملك الموت روح المؤمن قام على عتبة الباب و لأهل البيت ضجة ، فمنهم الصاكة وجهها ، و منهم الناشرة شعرها
، و منهم الداعية بويلها ،
فيقول ملك الموت عليه السلام :
فيم هذا الجزع فو الله ما أنقصت لأحد منكم عمراً ،
و لا ذهبت لأحد منكم برزق ، و لا ظلمت لأحد منكم شيئاً
، فإن كانت شكايتكم و سخطكم علي
و إن لي فيكم عودة ثم عودة ،
فلو أنهم يرون مكانه أو يسمعون كلامه لذهلوا عن ميتهم و لبكوا على أنفسهم :
2-وقال صلى اللة علية وسلم"
إن أحدكم يجمع خلقه في بطن أمه أربعين يوماً ،
يرسل الله الملك فينفخ فيه الروح
يجمع خلقه في بطن أمه . قد جاء مفسراً عن ابن مسعود رضي الله عنه:
إن النطفة إذا وقعت في الرحم فأراد الله سبحانه أن يخلق منها بشراً طارت في بشر المرأة تحت كل ظفر و شعر ، ثم تمكث أربعين ليلة ، ثم تنزل دماً في الرحم فذلك جمعها
: إذا مر بالنطفة إثنتان و أربعون بعث الله إليها ملكاً
خلق سمعها و بصرها و شعرها و جلدها و لحمها و عظامها .
(( ان العبد ليعالج كلرب الموت وسكرات الموت وان مفاصلة ليسلم بعضها على بعض تقول عليك السلام تفارقنى وافارقك الى يوم القيامة ))
سبب قبض ملك الموت لأرواح الخلق
" ما من مسلم يصيبه أذى ، من مرض فما سواه إلا حط به سيئاته كما تحط الشجرة ورقها " .
وقال : صلى اللة علية وسلم"
من يرد الله به خيراً يصب منه " –
. و في الخبر المأثور يقول الله تعالى :
" إني لا أخرج أحدا من الدنيا ، و أنا أريد أن أرحمه ، حتى أوفيه بكل خطيئة كان عملها :
فإن بقي عليه شيء شددت عليه الموت ،
حتى يفضي إلى كيوم ولدته أمه
" .وقال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
[ إذا بقي على المؤمن من ذنوبه شيء لم يبلغه بعمله شدد عليه الموت ليبلغ بسكرات الموت و شدائده درجته من الجنة ،
و إن الكافر إذا كان قد عمل معروفاً في الدنيا ، هون عليه الموت ليستكمل ثواب معروفه في الدنيا ثم يصير إلى النار ] .
وقال صلى الله علية وسلم :
و إن نفس الكافر تسل كما تسل نفس الحمار ،
و إن المؤمن ليعمل الخطيئة فيشدد بها عليه عند الموت ليكفر بها عنه .
و إن الكافر ليعمل الحسنة فيسهل عليه عند الموت ليجزي بها
- أن أبا الدرداء رضي الله عنه ـ
[ أحب الموت اشتياقاً إلى ربي ، و أحب المرض تكفيراً لخطيئتي ، و أحب الفقر تواضعاً لربي عز و جل .
ولكن نصيحة رسول الله حتى لاننسى
لا يموت أحد الا و هو يحسن بالله الظن
سمعت رسول الله صلى الله عليه و سلم يقول قبل وفاته بثلاثة أيام :
لا يموتن أحدكم ا و هو يحسن الظن بالله "
فإن قوماً قد أرادهم سوء ظنهم بالله فقال لهم تبارك و تعالى :
" و ذلكم ظنكم الذي ظننتم بربكم أرداكم فأصبحتم من الخاسرين
2-وعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم دخل على شاب و هو في الموت
أرجو الله يا رسول الله و أخاف ذنوبي ،
فقال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
لا يجتمعان في قلب عبد مؤمن في مثل هذا الموطن إلا عطاء الله ما يرجو و أمنه مما يخاف " –
3--عن رسول الله صلى الله عليه و سلم أنه
لا أجمع على عبدي خوفين و لا أجمع له أمنين .
فمن خافني في الدنيا أمنته في الآخرة
و من أمنني في الدنيا أخفته في الآخرة
أنا عند ظن عبدي بي إن خيرا فخير و إن شرا فشر
ثلاثة لا تسأل عنهم: رجل ينازع الله إزاره و رجل ينازع الله رداءه فإن رداءه الكبرياء و إزاره العز و رجل في شك من أمر الله و القنوط من رحمة الله
قال الله تعالى: إذا أحب عبدي لقائي أحببت لقاءه و إذا كره لقائي كرهت لقاءه
أنا عند ظن عبدي بي إن ظن خيرا فله و إن ظن شرا فله أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
ينبغي أن يكون أغلب على العبد عند الموت منه في حال الصحة
، و هو أن الله تعالى يرحمه و يتجاوز عنه و يغفر له و ينبغي لجلسائه
أن يذكروه بذلك حتى يدخل في قوله تعالى :
" أنا عند ظن عبدي بي فليظن بي ما شاء
:لا يموتن أحدكم حتى يحسن الظن بالله . فإن حسن الظن بالله ثمن الجنة
-و روى عن ابن عمر أنه قال :
[ عمود الدين و غاية مجده و ذروة سنامة :
حسن الظن بالله . فمن مات منكم و هو يحسن الظن بالله :
و قال عبد الله بن مسعود :
[ و الله الذي لا إله إلا غيره . لا يحسن أحد الظن بالله إلا أعطاه الله ظنه و ذلك أن الخير بيده
: إذا رأيتم بالرجل الموت فبشروه ليلقي ربه و هو حسن الظن به ،
" يؤتي بالرجل يوم القيامة ، فيقال : انطلقوا به إلى النار فيقول : يا رب فأين صلاتي و صيامي ؟
فيقول الله تعالى : اليوم أقنطك من رحمتي كما كنت تقنط عبادي من رحمتي " .و في التنزيل : قال
: " و من يقنط من رحمة ربه إلا الضالون "
- تلقين الميت لا إله إلا الله
-لقولة صلى الله علية وسلم
" : لقنوا موتاكم لا إله إلا الله "
: إذا احتضر الميت فلقنوه لا إله إلا الله فإنه ما من عبد يختم له بها موته إلا كانت زاده إلى الجنة "
2- و قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه
: احضروا موتاكم و لقنوهم : لا إله إلا الله و ذكروهم فإنهم يرون ما لا ترون .
تلقين الموتى هذه الكلمة سنة مأثورة عمل بها المسلمون .
و ذلك ليكون آخر كلامهم لا إله إلا الله فيختم له بالسعادة ، و ليدخل في عموم " قوله عليه السلام
من كان آخر كلامه لا إله إلا الله دخل الجنة "
فلا يلغو و ليتكلم بخير و يدعوا لة إذا مات
: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم :
إذ حضرتم المريض أو الميت فقولوا : خيراً .
فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون "
" فلما مات أبو سلمة أتيت النبي صلى الله عليه و سلم فقلت يا رسول الله :
إن أبا سلمة قد مات فقال :
اللهم اغفر لي و له و أعقبني منه عقبى حسنة
فقلت . فأعقبني الله من هو خير منه : رسول الله صلى الله عليه و سلم " .
" دخل رسول الله صلى الله عليه و سلم على أبي سلمة و قد شق بصره فأغمضه ثم قال :
إن الروح إذا قبض تبعه البصر
لا تدعوا على أنفسكم إلا بخير فإن الملائكة يؤمنون على ما تقولون
اللهم اغفر لأبي سلمة و ارفع درجته في المهديين ، و اخلفه في عقبه في الغابرين ، و اغفر لنا و له يا رب العالمين ، و افسح له في قبره ، و نور له فيه
أن يحضروا الميت الصالحون ، و أهل الخير حالة موته ليذكروه ، و يدعوا له و لمن يخلفه و يقولوا خيراً فيجتمع دعاؤهم و تأمين الملائكة فينتفع بذلك الميت و من يصاب به و من يخلفه .
اما فى سؤء الخاتمة اعاذنا الله وايكم
و ما جاء أن الأعمال بالخواتيم
إن الرجل ليعمل الزمان الطويل يعمل أهل الجنة ثم يختم له عمله بعمل أهل النار ، و إن الرجل ليعمل الزمان الطويل بعمل أهل النار ثم يختم له بعمل أهل الجنة –
إن العبد ليعمل عمل أهل النار و إنه من أهل الجنة ، و يعمل عمل أهل الجنة و إنه من أهل النار ، و إنما الأعمال بالخواتيم
إذا أراد الله بعبد خيرا استعمله
يفتح له عملا صالحا بين يدي موته حتى يرضي عليه من حوله
إذا أراد الله بعبد خيرا طهره قبل موته
قالوا: و ما طهور العبد ؟ قال:
عمل صالح يلهمه إياه حتى يقبضه عليه
اعلم أن سوء الخاتمة ـ أعاذنا الله منها ـ لا تكون لمن استقام ظاهره و صلح باطنه ، ما سمع بهذا و لا علم به ـ الحمد لله ـ و إنما تكون لمن كان له فساد في العقل ، أو إصرار على الكبائر ، و إقدام على العظائم . فربما غلب ذلك عليه حتى ينزل به الموت قبل التوبة ، فيصطلمه الشيطان عند تلك الصدمة ، و يختطفه عند تلك الدهشة ، و العياذ بالله
أن بعض الأنبياء عليهم السلام قال لملك الموت عليه السلام :
أمالك رسول تقدمه بين يديك ليكون الناس على حذر منك ؟
نعم لي و الله رسل كثيرة من الإعلال و الأمراض و الشيب و الهموم و تغير السمع و البصر ، فإذا لم يتذكر من نزل به و لم يتب ، فإذا قبضته ناديته :
ألم أقدم إليك رسولاً بعد رسول و نذيراً بعد نذير ؟
فأنا الرسول الذي ليس بعدي رسول
و أنا النذير الذي ليس بعدي نذير .
فما من يوم تطلع فيه شمس و لا تغرب إلا و ملك الموت ينادي :
، أذهانكم حاضرة و أعضاؤكم قوية شداد
قد دنا و قت الأخذ و الحصاد .
نسيتم العقاب و غفلتم عن رد الجواب فما لكم من نصير
" أولم نعمركم ما يتذكر فيه من تذكر و جاءكم النذير "
أعذر الله إلى امرىء أخر أجله حتى بلغ ستين سنة "
يقال أعذر في الأمر أي بالغ فيه أي اعذر غاية الإعذار بعبده و أكبر الأعذار إلى بني آدم بعثة الرسل إليهم ليتم حجته عليهم
" و ما كنا معذبين حتى نبعث رسولاً "
-و روي أن ملك الموت دخل على داود عليه السلام فقال من أنت ؟
و لاتمنع منه القصور و لا يقبل الرشا ،
فإذا أنت ملك الموت قال : نعم .
قال : أتيتني و لم أستعد بعد ؟
قال يا دواد أين فلان قريبك ؟
قال أما كان لك في هؤلاء عبرة لتستعد .
" و بلغ أربعين سنة قال رب أوزعني أن أشكر نعمتك "
أن من بلغ الأربعين فقط أن له أن يعلم مقدار نعم الله عليه و على والديه و يشكرها
: من شاب شيبة في الإسلام كانت له نوراً يوم القيامة
. و روي أن رسول الله صلى الله عليه و سلم قال : "
إن الله ليستحي أن يعذب ذا شيبة "
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين
انشرها فى كل موقع ولكل من تحب