{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى مَا فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}
: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ}
لما ذكر الذين قصرت همتهم على الدنيا - في قوله
{فَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا}
- والمؤمنين الذين سألوا خير الدارين ذكر المنافقين لأنهم أظهروا الإيمان وأسروا الكفر.
"نزلت في قوم من المنافقين تكلموا في الذين ***وا في غزوة الرجيع :
عاصم بن ثابت ، وخبيب ، وغيرهم ،
ويح هؤلاء القوم ، لا هم قعدوا في بيوتهم ، ولا هم أدوا رسالة صاحبهم" ، فنزلت هذه الآية في صفات المنافقين
ثم ذكر المستشهدين في غزوة الرجيع في قوله :
{وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْرِي نَفْسَهُ ابْتِغَاءَ مَرْضَاتِ اللَّهِ}
نزلت في كل مبطن كفرا أو نفاقا أو كذبا أو إضرارا ، وهو يظهر بلسانه خلاف ذلك ،
وهي تشبه ما ورد في الترمذي أن في بعض كتب الله تعالى :
إن من عباد الله قوما ألسنتهم أحلى من العسل وقلوبهم أمر من الصبر
يلبسون للناس جلود الضأن من اللين
: أبي يغترون ، وعلي يجترئون ، فبي حلفت لأتيحن لهم فتنة تدع الحليم منهم حيران
الله يعلم أني أقول حقا. ، والله يعلم منه خلاف ما قال.
وفي هذه الآية دليل وتنبيه على الاحتياط فيما يتعلق بأمور الدين والدنيا ،
واستبراء أحوال الشهود والقضاة ،
وأن الحاكم لا يعمل على ظاهر أحوال الناس وما يبدو من إيمانهم وصلاحهم حتى يبحث عن باطنهم
، لأن الله تعالى بين أحوال الناس ، وأن منهم من يظهر قولا جميلا وهو ينوي قبيحا
هذا يعارضه قوله عليه السلام :
"أمرت أن أقاتل الناس حتى يقولوا لا إله إلا الله"
" فأقضي له على نحو ما أسمع"
أن هذا كان في صدر الإسلام ، حيث كان إسلامهم سلامتهم ، وأما وقد عم الفساد فلا
: {وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصَامِ}
والمعنى أشد المخاصمين خصومة ، أي هو ذو جدال ، إذا كلمك وراجعك رأيت لكلامه طلاوة وباطنه باطل
على أن الجدال لا يجوز إلا بما ظاهره وباطنه سواء.
وفي صحيح مسلم عن عائشة قالت : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
"إن أبغض الرجال إلى الله الألد الخصم".
واخر دعوانا ان الحمد للة رب العالمين
انشرها فى كل موقع ولكل من تحب