2751 - عن أبي الزبير قال : سألت جابرا رضي الله عنه عن الورود ؟ فأخبرني أنه سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " نحن يوم القيامة على كوم فوق الناس ، فتدعى الأمم بأوثانها و ما كانت تعبد ، الأول فالأول ، ثم يأتينا ربنا بعد ذلك فيقول : ما تنتظرون ؟ فيقولون : ننتظر ربنا ، فيقول : أنا ربكم ، فيقولون : حتى ننظر إليك ، فيتجلى لهم يضحك ، فيتبعونه " . الصحيحة " 6 / 573 :
عن جابر رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وسلم في قصة الورود قال : " فيتجلى لهم ربهم عز وجل يضحك " . قال جابر : رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم يضحك حتى تبدو لهواته . قلت : و إسناده حسن ،
2767 - " إن من أشراط الساعة أن يفيض المال و يكثر الجهل و تظهر الفتن و تفشو التجارة [ و يظهر العلم ] " . الصحيحة " 6 / 631 :
. ( فائدة ) : . قلت : ففي الحديث إشارة قوية إلى اهتمام الحكومات اليوم في أغلب البلاد بتعليم الناس القراءة و الكتابة ، و القضاء على الأمية حتى صارت الحكومات تتباهى بذلك ،فتعلن أن نسبة الأمية قد قلت عندها حتى كادت أن تمحى ! فالحديث علم من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، بأبي هو و أمي . و لا يخالف ذلك - كما قد يتوهم البعض - ما صح عنه صلى الله عليه وسلم في غير ما حديث أن من أشراط الساعة أن يرفع العلم و يظهر الجهل لأن المقصود به العلم الشرعي الذي به يعرف الناس ربهم و يعبدونه حق عبادته ، و ليس بالكتابة و محو الأمية كما يدل على ذلك المشاهدة
اليوم ، فإن كثيرا من الشعوب الإسلامية فضلا عن غيرها ، لم تستفد من تعلمها القراءة و الكتابة على المناهج العصرية إلا الجهل و البعد عن الشريعة الإسلامية ، إلا ما قل و ندر ، و ذلك مما لا حكم له . و إن مما يدل على ما ذكرنا قوله صلى الله عليه وسلم : " إن الله لا يقبض العلم انتزاعا ينتزعه من العباد ، و لكن يقبض العلم بقبض العلماء ، حتى إذا لم يبق عالما اتخذ الناس رؤوسا جهالا فسئلوا ، فأفتوا بغير علم فضلوا و أضلوا " . رواه الشيخان
2768 - عن عبد الله بن عمر قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " ستخرج نار قبل يوم القيامة من بحر حضرموت تحشر الناس ، قالوا : يا رسول لله ! فما تأمرنا ؟ قال : عليكم بالشام " . الصحيحة " 6 / 636 :
2771 - عن حذيفة قال : سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم " *( علمها عند ربي لا يجليها لوقتها إلا هو )* و لكن أخبركم بمشاريطها ، و ما يكون بين يديها : إن بين يديها فتنة و هرجا . قالوا : يا رسول الله ! الفتنة قد عرفناها فالهرج ما هو ؟ قال : بلسان الحبشة : ال*** ، و يلقى بين الناس التناكر فلا يكاد أحد أن يعرف أحدا " . الصحيحة " 6 / 638 :
2772 - " لا تقوم الساعة حتى تظهر الفتن و يكثر الكذب و تتقارب الأسواق و يتقارب الزمان و يكثر الهرج . قيل : و ما الهرج ؟ قال : ال*** " . الصحيحة " 6 / 639 :
2773 - و عن أنس قال : كنا نتحدث أنه لا تقوم الساعة حتى تمطر السماء و لا تنبت الأرض " لا تقوم الساعة حتى يمطر الناس مطرا عاما ، و لا تنبت الأرض شيئا " . الصحيحة " 6 / 639 :
2777 - عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول : " إذا وقعت الملاحم بعث الله بعثا من الموالي [ من دمشق ] هم أكرم العرب فرسا وأجوده سلاحا ، يؤيد الله بهم الدين الصحيحة " 6 / 646 :
2782 - عن ابن عباس قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " يخرج من ( عدن أبين ) اثنا عشر ألفا ينصرون الله و رسوله ، هم خير من بيني و بينهم " " الصحيحة " 6 / 656 :
2808 - " إن من بعدكم الكذاب المضل ، و إن رأسه من بعده حبك حبك - ثلاث مرات - و إنه سيقول : أنا ربكم ، فمن قال : لست ربنا ، لكن ربنا الله عليه توكلنا و إليه أنبنا ، نعوذ بالله من شرك ، لم يكن له عليه سلطان " . قال الألباني في " السلسلة الصحيحة " 6 / 727 :
. قوله : " من بعده " : أي : من ورائه . " حبك " : أي : شعر رأسه متكسر من الجعودة مثل الماء الساكن أو الرمل إذا هبت عليهما الريح فيتجعدان و يصيران طرائق . كما في " النهاية " و الحديث دليل صريح على أن الدجال الأكبر هو شخص له رأس و شعر ، و ليس معنى و كناية عن الفساد كما يحلو
لبعض ضعفاء الإيمان أن يتناولوا أحاديثه الكثيرة الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم بالتواتر كما صرح به أئمة الحديث ، فلا تغتر بعد ذلك أيها القارىء بمن لا علم عنده بحديث رسول الله صلى الله عليه وسلم مهما كان شأنه و مقامه في غير هذا العلم الشريف . .
2817 - عن عبد الله بن عمرو ابن العاص رضي الله عنهما قال : تلا رسول الله صلى الله عليه وسلم الآية : *( يوم يقوم الناس لرب العالمين )* ، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " كيف بكم إذا جمعكم الله كما يجمع النبل في الكنانة خمسين ألف سنة ، ثم لا ينظر الله إليكم ؟! " . الصحيحة " 6 / 766 :
منه شاهد صحيح عن أبي هريرة في حديث : " ما من صاحب كنز لا يؤدي زكاته إلا أحمي عليه في نار جهنم . " الحديث ، و فيه : " في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة ، ثم يرى سبيله إما إلى الجنة و إما إلى النار .. " الحديث . رواه مسلم . ثم أخرجه ابن حبان ( 2578 )
بسند صحيح عنه بسياق آخر مختصرا بلفظ : " *( يقوم الناس لرب العالمين )* مقدار نصف يوم من خمسين ألف سنة يهون ذلك على المؤمن ، كتدلي الشمس للغروب إلى أن تغرب " . لكن قوله : " نصف يوم " ، غريب مخالف لما تقدم . و الله أعلم .
2821 - عبد الله بن عمرو بن العاص ، فسمعته يحدث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال " من اقتراب ( و في رواية : أشراط ) الساعة أن ترفع الأشرار و توضع الأخيار و يفتح القول و يخزن العمل و يقرأ بالقوم المثناة ، ليس فيهم أحد ينكرها . قيل : و ما المثناة ؟ قال : ما استكتب < الأصل : " اكتتب > سوى كتاب الله عز وجل الصحيحة " 6 / 774 :
. ( فائدة ) :هذا الحديث من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، فقد تحقق كل ما فيه من الأنباء ، و بخاصة منها ما يتعلق بـ ( المثناة ) و هي كل ما كتب سوى كتاب الله كما فسره الراوي ، و ما يتعلق به من الأحاديث النبوية و الآثار السلفية ، فكأن المقصود بـ ( المثناة ) الكتب المذهبية المفروضة على المقلدين . التي صرفتهم مع تطاول الزمن عن كتاب الله ، و سنة رسوله صلى الله عليه وسلم كما هو مشاهد اليوم مع الأسف من جماهير المتمذهبين
، و فيهم كثير من الدكاترة و المتخرجين من كليات الشريعة ، فإنهم جميعا يتدينون بالتمذهب ، و يوجبونه على الناس حتى العلماء منهم ، فهذا كبيرهم أبو الحسن الكرخي الحنفي يقول كلمته المشهورة : " كل آية تخالف ما عليه أصحابنا فهي مؤولة أو منسوخة ، و كل حديث كذلك فهو مؤول أو منسوخ " . فقد جعلوا المذهب أصلا ، و القرآن الكريم تبعا ، فذلك هو ( المثناة ) دون ما شك أو ريب . و أما ما جاء في " النهاية " عقب الحديث و فيه تفسير ( المثناة ) : "
و قيل : إن المثناة هي أخبار بني إسرائيل بعد موسى عليه السلام وضعوا كتابا فيما بينهم على ما أرادوا من غير كتاب الله ، فهو ( المثناة ) ،فكأن ابن عمرو كره الأخذ عن أهل الكتاب ، و قد كان عنده كتب وقعت إليه يوم اليرموك منهم . فقال هذا لمعرفته بما فيها " .
قلت : و هذا التفسير بعيد كل البعد عن ظاهر الحديث ، و أن ( المثناة ) من علامات اقتراب الساعة ، فلا علاقة لها بما فعل اليهود قبل بعثته صلى الله عليه وسلم ، فلا جرم أن ابن الأثير أشار إلى تضعيف هذا التفسير بتصديره إياه بصيغة " قيل " و أشد ضعفا منه ما ذكره عقبه : " قال الجوهري : ( المثناة ) هي التي تسمى بالفارسية ( دوبيتي ) . و هو الغناء " !
الدجال
2862 - " تعلموا أنه لن يرى أحد منكم ربه حتى يموت و إنه مكتوب بين عينيه [ ك ف ر ] ،يقرؤه من كره عمله " . الصحيحة " 6 / 860 :
2934 - : حدثنا جنادة بن أبي أمية الدوسي قال : دخلت أنا و صاحب لي على رجل من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم فقلنا : حدثنا ما سمعت من رسول الله صلى الله عليه وسلم ، و لا تحدثنا عن غيره و إن كان عندك مصدقا . قال : نعم ، قام فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم فقال : " أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، أنذركم الدجال ، فإنه لم يكن نبي إلا و قد أنذره أمته ، و إنه فيكم أيتها الأمة و إنه جعد آدم ، ممسوح العين اليسرى ، و إن معه جنة و نارا ، فناره جنة و جنته نار ، و إن معه نهر ماء و جبل خبز ، وإنه يسلط على نفس في***ها ثم يحييها ، لا يسلط على غيرها ، و إنه يمطر السماء و لا تنبت الأرض ، و إنه يلبث في الأرض أربعين صباحا حتى يبلغ منها كل منهل ، و إنه لا يقرب أربعة مساجد : مسجد الحرام و مسجد الرسول و مسجد المقدس و الطور ، و ما شبه عليكم من الأشياء ، فإن الله ليس بأعور ( مرتين ) " الصحيحة " 6 / 1046 :
اخر الزمان --- وذهاب الصالحون
2993 عن مرداس الأسلمي قال : قال النبي صلى الله عليه وسلم : " يذهب الصالحون ، الأول فالأول ، و يبقى حفالة كحفالة الشعير و التمر ، لا يباليهم الله بالة " . " السلسلة الصحيحة " 6 / 1248 :
3007 - عن أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم.. (سيكونُ بعدي خلفاءُ يَعملونَ بما يَعلمونَ، ويَفعلون ما يُؤمرُونَ، وسيكونُ بعدي خلفاءُ يَعملونَ بما لا يَعلمون، ويَفعَلون ما لا يُؤمرونَ، فمن أنكرَ عليهم برئَ، ومن أمسك بيده سلم، ولكنْ من رضِيَ وتابع).
وللحديث شاهد منزواية مسلم من حديث أم سلمة رضي الله عنها مرفوعاً بلفظ: " ستكون أمراء، فتعرفون وتنكرون، فمن عرف (وفي رواية: كره) برئَ، ومن أنكر سلم، ولكن من رضي وتابع ". قالوا: أفلا نقاتلهم؟ قال: "لا؛ ما صلوا".
ويشهد لها حديث عوف ابن مالك عند مسلم من طريق مسلم بن قَرَظَة عنه، وفيه: أفلا ننابذهم بالسيف؟ فقال: "لا؛ ما أقاموا فيكم الصلاة".
(تنبيه): ثم وقفت على حديث يخالف ظاهره حديث عوف بن مالك الناهي
عن منابذة الأئمة والحكام بالسيف، فرأيت أن أبين حاله خشية أن يتشبث به بعض الجهلة من خوارج هذا الزمان، أو ممن لا علم عنده بهذا العلم الشريف وفقه الحديث، ألا وهو ما أخرجه الطبراني في "المعجم الكبير" (11/39- 40) عن ابن عباس مرفوعاً بلفظ:"سيكون أمراء تعرفون وتنكرون، فمن نابذهم نجا، ومن اعتزلهم سلم، ومن خالطهم هلك ".
وهذا إسناد ضعيف ، فإن صح إسناده عنده أو غيره كان لا بد من تأويل قوله: "نابذهم " أي: بالقول والأمر بالمعروف والنهي عن المنكر؛ لا بالسيف؛ توفيقاً بينه وبين حديث عوف كما تقتضيه الأصول العلمية والقواعد الشرعية، وان لم يصح نبذناه لشدة ضعف إسناده. والله سبحانه وتعالى أعلم . *
3014- (1- إذا اقتربَ الزمانُ لم تَكَدْ رُؤيا المسلم تَكذبُ. 2- وأَصْدَقُهُم رؤيا أصدقهم حديثاً. 3 - ورؤيا المسلمِ جُزءٌ من ستةٍ وأربعينَ جزءاً من النبوة. قال: وقال: 4- الرؤيا ثلاثةٌ: فالرؤيا الصالحةُ بُشْرَى من الله عز وجل، والرؤيا تَحزِينٌ من الشيطان، والرؤيا من الشيء يُحَدِّثُ به الإنسانُ نفسَهُ. 5- فإذا رأى أحدُكُم ما يَكرَهُ فلا يُحَدِّثهُ أحداً، وَلْيَقُمْ فَلْيصلِّ. قال: 6 - وأُحِبُّ القَيْدَ في النومِ، وأكرهُ الغُلَّ، القَيدُ: ثباتٌ في الدِّين).
وزاد: "فإذا رأى أحدكم رؤيا تعجبه؛ فليقصها إن شاء".
الكبرى -- يأجوجَ و مأجوجَ
3015- عن أبي هريرة عن النبي صلى الله عليه وسلم قال... (فُتِحَ اليومَ منْ رَدمِ يأجوجَ و مأجوجَ مِثْلُ هذه. وعَقَدَ وُهَيْبٌ تِسْعِينَ [ وَضَمَّها] ) .
وفي الحد يث إشارة قوية إلى أن السد سيفتح من يأجوج ومأجوج يوم يأذن الله لهم بذلك؛ كما في قوله تعالى: ( فإذا جاء وعد ربي جعله دكاء وكان وعد ربي حقا)، وقد جاء التصريح بالفتح المذكور في حديث صحيح مضى تخريجه برقم (1735)، وفيه تفصيل الفتح المشار إليه، وأنهم يحفرونه ويخرجون على الناس. ومع أن إسناده صحيح، وقد صححه جمع من الحفاظ كما تقدم بيانه هناك ومنهم الحافظ ابن كثير، فإن هذا قد ادعى أنه متن منكر مخالف لقوله تعالى
فما اسطاعوا أن يظهروه وما استطاعوا له نقباً) وهو وهم غريب منه رحمه الله؛ لأن النفي فيه هو فيما مضى، والمثبت في الحديث إنما هو فيما يأتي؛ كما، كنت بينت في ردي عليه هناك، وهو ظاهر لا يخفى على كل ذي عقل ولُبّ، فلا جرم أن الحافظ ابن كثير نفسه رجع عن دعواه تلك، وأجاب بنحو الجواب الذي أجبت به آنفاً، ومع هذا كله؛ فقد كابر الشيخ شعيب الأرناؤوط في تعليقه على هذا الحديث الصحيح في "الإحسان " (15/243- 244)، فإنه مع تصريحه بأن إسناده صحيح على شرط البخاري؛ زعم- تقليداً منه لابن كثير- أن في رفعه نكارة! ثم نقل كلام ابن كثير في إنكاره وتبنّاه؛ متجاهلاً رجوع ابن كثير عنه! ثم إنه لم يكتفِ بذلك، فغلبته شهوته في الرد والنقد، فختم تعليقه بنسبة الوهم إليَّ في تصحيحي لهذا الحديث وردي على ابن كثير! دون أن يجيب عن الرد ولو بكلمة؛ سوى مجرد ادعاء الوهم؛ مما لا يعجز عنه أحد مهما بلغ به الجهل. والله المستعان، ولا حول ولا قوة إلا بالله. * 3016- عن ثابت عن أنس قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم...(لا تقومُ الساعةُ على أحدٍ يقولُ: الله، الله. وفي طريقٍ: لا إله إلا الله).
3052 - (يُؤتَى بالرجل يوم القيامة فيُقالُ: اعرِضوا عليه صغارَ ذُنُوبِهِ. فتُعرضُ عليه، ويُخَبَّأُ عنه كبارُها، فيُقالُ: عملت يوم كذا وكذا؛ كذا وكذا، وهو مُقرٌّ لا يُنكرُ، وهو مُشفِقٌ من الكبارِ، فيُقالُ: أعطُوهُ مكان كلِّ سيئةٍ عَمِلَها حسنةً. قال: فيقول: إنَّ لي ذنوباً ما أراها هَهُنا. قال أبو ذرٍّ: فلقد رأيتُ رسولَ اللهِ - صلى الله عليه وسلم - ضَحِكَ حتى بَدَتْ نَواجِذُهُ).
وبلفظ ،: "إني لأعلم آخر أهل الجنة دخولاً الجنة، وآخر أهل النار خروجاً منها؛ رجل يؤتى به.. " صحيح "
وأما أن رواية ابن نمير والحماني مشكلة؛ فمما لا يخفى على المتأمل؛ فإنها تدل على أن الرجل مع كونه قد بدلت سيئاته حسنات؛ فهو آخر من يخرج من النار، وآخر من يدخل الجنة ! وهذا مما لا يستقيم في العقل.
وقد تكلم العلامة ابن القيم رحمه الله في كتابه "طريق الهجرتين " (ص 247- 250)، ورد على من احتج بالحديث (حديث مسلم) أن التبديل المذكور في آية الفرقان: (فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات )، إنما هو يوم القيامة، ورجح أن ذلك في الدنيا بتحول التائب من أعماله القبيحة إلى أضدادها وهي حسنات، فأصاب في ذلك وأجاد، ولكنه لم يتعرض لإزالة الإشكال؛ بل إنه قال في صدد الرد المذكور (ص 248):
"وهو صريح في أن هذا الذي قد بدلت سيئاته حسنات قد عذب عليها في النار؛ حتى كان آخر أهلها خروجاً منها، فهذا قد عوقب على سيئاته، فزال أثرها بالعقوبة، فبدل مكان كل سيئة بحسنة" !
فهذا إشكال جديد في كلامه، فإنه يؤكد أن التبديل كان بعد العقوبة !!
وقد أكد الإشكال ابن جرير رحمه الله؛ فإنه قال بعد أن رجح تفسير الآية بما تقدم عن ابن القيم :
" وإنما قلنا: ذلك أولى بتأويل الآية؛ لأن الأعمال السيئة قد كانت مضت على ما كانت عليه من القبح، وغير جائز تحويل عين قد مضت بصفة إلى خلاف ما كانت عليه؛ إلا بتغييرها عما كانت عليه من صفتها في حال أخرى، فيجب إن فعل ذلك كذلك أن يصير شرك الكافر الذي كان شركاً في الكفر بعينه إيماناً يوم القيامة بالإسلام، ومعاصيه كلها بأعيانها طاعة، وذلك ما لا يقوله ذو حجى " .
وقد أشار الشيخ علي القاري رحمه الله إلى الإشكال في "المرقاة" (5/272)، وأجاب عنه بقوله :
"ويمكن أن يقال: فعل بعد التوبة ذنوباً استحق بها العقاب (!) وإما وقع التبديل له من باب الفضل من رب الأرباب، والثاني أظهر" !
قلت: لو كان كذلك لم يعذب ولم يكن أخر من يخرج من النار! وكأنه أخذ الجواب الثاني من ترجمة ابن حبان للحديث، فإنه قال: "ذكر إبدال سيئات من أحب من عباده في القيامة بالحسنات ".
فأقول: وهذا إنما يصح على رواية أبي معاوية التي فصلت، وجعلت الرجل الذي بدلت سيئاته حسنات غير الرجل الأول الذي هو آخر من يخرج من النار. وبذلك يزول الإشكال من أصله، والحمد الله الذي بنعمته تتم الصالحات.
(تنبيه ) :زاد أبو عوانة في رواية في آخر الحديث:" ثم تلا رسول الله - صلى الله عليه وسلم -
فأولئك يبدل الله سيئاتهم حسنات) " .3061 - عن سمرة قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -.. ( لا تقومُ الساعةُ حتى تزولَ الجبالُ عن أماكِنها ؛ وترونَ الأمورَ العِظامَ التي لم تكونوا ترونَها ) .
و رواه الأسود بن قيس عن ثعلبة قال : " شهدت يوماً خطبة لسمرة بن جندب، فذكر في خطبته حديثاً عن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - فقال :قلت : فذكر صلاة النبي - صلى الله عليه وسلم - صلاة الكسوف ، ثم خطبته بعدها ، وفيها :
" والله! لا تقوم الساعة حتى يخرج ثلاثون كذاباً؛ آخرهم الأعور الدجال... ولن يكون ذلك كذلك حتى تروا أموراً يتفاقم شأنها في أنفسكم وتساءلون بينكم : هل كان نبيكم ذكر لكم منها ذكراً ؟ وحتى تزول جبال عن مراتبها ، ثم على إثْرِ ذلك يكون القبض " .
و له طريق أخرى يتقوى بها عن سمرة قال: قال رسول الله- صلى الله عليه وسلم - :
" سوف ترون قبل أن تقوم الساعة أشياء تستنكرونها عظاماً ؛ يقولون : هل كنا حدثنا بهذا؛ فإذا رأيتم ذلك فاذكروا الله تعالى ، واعلموا أنها أوائل الساعة... " حتى قال: " سوف ترون جبالاً تزول قبل حق الصيحة " وله شاهد صحيح مختصر جداً من حديث الزهري : حدثني أنس بن مالك أن رسول الله- صلى الله عليه وسلم - خرج حين زاغت الشمس ، فصلى الظهر، فقام على المنبر، فذكر الساعة ، فذكر أن فيها أموراً عظاماً ، ثم قال .. لا تقومُ الساعةُ حتى تزولَ الجبالُ عن أماكِنها ؛ وترونَ الأمورَ العِظامَ التي لم تكونوا ترونَها ) . أخرجه البخاري
علامات الساعة --- خليفة -- والفتن
3072 - (يكونُ في آخرِ أمتي خليفةٌ يَحْثُو المالَ حَثْواً؛ لا يَعُدُّهُ عَدّاً ).
عن أبي نضرة قال : كنا عند جابر بن عبد الله قال : يوشك أهل العراق أن لا يُجبى إليهم قَفِيز ولا درهم .
قلنا : من أين ذاك ؟ قال : من قِبَل العجم يمنعون ذاك . ثم قال : يوشك أهل الشام أن لا يجبى إليهم ديناراً ولا مُدَّ
قلنا: من أين ذاك؟ قال: من قِبَل الروم يمنعون ذاك. قال : ثم أمسك هُنَيَّةً، ثم قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ... (يكونُ في آخرِ أمتي خليفةٌ يَحْثُو المالَ حَثْواً؛ لا يَعُدُّهُ عَدّاً ).
وأيضاً ، فإنه يشهد له حديث أبي هريرة مرفوعاً بلفظ : " منعت العراق درهمها وقفيزها، ومنعت الشام مُدْيَها ودينارها، ومنعت مصر إِرْدَبًّها ودينارها.. " .رواه مسلم
(فائدة): قال النووي رحمه الله في "شرح مسلم ":
"وفي معنى " منعت العراق " وغيرها قولان مشهوران :
أحدهما: لإسلامهم ، فتسقط عنهم الجزية ، وهذا قد وُجد.
والثاني: أن العجم والروم يستولون على البلاد في آخر الزمان؛ فيمنعون حصول ذلك للمسلمين. وقد روى مسلم عن جابر: " يوشك أن لا يجبى إليهم قفيز " فذكر الحديث ، قال النووي : " وهذا قد وجد في زماننا في العراق، وهو الآن موجود.
وقيل: لأنهم يرتدون في آخر الزمان ؛ فيمنعون ما لزمهم من الزكاة وغيرها.
وقيل: معناه أن الكفار الذين عليهم الجزية تقوى شوكتهم في آخر الزمان ؛ فيمتنعون مما كانوا يؤدونه من الجزية والخراج وغير ذلك " .
قلت: وهذا المعنى هو الظاهر المتبادر من لفظ "المنع "؛ بخلاف المعنى الأول، فهو عنه بعيد جداً؛ لأن من أسلم وسقطت عنه الجزية لا يصح أن يقال فيه: امتنع من أداء ما عليه ؛ كما هو ظاهر بين .
ولقد كان الداعي إلى تخريج هذا الحديث؛ وبيان أن الموقوف منه في حكم المرفوع؛ وبيان معناه؛ أن بعض الناس اليوم ظنوا أن لهذا الحديث علاقة بالفتنة العمياء التي حلت على المسلمين بسبب اجتياح الجيش العراقي لدولة الكويت ، ما فرض على العراق من الحصار البري والبحري والجوي؛ لمنع وصول المؤن والأرزاق إليها من البلاد المسالمة لها !
فكثر السؤال عن هذا الحديث بهذه المناسبة، وهل له علاقة أو ارتباط بهذا الحصار للعراق ؟
فأجبت بالنفي، وبينت لهم معناه بنحو ما تقدم نقله عن الإمام النووي - رحمه الله - .
كتبت هذا نهار الأربعاء : 1 صفر سنة 1411هـ. كفى الله المسلمين شر الفتن ماظهر منها وما بطن . *
3078 - (يُوشِكُ أن تطلبُوا في قُراكُم هذه طَسْتاً من ماءٍ فلا تَجدونَهُ، يَنْزَوِي كلُّ ماءٍ إلى عُنْصُرِهِ؛ فيكون في الشام بَقِيَّةُ المؤمنين والماءُ).
والحديث حمله مؤلف كتاب "المسيح الدجال قراءة سياسية في أصول الديانات الكبرى" (ص 214) على أنه يكون بعد القحط الذي قال: إنه يأتي بعده الدجال! وليس فيه ولا في غيره- فيما أعلم- ما يدل على هذا التحديد، فيمكن أن يكون قبل ذلك أو بعده، وهذا لعله هو الأقرب أن يكون بين يدي القيامة.
ومن المفيد هنا أن أنقل إلى القراء ما جاء في الكتاب المذكور (ص 210) فيما يتعلق بنضوب المياه :
"أصدر معهد (وواردوانش) الأ مريكي دراسة تشير إلى أن العالم استخرج كميات كبيرة من المياه الجوفية، وفي (تكساس) و (نيومكسيكو) أصبح هناك احتمال بنضوب المياه الجوفية تماماً في هذه المنطقة؛ وفي الأقاليم الشمالية يهبط مستوى المياه الجوفية بمقدار 12 قدماً كل عام. (الأهرام 1/ 10/1985).
وأشارت دراسة في الولايات الأمريكية أن العالم سوف يتعرض لنقص في موارد المياه التي لا علاج لها، ولن تفيد الطرق التقليدية في توفير المياه، مثل السدود والخزانات والقنوات. (أهرام 2/ 10/1985). كما أعلن مركز تحليل المناخ الفيدرالي في الولايات المتحدة في بيان له أن درجة حرارة مياه المحيط الهادي آخذة في الارتفاع. وهذه الظاهرة تؤثر على الأحوال المناخية في جميع أنحاء العالم، وتؤدي إلى تفاقم حالة الجفاف في إفريقيا واستراليا، وفيضانات في الصين، وسيول رعدية في (بيرو) و (أكوادور)، وعواصف وأعاصير على الولايات المتحدة وكندا وجنوب إفريقيا. (أهرام 16/10/1986) " .
3079- عن عائشة : أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم - ذكر جهداً شديداً يكون بين يدي الدجال، فقلت: يا رسول الله ! فأين العرب يومئذ ؟ قال (يا عائشةُ ! العربُ يومئذٍ قليلٌ. (يعني: بين يدي الدجال). فقلت: ما يُجْزِي المؤمنين يومئذٍ من الطعامِ ؟ قال: ما يُجْزِي الملائكة؛ التسبيحُ والتكبيرُ والتحميدُ والتهليلُ).... . وزاد: فأي المال يومئذ خير؟ قال "غلام شديد يسقي أهله من الماء، وأما الطعام فلا طعام ".