زمرة أخرى من جنود مصر وأبطال القوات المسلحة تسطر ملحمة جديدة في كتاب خلود مصر وتنضم إلى قافلة شهداء الوطن التي تروي الأرض على مر العصور بدمائها..
لكن يجب أن نعي أن معركة اليوم ليست امتدادا لما كان سابقا بقدر ما قد يكون مؤشرا لمرحلة جديدة تقتضي رفع درجة التيقظ والاستعداد إلى منتهاها لأن التطورات عبر المنظقة تنبئ جميعها بأن الأيام والأشهر المقبلة ستشهد موجة إرهابية قد تتجاوز في شدتها وخطورتها وغاياتها الدنيئة كل ما شهدته مصر خلال السنوات الست الماضية.. سيعمل البعض على نقل الميدان الرئيسي لمعركة الإرهاب الإقليمية إلى سيناء وليبيا فضلا عن محاولة تشتيت جهدنا الأمني والعسكري بعمليات خطيرة تطال قلب الوادي والدلتا ومناطق أخرى شديدة الحساسية خاصة الطرق الملاحية في البحرين المتوسط والأحمر. ولن يكون من رعى الإرهاب في منطقة الخليج بمأمن بأي حال مما هو آت.
بسبب قصور بل وتواطؤ المواجهة الدولية للإرهاب في العراق وسوريا فإننا سنواجه عاصفة إرهابية حقيقية، تقتضي أقصى درجات التنسيق مع أطراف إقليمية عدة خاصة في سوريا والعراق والجيش الوطني الليبي وتأمين حدودنا الجنوبية من وراء خطها المرسوم. ويبقى الردع سلاحا يجب استخدامه بأقصى درجات الحدة والحسم.
والمعركة في مواجهة الإرهاب لا يمكن الانتصار فيها إلا باستراتيجية ثلاثية قوامها:
١- تجفيف قنوات التمويل والإمداد وقطع طرقها في الداخل والخارج على السواء.
٢- التصفية "المسبقة" للقيادات والرؤوس المخططة داخليا وخارجيا.
٣- الردع الحاسم.
ستخوض مصر معركتها وستنتصر لكنها ستكون معركة قاسية لأنها جزء من مؤامرة دولية باتت تتجاوز حدود الضبط والسيطرة.
مالك عونى