هل لتلك العقيدة من اركان ؟
نعم ولنبداء بالركن الاول
1-الإيمان بالله
الإِيمان باللّه تعالى ؛ هو التصديقُ الجازم بوجود اللّه ، واتصافه بكل صفات الكمال ، ونعوت الجلال ، واستحقاقه وحده العبادة ، واطمئنان القلب بذلك اطمئنانا تُرى آثاره في سلوك الإنسان ، والتزامه بأَوامر اللّه ، واجتناب نواهيه . وهو أَساس العقيدة الإِسلامية ولُبَها ؛ فهو الأَصل ، وكل أَركان العقيدة مضافة إليه وتابعة له .
فالإِيمان باللّه يتضمن الإيمان بوحدانيته واستحقاقه للعبادة وحده ؛ لأَنَّ وجوده لا شك فيه
، وقد دلَّ على وجوده سبحانه وتعالى :الفطرةُ ، والعقلُ ، والشرعُ ، والحسُّ .
ومن الإيمان باللّه تعالى ؛ الإِيمان بوحدانيَّته وألوهيته وأَسمائه وصفاته ، وذلك بإِقرار أَنواع التوحيد الثلاثة ، واعتقادها ، والعمل بها
اذا ماتيقنا بوجودة وتوحيدة فهل لذلك التوحيد من انواع ؟
الجواب نعم ، وهي :
1- توحيد الربوبية . 2- توحيد الألوهية . 3- توحيد الأَسماء والصفات .
ماهو توحيد الربوبية ؟
1 - توحيد الربوبية :
معناه الاعتقاد الجازم بأَنَ اللّه وَحْدَهُ رَب كلِّ شيء ومليكه ، لا شريك له ، وهو الخالق وحده وهو مدبر العالم والمتصرف فيه ، وأَنَه خالق العباد ورازقهم ومحييهم ومميتهم ، والإِيمان بقضاء اللّه وقدره وبوحدانيته في ذاته ، وخلاصتهُ هو : توحيد اللّه تعالى بأفعاله .
هل من ادلة شرعية علية ؟
وقد قامت الأدلة الشرعية على وجوب الإِيمان بربوبيته سبحانه وتعالى ، كما في قوله : { الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ } ) . وقوله : { أَلَا لَهُ الْخَلْقُ وَالْأَمْرُ تَبَارَكَ اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ } . وقوله : { هُوَ الَّذِي خَلَقَ لَكُمْ مَا فِي الْأَرْضِ جَمِيعًا } . وقوله تعالى : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } .
وهذا النوع من التوحيد لم يخالف فيه كفار قريش ، وأكثر أَصحاب الملل والدِيانات ؛ فكلُهم يعتقدون أَن خالق العالم هو اللّه وحده ، قال اللّه تبارك وتعالى عنهم :
{ وَلَئِنْ سَأَلْتَهُمْ مَنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ } (1) .
وقال : { قُلْ لِمَنِ الْأَرْضُ وَمَنْ فِيهَا إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَذَكَّرُونَ }{ قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَاوَاتِ السَّبْعِ وَرَبُّ الْعَرْشِ الْعَظِيمِ }{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ أَفَلَا تَتَّقُونَ }{ قُلْ مَنْ بِيَدِهِ مَلَكُوتُ كُلِّ شَيْءٍ وَهُوَ يُجِيرُ وَلَا يُجَارُ عَلَيْهِ إِنْ كُنْتُمْ تَعْلَمُونَ }{ سَيَقُولُونَ لِلَّهِ قُلْ فَأَنَّى تُسْحَرُونَ }{ بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ }
وذلك لأَن قلوبَ العباد مفطورةٌ على الإِقرار بربوبيته- سبحانه وتعالى- ولذا فلا يُصْبِحُ مُعْتقِدُه مُوَحِّدا ، حتى يلتزم بالنوع الثاني من أَنواع التوحيد ، وهو :
2 - توحيد الألوهية :
ماهو توحيد الالوهية ؟
هو إِفراد اللّه تعالى بأَفعال العباد ، ويسمى توحيد العبادة ، ومعناه الاعتقاد الجازم بأن اللّه- سبحانه وتعالى- هو :الإلهُ الحق ولا إِلهَ غيره ، وكل معبود سواه باطل ، وإفراده تعالى بالعبادة والخضوع والطاعة المطلقة ، وأَن لا يشرك به أَحد كائنا من كان ،
2-ولا يُصْرَف شيء من العبادة لغيره ؛ كالصلاة ، والصيام ، والزكاة ، والحج ، والدعاء ، والاستعانة ، والنذر ، وال*** ، والتوكُّل ، والخوف والرجاء ، والحُبّ ، وغيرها من أَنواع العبادة الظاهرة والباطنة ،-
3- وأَن يُعْبَدَ اللّهُ بالحُبِّ والخوفِ والرجاءِ جميعا ، وعبادتُه ببعضها دون بعض ضلال .
قال الله تعالى : { إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ } . وقال : { وَمَنْ يَدْعُ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا آخَرَ لَا بُرْهَانَ لَهُ بِهِ فَإِنَّمَا حِسَابُهُ عِنْدَ رَبِّهِ إِنَّهُ لَا يُفْلِحُ الْكَافِرُونَ }
وتوحيد الألوهية هو ما دعت إِليه جميع الرُسل ، وإنكاره هو الذي أَورد الأُم السابقة موارد الهلاك .
وهو أَول الدّين وآخره وباطنه وظاهره ، وهو أَول دعوة الرسل وآخرها ولأَجله أُرسلت الرسل ، وأُنزلت الكُتب ، وسُلَت سيوف الجهاد ، وفرِقَ بين المؤمنين والكافرين ، وبين أَهل الجنة وأَهل النَّار .
وهو معنى قوله تعالى : { لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ } قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَا مِنْ قَبْلِكَ مِنْ رَسُولٍ إِلَّا نُوحِي إِلَيْهِ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاعْبُدُونِ } . ومَن كان ربا خالقا ، رازقا ، مالكا ، متصرفا ، محييا ، مميتا ، موصوفا بكل صفات الكمال ، ومنزها من كلّ نقص ، بيده كل شيء ، وَجَبَ أَن يكون إِلها واحدا لا شريك له ، ولا تُصْرَف العبادة إِلا إليه ، قال تعالى :
{ وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ } (2) . وتوحيد الربوبية من مقتضيات توحيد الأُلوهية ؛ لأنَّ المشركين لم يَعبدوا إِلها واحدا ، وإنٌما عَبَدُوا آلهة مُتَعَددَة ، وزعموا أَنَّها تقرِّبهم إِلى اللّه زلفى ، وهم مع ذلك معترفون بأَنها لا تضر ولا تنفع ، لذلك لم يجعلهم اللّه مؤمنين رغم اعترافهم بتوحيد الربوبية ؛ بل جعلهم في عداد الكافرين بإشراكهم غيره في العبادة .
هل هى نقطة فاصلة بين السلف وغيرهم فى الالوهية وتوحيدها ؟
ومن هنا يختلف مُعْتَقَدُ السَّلف- أَهل السُنَّة والجماعة- عن غيرهم في الألوهية ؛ فلا يعنون كما يعني البعض أَنَ معنى التوحيد أَنَّه لا خالق إِلا اللّه فحسب ؛ بل إِن توحيد الألوهية عندهم لاَ يتحقق إِلا بوجود أَصلين :
الأَول : أَن تُصرف جميع أَنواع العبادة له- سبحانه- دون ما سواه ، ولا يُعْطى المخلوق شيئا من حقوق الخالق وخصائصه .
فلا يُعبد إِلا اللّه ، ولا يصلى لغير اللّه ، ولا يُسْجَدُ لغير اللّه ، ولا يُنْذَرُ لغير اللّه ، ولا يُتَوكَّلُ على غير اللّه ، وإن توحيد الأُلوهية يقتضي إِفراد اللّه وحده بالعبادة .
طب ماهى العبادة ؟
والعبادة : إِما قول القلب واللسان وإمَّا عمل القلب والجوارح .
قال تعالى : { قُلْ إِنَّ صَلَاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَايَ وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ لَا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ } (1) . وقال . سبحانه : { أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ }
. الثاني : أَنْ تكون العبادة موافقة لما أَمر اللّه تعالى به ، وأَمر رسوله صلى اللّه عليه وعلى آله وسلم .
فتوحيد اللّه سبحانه بالعبادة والخضوع والطاعة هو تحقيق شهادة أَن : (لاَ إِلَهَ إِلَّا اللّه) .
ومتابعة رسول الله- صلى الله عليه وآله وسلم- والإِذعان لما أَمر به ونهى عنه هو تحقيق أَنَّ : ( مُحَمَدا رَسُولُ الله) .
اتضحت الخطوط ولكن اريد منك توضيح منهج اهل السنة والجماعة بالضبط ؟
منهج أَهل السنة والجماعة :
أَنَهم يَعْبُدُونَ الله تعالى ولا يشركون به شيئا ، فلا يسأَلون إِلِّا الله ، ولا يستعينون إِلِّا بالله ، ولا يستغيثون إِلا به سبحانه ، ولا يتوكلون إِلَّا عليه جلَّ وعلا ، ولا يخافون إِلِّا منه ، ويتقربون إِلى الله تعالى بطاعته ، وعبادته ، وبصالح الأَعمال ، قال تعالى :
{ وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلَا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا }
عرفنا نوعين من التوحيد فهلا اخبرتنا بالنوع الثالث؟
3 - توحيد الأَسماء والصفات :
معناه الاعتقاد الجازم بأَنَّ الله- عزَّ وجلَّ- له الأَسماء الحسنى والصفات العُلى ، وهو متَّصف بجميع صفات الكمال ، ومنزَّهٌ عن جميع صفات النقص ، متفرد بذلك عن جميع الكائنات .
طب كيف يعرف اهل السنة والجماعة ربهم ؟
أَهل السُنّة والجماعة : يَعْرِفُونَ ربهم بصفاته الواردة في القرآن والسنَة ، ويصفون ربَّهم بما وصف به نفسه ، وبما وصفه به رسولهُ - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولا يحرِّفون الكَلِمَ عن مواضعه ، ولا يُلحدون (1) في أَسمائه وآياته ،
ماهو الالحاد من فضلك ؟
الإلحاد : هو الميل عن الحق والانحراف عنه ؛ ويدخل فيه : « التعطيل ، والتحريف والتكييف ، والتمثيل » . * التعطيل : عدم إِثبات الصفات ، أو إِثبات بعضها ونفي الباقي . * التحريف : تغيير النص لفظا أو معنى ، وصرفه عن معناه الظاهر إلى معنى لا يدل عليه اللفظ إِلا باحتمال مرجوح ؛ فكل تحريف تعطيل ، وليس كل تعطيل تحريفا . * التكييف : بيان الهيئة التي تكون عليها الصفات . * التمثيل : إِثبات المثل للشيء ؛ مشابها له من كل الوجوه .
ثم ماذا؟
ويثبتون لله ما أَثبته لنفسه من غير تمثيل ، ولا تكييف ، ولا تعطيل ، ولا تحريف ، وقاعد تهم في كلِّ ذلك قول الله تبارك وتعالى : { لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ } (2) . وقوله : { وَلِلَّهِ الْأَسْمَاءُ الْحُسْنَى فَادْعُوهُ بِهَا وَذَرُوا الَّذِينَ يُلْحِدُونَ فِي أَسْمَائِهِ سَيُجْزَوْنَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ }
هل يحددون صفات الله تعالى ؟
وأَهل السُنَّة والجماعة :
لا يُحدِّدون كيفية صفات الله- جل وعَلاَ- لأنه تبارك وتعالى لم يخبر عن الكيفية ، ولأَنه لا أَحد أَعلم من الله سبحانه بنفسه ، قال تعالى : { قُلْ أَأَنْتُمْ أَعْلَمُ أَمِ اللَّهُ } . وقال تعالى : { فَلَا تَضْرِبُوا لِلَّهِ الْأَمْثَالَ إِنَّ اللَّهَ يَعْلَمُ وَأَنْتُمْ لَا تَعْلَمُونَ } . ولا أَحدَ أَعلم بالله بعد الله من رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- الذي قال الله تبارك وتعالى في حقه : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى }{ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى } .
كيف ايمانهم بالصفات ؟
وأَهل السنة والجماعة :
يؤمنون أَن الله- سبحانه وتعالى- هو الأَول ليس قبله شيء ، والآخِرُ الذي ليس بعده شيء ، والظاهرُ الذي ليس فوقه شيء ، والباطنُ الذي ليس دونه شيء ، كما قال سبحانه :
{ هُوَ الْأَوَّلُ وَالْآخِرُ وَالظَّاهِرُ وَالْبَاطِنُ وَهُوَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ }
وكما أَنَّ ذاته- سبحانه وتعالى- لا تشبه الذوات ، فكذلك صفاتهُ لا تشبهُ الصفات ، لأنَّه سبحانه لا سميَّ له ، ولا كفءَ له ولا نِدَّ له ، ولا يُقاس بخلقه ؛ فيثبتون لله ما أَثبته لنفسه إثباتا بلا تمثيل وتنزيها بلا تعطيل ؛ فحين يثبتون لله ما أثبته لنفسه لا يمثلون ، وإذا نزَهوه لا يُعَطّلون الصفات التي وصف نفسه بها () وأنَه لا يجوز أبدا أن يتخيل كيفية ذات الله أو كيفية صفاته.
2-وأَنَّه- تعالى- محيطٌ بكلِّ شيء ، وخالق كل شيء ، ورازق كل حي ، قال الله تبارك وتعالى :
{ أَلَا يَعْلَمُ مَنْ خَلَقَ وَهُوَ اللَّطِيفُ الْخَبِيرُ } . وقال : { إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ } (2) .
3- ويؤمنون بأَن الله تعالى استوى
من فضلك هذة اللفظة استوى هل من مزيد بيان ؟
نعم نعم 00 ) الاستواء على العرش والعلو صفتان نثبتهما لله تعالى إِثباتا يليق بجلاله ، وتفسير كلمة استوى عند السَلف : (استقر ، علا ، ارتفع ، صعد) والسلف يفسرونها بهذه الكلمات لا يتجاوزونها ولا يزيدون عليها ، ولم يرد في تفسير السلف تفسيرها بمعنى : (استولى ، ولا ملك ، ولا قهر) .
* والكيف مجهول ؛ لا يعلمه إلا الله * والأيمان به واجب ؛ لثبوت الأدلة . * والسؤال عنه بدعة ؛ لأن كيفية الاستواء لا يعلمها إِلَا الله ولأَن الصحابة أَيضا لم يسألوا الرسول - صلى الله عليه وسلم - عن الكيفية
4- ويؤمنون بأَن الله تعالى استوى على العرش فوق سبع سماوات ، بائن من خلقه ، أَحاط بكل شيء علما ، كما أَخبر عن نفسه في كتابه العزيز في سبع آيات كريمات بلا تكييف (4) . قال تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } . (5) " . وقال : { ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ } (6) . وقال : { أَأَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يَخْسِفَ بِكُمُ الْأَرْضَ فَإِذَا هِيَ تَمُورُ }{ أَمْ أَمِنْتُمْ مَنْ فِي السَّمَاءِ أَنْ يُرْسِلَ عَلَيْكُمْ حَاصِبًا فَسَتَعْلَمُونَ كَيْفَ نَذِيرِ } (7) . وقال : { إِلَيْهِ يَصْعَدُ الْكَلِمُ الطَّيِّبُ وَالْعَمَلُ الصَّالِحُ يَرْفَعُهُ } (8) .
وقال النَبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « أَلاَ تَأمنُوني وأَنا أَمينُ مَنْ في السَّماءِ؟ » متفق علية
والكرسى هل من مزيد بيان ؟
وأَهل السنة والجماعة : يؤمنون بأَن الكرسي والعرش حق . قال تعالى : { وَسِعَ كُرْسِيُّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَلَا يَئُودُهُ حِفْظُهُمَا وَهُوَ الْعَلِيُّ الْعَظِيمُ }
والعرش لا يقدر قدره إِلا الله ، والكرسي في العرش كحلقة ملقاة في فلاة وسع السموات والأَرض ، والله مستغن عن العرش والكرسي ، ولم يستوِ على العرش لاحتياجه إِليه ؛ بل لحكمة يعلمها ، وهو منزه عن أَن يحتاج إِلى العرش أَو ما دونه ، فشأن الله تبارك وتعالى أَعظم من ذلك ؛ بل العرش والكرسي محمولان بقدرته وسلطانه .
5-وأَنَ الله تعالى خلق آدم - عليه السلام- بِيَديه ،
ماذا 00 ماذا تقول بيدية00 من فضلك بيان اكثر ؟
وأَن كلتا يديه يمين ويداه مبسوطتان يُنفق كيف يشاء كما وصف نفسه سبحانه ، فقال : { وَقَالَتِ الْيَهُودُ يَدُ اللَّهِ مَغْلُولَةٌ غُلَّتْ أَيْدِيهِمْ وَلُعِنُوا بِمَا قَالُوا بَلْ يَدَاهُ مَبْسُوطَتَانِ يُنْفِقُ كَيْفَ يَشَاءُ } وقال : { مَا مَنَعَكَ أَنْ تَسْجُدَ لِمَا خَلَقْتُ بِيَدَيَّ }
6-وأَهل السُّنَة والجماعة :
يثبتون للّه سمعا ، وبصرا ، وعلما ، وقدرة ، وقوة ، وعزا ، وكلاما ، وحياة ، وقدما وساقا ، ويدا ، ومعية . . وغيرها من صفاته - عزَّ وجل- التي وصف بها نفسه في كتابه العزيز ، وعلى لسان نبيه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بكيفية يعلمها الله ولا نعلمها ؛ لأنَه تعالى لم يخبرنا عن الكيفية ، قال تعالى : { إِنَّنِي مَعَكُمَا أَسْمَعُ وَأَرَى } (1) وقال : { وَهُوَ الْعَلِيمُ الْحَكِيمُ } { وَكَلَّمَ اللَّهُ مُوسَى تَكْلِيمًا } . { وَيَبْقَى وَجْهُ رَبِّكَ ذُو الْجَلَالِ وَالْإِكْرَامِ } (4) . { رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ } . { يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ } . { فَلَمَّا آسَفُونَا انْتَقَمْنَا مِنْهُمْ } . { يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ } (8) . { اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ } . { وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ } . وغيرها من آيات الصفات .
ااسف جدا على المقاطعة 000 هل يؤمن اهل السنة والجماعة بانهم يرون ربهم ؟
7-وأهل السنة والجماعة :
يؤمنون بأَن المؤمنين يَرَونَ ربهم في الآخرة بأَبصارهم ، ويَزُورُونَه ، ويُكلِّمهُم ويكلِّمونه ، قال تعالى :
{ وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَاضِرَةٌ }{ إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ }
. وسوف يرونه كما يرون القمر ليلة البدر لا يُضامون في رؤيته ، كما قال النَّبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إِنكُمْ سَتَروْنَ رَبكُم كَمَا تَرَوْنَ القَمَرَ لَيلهَ البَدرِ ، لا تُضامُونَ في رُؤيتِه » . . " . (متفق عليه. )
وأَن الله تعالى ينزل إِلى السماء الدنيا في الثلث الأَخير من الليل نزولا حقيقيا يليق بجلاله وعظمته .
قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « يَنزلُ ربنا إِلى السَّماء الدّنيا كل لَيْلَة حِينَ يَبْقى ثُلُثُ الليلِ الآخر ؛ فيقول : مَنْ يَدْعُوني فأستَجيبَ لهُ؟ مَنْ يَسأَلُني فأعطيه مَنْ يَسْتَغْفرُني فأغفرَ لهُ؟ » (متفق عليه.) .
ويؤمنون بأَنَّه تعالى يجيء يوم الميعاد للفصل بين العباد ، مجيئا حقيقيا يليق بجلاله ، قال سبحانه وتعالى :
{ كَلَّا إِذَا دُكَّتِ الْأَرْضُ دَكًّا دَكًّا }{ وَجَاءَ رَبُّكَ وَالْمَلَكُ صَفًّا صَفًّا } (1) . وقوله : { هَلْ يَنْظُرُونَ إِلَّا أَنْ يَأْتِيَهُمُ اللَّهُ فِي ظُلَلٍ مِنَ الْغَمَامِ وَالْمَلَائِكَةُ وَقُضِيَ الْأَمْرُ } (2) .
فمنهج أَهل السنَّة والجماعة في كلِّ ذلك الإِيمان الكامل بما أَخبر به الله تعالى ، وأَخبر به رسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- والتسليم به
هلا اخبرتنى عن راى اعلامكم من اهل السنة والجماعة فى الصفات للة تعالى ؟
؛1- قال الإِمام الزُّهري رحمه الله تعالى : (مِنَ اللهِ الرِّسَالةُ وعلى الرسولِ البلاغُ وعلينا التَسليمُ
2-و قال الإمام سفيان بن عُيَيْنة رحمه الله تعالى :
(كلُّ ما وصَفَ اللهُ تعالى به نفسهُ في القرآن فقراءته ؛ تفسيرُه لا كيفَ ، ولا مِثْل
3- وكما قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
(آمنتُ باللهِ ، وبما جاءَ عن اللهِ على مرادِ اللهِ ، وآمنتُ برسول الله وبما جاء عن رسولِ اللهِ على مُراد رَسُولِ الله
4-وقال الوليد بن مُسلم : سأَلت الأَوزاعي ، وسفيانَ بن عُيينة ، ومالك بن أَنسٍ عن هذه الأَحاديث في الصِّفات والرؤية ، فقالوا : (أَمِروها كما جاءتْ بلا كَيْف)
(5) وقال الإِمام مالك بن أنس - إِمام دار الهجرة- رحمه الله : (إِياكُم والبِدَع) قيل : وما البدع؟ قال : (أَهلُ البِدَعِ هُم الذينَ يتكلمونَ في أَسماء اللهِ وصفاتِهِ وكلامِه وعلمه وقُدرتِه ، ولا يَسْكُتونَ عمَا سَكَت عَنهُ الصحابةُ والتابعونَ لهم بإِحسان)
(6) وسألهُ رجل عن قوله تعالى : { الرَّحْمَنُ عَلَى الْعَرْشِ اسْتَوَى } كيف استوى؟ فقال : (الاستواءُ غيرُ مجهولٍ ، والكيفُ غيرُ معقول ، والإِيمانُ به واجبٌ ، والسؤالُ عنهُ بدعة ، وما أراكَ إِلا ضالا) وأَمر به أن يُخرج من المجلس
(7) وقال الإمام أَبو حنيفة رحمه الله تعالى : ( لا ينبغي لأَحد أَن ينطقَ في ذات الله بشيء ؛ بل يصفهُ بما وصفَ به نفسهُ ، ولا يقول فيه برأيه شيئا ؛ تبارك الله تعالى رَبُّ العالمين)
(8) ولما . سُئل- رحمه الله- عن صفة النزول ، فقال : (ينزلُ بلا كيف)
(9) وقال الحافظ الإِمام نعيم بن حماد الخزاعي رحمه الله : (مَنْ شبه اللهَ بخلقهِ فقد كَفَر ، ومَن أنكر ما وصَفَ به نَفسَه فقد كَفر ، وليس ما وصفَ به نفسَه ولا رسُولهُ تَشبيها)
(10) وقال بعض السلف :
(قَدَمُ الإِسلامِ لا تَثبتُ إِلَّا على قنطرة التسليم)
طب مالنجاة ؟
لذا فإِنهُ من سلك مسلك السلف في الحديث عن ذات الله تعالى وصفاته ؛ يكون ملتزما بمنهج القرآن في أَسماء الله وصفاته سواء كان السالك في عصر السَّلف ، أَو في العصور المتأخرة .
وكلُّ من خالف السَّلف في منهجهم ؛ فلا يكون ملتزما بمنهج القرآن ، وإن كان موجودا في عصر السَّلف ، وبين أَظهر الصحابة والتابعين .
بصراحة اوجزت وابنت عن الركن الاول فهل اخبرتنى عن الركن الثانى من اركان التوحيد ؟
الركن الثاني 00 الإِيمان بالملائكة
ماهو مفهومة ؟
الإِيمان بالملائكة : هو الإِيمان بوجودهم إيمانا جازما لا يتطرَّق إِليه شك ، ولا ريب ، قال الله تعالى : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ }
فمن ينكر وجود الملائكة ؛ فقد كَفَر ، لقوله تعالى : { وَمَنْ يَكْفُرْ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلَالًا بَعِيدًا }
كيف يؤمنون اهل السنه والجماعة بالملائكة ؟
السُنّة والجماعة :
يؤمنون بهم إِجمالا ، وأَمَّا تفصيلا فما صح به الدليل ، ومَن سمّاه الله ورسوله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- منهم كجبريل الموكل بالوحي ، وميكائيل الموكل بالمطر ، وإسرافيل الموكل بالنفخ في الصور ، وملك الموت الموكل بقبض الأَرواح ، ومالك خازن النَّار ، ورضوان خازن الجنة ، وملكي القبر منكر ونكير .
وأَهل السنة والجماعة :
يؤمنون بوجودهم ، وأَنَّهم عباد مخلوقون ، خلقهم الله من نور ، وهم ذوات محسوسة ، وليسوا أُمورا معنوية ، ولا قوى خفية ، وهم خلق من خلق الله ، يسكنون السَّماء .
ماصفتهم ؟
1-والملائكة خِلْقتهم عظيمة ، منهم مَن له جناحان ، ومنهم مَن له ثلاثة ، ومنهم له أَربعة ، ومنهم مَن لهُ أَكثر من ذلك ، وثبت أَن جبريل- عليه السَّلام- له ستمائة جناح .
2-وهم جند من جنود الله ، قادرون على التمثلِ بأَمثال الأَشياء ، والتشكُل بأَشكال جسمانية ؛ حسبما تقتضيها الحالات التي يأذن بها الله- سبحانه وتعالى- وهم مقربون من الله ومكرَّمون ، لا يوصفون بالذكورة والأنوثة ، ولا يتناكحون ، ولا يتناسلون .
3-والملائكة لا يأكلون ولا يشربون ، وإنَّما طعامهم التسبيح والتهليل ولا يملون ، ولا يفترون ، ولا يتعبون ، ويتصفون بالحسن ، والجمال ، والحياء ، والنظام .
4-والملائكة يختلفون عن البشر ؛ بأَنَّهم جُبلُوا على الطاعة وعدم العصيان ، خلقهم الله لعبادتّه وتنفيذ أَوامره ، قال تعالى عنهم : { وَقَالُوا اتَّخَذَ الرَّحْمَنُ وَلَدًا سُبْحَانَهُ بَلْ عِبَادٌ مُكْرَمُونَ }{ لَا يَسْبِقُونَهُ بِالْقَوْلِ وَهُمْ بِأَمْرِهِ يَعْمَلُونَ }{ يَعْلَمُ مَا بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَمَا خَلْفَهُمْ وَلَا يَشْفَعُونَ إِلَّا لِمَنِ ارْتَضَى وَهُمْ مِنْ خَشْيَتِهِ مُشْفِقُونَ }
5- والملائكة يسبحون الله ليلا ونهارا ، ويطوفون بالبيت المعمور في السماء ، وهم يخشون الله تعالى ويخافونه .
شئ من اصتافهم من فضلك ؟
والملائكة أَصناف كثيرة :
1-منهم الموكَلُونَ بحمل العرش ،2- ومنهم الموكلُونَ بالوحي ، 3-ومنهم الموكَلُ بالجبال ،4- ومنهم خَزَنَةُ الجنةِ وخزنةُ النَار .
5-ومنهم الموكَّلُونَ بحفظ أَعمال العباد ،6- ومنهم الموكَّلُونَ بقبض أَرواح المؤمنين ،7- ومنهم الموكَلُونَ بقبض أَرواح الكافرين 8-، ومنهم الموكَلُونَ بسؤال العبد في القبر .
9-ومنهم مَن يستغفر للمؤمنين ويصلُون عليهم ويحبونهم ،10- ومنهم مَن يشهد مجالس العلم وحلقات الذكر ، فيحفونهم بأجنحتهم 11-، ومنهم مَن هو قرينٌ للإِنسان لا يفارقه ، 12-ومنهم مَن يدعو العباد إِلى فعل الخير ، ومنهم 13-مَن يشهد جنائز الصالحين ، ويقاتلون مع المؤمنين ويُثبِّتونهُم في جهادهم مع أَعداء الله .
14-ومنهم الموكَّلُونَ بحماية الصالحين ، وتفريج كربهم ، ومنهم الموكَلُونَ بالعذاب .
15-والملائكة لا يدخلون بيتا فيه تمثالٌ ، ولا صورةٌ ، ولا كلبٌ ، ولا جرسٌ ، وَيَتأذَّوْنَ ممّا يتأذى منه بنو آدم ، قال النبِيَ- صلى الله عليه وسلم - : « إِنَّ البيت الذي فيه الصور ؛ لا تدخله الملائكة » (متفق عليه)
وقال- صلى الله عليه وسلم - : « لا تدخل الملائكة بيتا فيه كلب ولا تصاوير » (البخاري)
16-والملائكة كثيرون لا يعلم عددهم إِلَّا الله عزَّ وجلَّ ، قال تعالى :
{ وَمَا يَعْلَمُ جُنُودَ رَبِّكَ إِلَّا هُوَ وَمَا هِيَ إِلَّا ذِكْرَى لِلْبَشَرِ }
وقد حجبهم الله تعالى تعالى ؛ فلا نراهم في صورهم التي خُلِقوا عليها ، ولكن كشفهم لبعض عباده ، كما رأى النبي- صلى الله عليه وسلم - جبريل على صورته التي خلقه الله عليها مرتين ، قال الله تبارك وتعالى :
{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }{ عِنْدَ سِدْرَةِ }
وقال : { وَمَا صَاحِبُكُمْ بِمَجْنُونٍ }{ وَلَقَدْ رَآهُ بِالْأُفُقِ الْمُبِينِ }
غفر الله لك على ما اوضحتة فى الركن الثانى 00 والان نرجو مزيد بيان عن الركن الثالث؟
الركن الثالث الإيمان بالكتب
أهل السنة والجماعة : يؤمنون بالله ويعتقدون اعتقادا جازما أن الله- عزَّ وجلَّ- أَنزل على رُسُلِهِ كُتُبا فيها : أَمره ، ونهيه ، ووعده ووعيده ، وما أَراده الله من خلقه ، وفيها هدى ونور ، قال تعالى : { آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلَائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ }
وأَن الله أَنزل كتبه على رسله لهداية البشرية ، قال تعالى :
{ الر كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ لِتُخْرِجَ النَّاسَ مِنَ الظُّلُمَاتِ إِلَى النُّورِ بِإِذْنِ رَبِّهِمْ إِلَى صِرَاطِ الْعَزِيزِ الْحَمِيدِ }
هلا اخبرتنا باسماء تلك الكتب؟
وهذه الكتب هي : القرآن ، والتوراة ، والإِنجيل ، والزبور ، وصحف إِبراهيم وموسى ، وأَعظمها التوراة والإِنجيل والقرآن ، وأعظم الثلاثة وناسخها وأفضلها هو القرآن . وعندما أَنزلَ الله الكُتُبَ- عدا القرآن- لم يتكفَّل بحفظها ؛ بل استُحْفظَ عليها الأَحبار والربانيون ، لكنَّهم لم يحافظوا عليها ، وما رعَوها حقَ رعايتها ، فحصل فيها تغيير وتبديل .
قلت00 اعضمها القراءن الكريم؟
والقرآن الكريم :
هو كلامُ رَبَ العالمين ، وكتابهُ المبين ، وحبلُهُ المتين ، أَنزلَهُ الله على رسوله محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وعلى آله وسلَّم- ليكون دستورا للأمة ، وَمُخْرِجا للنَّاس من الظلمات إِلى النور ، وهاديا لهم إِلى الرشاد وإلى الصراط المستقيم .
وقد بَينَ الله فيه أَخبارَ الأَولين والآخرين ، وَخَلْقَ السماوات والأَرضين ، وَفصلَ فيه الحلالَ والحرام ، وأُصولَ الآدابِ والأَخلاقِ وأَحكامَ العباداتِ والمعاملات ، وسيرةَ الأَنبياءِ والصالحين ، وجزاءَ المؤمنين والكافرين ، ووصفَ الجنٌة دارَ المؤمنين ، وَوَصفَ النَّار دارَ الكافرين ، وجعله شفاء لما في الصدور ، وتبيانا لكلِّ شيء ، وهدى ورحمة للمؤمنين ، قال الله تعالى :
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ }
وما وجبنا نحوة؟
1-ويجب على جميع الأمَة اتَباعهُ وتحكيمُه مع ما صَح من السنَّة عن النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- لأَنَّ الله بَعَث رسوله إِلى جميع الثقلين ؛ ليبين لهم ما أَنزله إِليهم ، قال تعالى :
{ وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ }
2-وأَهل السنة والجماعة :
يؤمنون بأَنَّ القرآن كلام الله- حروفه ومعانيه- منه بدأَ وإليه يعود ، مُنَزلٌ غير مخلوق ، تَكَلَم الله به حقا ، وأَوحاه إِلى جبريل ؛ فنزل به جبريل- عليه السلام- على محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
أَنزله الحكيم الخبير بلسان عربي مبين ، ونُقل إِلينا بالتواتر الذي لا يرقى إِليه شك ، ولا ريب ، قال الله تعالى :
{ وَإِنَّهُ لَتَنْزِيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ }{ نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ }{ عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ }{ بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ }
3-والقرآن الكريم : مكتوب في اللوح المحفوظ ، وتحفظه الصدور ، وتتلوه الأَلسن ، ومكتوب في الصحف ، قال الله تعالى : { بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ }
وقال : { إِنَّهُ لَقُرْآنٌ كَرِيمٌ }{ فِي كِتَابٍ مَكْنُونٍ }{ لَا يَمَسُّهُ إِلَّا الْمُطَهَّرُونَ }{ تَنْزِيلٌ مِنْ رَبِّ الْعَالَمِينَ }
مااعضمة من كتاب 000 هل من مزيد ؟
4-والقرآن الكريم : المعجزة الكبرى الخالدة لنبيِّ الإِسلام محمد بن عبد الله - صلى الله عليه وسلم -وهو آخر الكتب السماوية ، لا يُنسخُ ولا يُبدل ، وقد تَكَفلَ الله بحفظهِ من أَي تحريف ، أَو تبديلٍ ، أَو زيادة ، أَو نقصٍ إِلى يوم يرفعه الله تعالى ، وذلك قبل يوم القيامة .
قال تعالى : { إِنَّا نَحْنُ نَزَّلْنَا الذِّكْرَ وَإِنَّا لَهُ لَحَافِظُونَ }
5-وأَهل السُّنَة والجماعة :يُكفِّرون من أَنكر حرفا منه أَو زاد أَو نقص ، وعلى هذا فنحن نؤمن إيمانا جازما بأَنَّ كلَّ آية من آياتِ القرآن مُنزلةٌ من عِنْدِ اللهِ ، وقد نُقِلَتْ إِلينا بطريق التواتر القطعي .
هل نزل جملة واحدة على النبى الكريم صلى الله علية وسلم ؟
6-والقرآن الكريم : لم ينزلْ جملة واحدة على رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بل نزل منجما ، أي مُفَرقا حسب الوقائع ، أَو جوابا عن أَسئلة أَو حسب مقتضيات الأَحوال في ثلاثٍ وعشرينَ سنة .
7-والقرآن الكريم : يحتوي على " 114 " سورة " 86 " منها نزلت في مكة ، و " 28 " منها نزلت في المدينة ، وتسمى السور التيِ نزلت في مكة بالسور المكية ، والسور التي نزلت في المدينة بالسور المدنية ، وفيه تسع وعشرون سورة افتتحت بالحروف المقطعة .
8-وقد كُتِبَ القرآن فيِ عهد النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وبمرأى منه ؛ حيث كان للوحي كَتَبَة من خيرة الصحابة- رضي الله عنهم- يكتبون كل ما نَزَلَ من القرآن وبأَمر من النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ثم جُمِعَ في عهد أَبي بكر بين دفتي المصحف ، وفي عهد عثمان على حرف واحد ؛ رضي الله تعالى عنهم أَجمعين .
9-وأَهل السُنَّة والجماعة :يهتمون بتعليم القرآن ، وحفظه ، وتلاوته وتفسيره ، والعمل به . قال تعالى : { كِتَابٌ أَنْزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُولُو الْأَلْبَابِ }
10-ويَتَعبَّدُونَ الله تعالى بقراءته ؛ لأَنَّ في قراءة كل حرف منه حسنة كما أَخبر النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- حيث قال : « مَنْ قَرأَ حَرفا مِن كتابِ اللهِ ؛ فَلهُ به حَسنة ، والحسنةُ بعَشْرِ أَمثالِها ، ولا أَقولُ المَ حَرْف ؛ ولكِنْ أَلفٌ حَرْفٌ ، ولامٌ حَرْف ، وميمٌ حَرْف » (الصحيحة )
11-وأَهل السُّنَّة والجماعة : لا يجوِّزونَ تفسير القرآن بالرأي المجرَّد فإِنَه من القول على الله بغير علم ومن عمل الشيطان ، قال تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ }{ إِنَّمَا يَأْمُرُكُمْ بِالسُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ وَأَنْ تَقُولُوا عَلَى اللَّهِ مَا لَا تَعْلَمُونَ }
فبم تفسرون اياتة ؟
بل يفسر القرآن بالقرآن ، ثمَّ بالسنَة ، ثمَ بأَقوال الصَّحابة ، ثمَ بأَقوال التابعين ، ثمَ باللغة العربية التي نزل بها القرآن
12-وأَهل السُّنَة والجماعة :يؤمنون برسلة وانبياءة جميعا مَن سمى الله منهم ومَن لم يُسَم ، من أَولهم آدم عليه السلام . . . إِلى آخرهم وخاتمهم وأَفضلهم نبينا محمد بن عبد الله ، صلى الله عليهم أَجمعين .
كيفية الايمان بالرسل؟
والإِيمان بالرسل إِيمان مُجْمَلٌ ، والإِيمان بنبينا محمد - صلى الله عليه وعلى آله ومسلَم- إِيمان مُفَصل يقتضي ذلك منهم اتباعه فيما جاء به على وجه التفصيل .
من هو رسول الاسلام ؟
( مُّحَمَّدٌ رسُول اللهِ)" صلى الله عليه وعلى آله وسلم "
هو : أَبو القاسم محمدُ بن عبد الله بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مَناف بن قُصَيّ بن كِلاب بن مُرَّة بن كَعب بن لُؤيّ بن غالب بن فِهْر بن مالك بن النّضْر بن كِنانة بن خُزَيْمة بن مدْركة بن إِلياس بن مُضَر بن نِزَار بن مَعَدّ بن عَدْنان ، وعَدْنان من ولد نبي الله إِسماعيل بن إِبراهيم الخليل على نبيِّنا وعليهما السلام .
وهو خاتم الأَنبياء والمرسلين ، ورسول الله إِلى النَّاس أَجمعينْ ، هو عبدٌ لا يعبد ، ورسول لا يُكَذَّب ، وهو خير الخلائق ، وأَفضلهم وأَكرمهم على الله تعالى ، وأَعلاهم درجة ، وأَقربهم إِلى الله وسيلة .
2-وهو المبعوث إِلى الثقلين ، بالحق والهدى ، بعثه الله رحمة للعالمين ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ }
أَنزل عليه كتابه وائتمنه على دينه ، وكلَفه بتبليغ رسالته ، وقد عصمه من الزلل في تبليغه لهذه الرسالة ، قال تعالى : { وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى }{ إِنْ هُوَ إِلَّا وَحْيٌ يُوحَى }
3-ولا يصح إِيمانُ عبدٍ حتى يؤمن برسالته ، ويِشهد بنبوته ، ومن أَطاعه دخل الجنة ، ومن عصاه دخل النار ، قال تعالى : { فَلَا وَرَبِّكَ لَا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ ثُمَّ لَا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا }
فقد كان كل نبي يبعث إِلى قومه خاصة ، ومحمَّد - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بعث إِلى النَّاس كافَّة ، قال تعالى : { وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا }
هل لة معجزات؟
4-وأَهل السُنَّة والجماعة : يؤمنون بأنَّ الله تعالى أَيدَ نبيَّهُ- صلى الله عليه وعلى آله وسالَم- بالمعجزات الظاهرة والآيات الباهرة : *- ومن تِلكَ المعجزات وأَعظمها
1-القرآن الذي تحدى الله به أَفصح الأُم وَأَبْلَغَهَا وأَقْدَرَها على المنْطِقِ . * ومن أكبر المعجزات- بعد القرآن- التي أَيَّدَ الله نبيَّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بها ؛
2- معجزة الإِسراءِ والمعراج . فأَهل السُنة : يؤمنون أَن النبي- صلى الله عليه وسلم -عُرِجَ به في اليقظة بروحه وجسده إِلى السماء ، وذلك في ليلة الإِسراء ، وقد أُسري به ليلا من المسجد الحرام إِلى المسجد الأَقصى بنص القرآن .
قال تعالى : { سُبْحَانَ الَّذِي أَسْرَى بِعَبْدِهِ لَيْلًا مِنَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ إِلَى الْمَسْجِدِ الْأَقْصَى الَّذِي بَارَكْنَا حَوْلَهُ لِنُرِيَهُ مِنْ آيَاتِنَا إِنَّه هُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ }
ثم عُرج به- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- إلى السماء ، حيث صعد حتى السماء السابعة ، ثم فوق ذلك حيث شاء الله من العُلا ، وكان ذلك عند سدرة المنتهى عندها جنَة المأوى .
وأكرمه الله بما شاء وأَوحى إِليه وكلَمه ، وشرع له خمس صلوات في اليوم والليلة ، ودخل الجنة فاطلع عليها ، واطلع على النَّار ، ورأَى الملائكة ، ورأَى جبريل على صورته الحقيقية التي خلقه الله عليها ، وما كذب فؤاد النبي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ما رأَى ، بل كان كلُّ ما رآه بعينَيْ رأسه حقا ، تعظيما له وتشريفا على سائر الأَنبياء وإظهارا لعلو مقامه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- فوق الجميع ، ثم نزل بيت المقدس وصلى إماما بالأَنبياء- عليهم الصلاة والسلام- ثم عاد إِلى مكة قبل الفجر .
قال تعالى : { أَفَتُمَارُونَهُ عَلَى مَا يَرَى }{ وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى }{ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى }{ عِنْدَهَا جَنَّةُ الْمَأْوَى }{ إِذْ يَغْشَى السِّدْرَةَ مَا يَغْشَى }{ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى }{ لَقَدْ رَأَى مِنْ آيَاتِ رَبِّهِ الْكُبْرَى }
3-ومن معجزاته أَيضا ؛ صلى الله عليه وعلى آله وسلم :* انشقاق القمر :
آية عظيمة أَعطاها الله لنبيِّه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- دليلا على نبرته ، وكان ذلك في مكة حينما طلب المشركون منه آية .
4-* تكثير الطعام له ، وقد وقع هذا منه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- أكثر من مرة .
5-* تكثير الماء ونبعه من بين أَصابعه الشريفة ، وتسبيح الطعام له وهو يُؤكل ، وقد وقع هذا الشيء كثيرا من الرسول- صلى الله عليه وسلم - .
6-* إِبراء المرضى ، وشفاء بعض أَصحابه على يديه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- بدون دواء حسي .
7-* أَدب الحيوان معه ، وإذعان الأَشجار إِليه ، وتسليم الأَحجار عليه ؛ صلوات الله وسلامه عليه .
8-* الانتقام العاجل من بعض مَن خانه وعانده- صلى الله عليه وسلم - .
9-* إِخباره ببعض الأُمور الغيبية ، وإخباره عن الأُمور التي وقعت بعيدا عنه فور وقوعها ، وإخباره عن أُمورٍ غيبية لم تكن حدثت ، فحدثت بعد ذلك كما أَخبر به صلى الله عليه وعلى آله وسلم .
10-* إِجابة دعائه- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- عامة .
11-* وحِفْظُ الله له- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وكف الأَعداء عنه ، عن أَبي هريرة - رضي الله عنه- قال : « قال أَبو جهل : هل يُعَفِّرُ محمد وجهه بين أَظهركم ؟ قال : فقيل : نعم ! قال : واللات والعزى لئن رأيته يفعل ذلك لأَطَأَنٌ على رقبته أو لأُعَفِّرَنَّ وجهه في التراب . قال : فَأَتَى رسولَ الله- صلَّى الله عليه وآله وسلم- وهو يصلي زعم لَيَطأُ على رقبته ، قال : فما فجأهم منه ؛ إِلِّا وهو ينكص على عقبيه ويتقي بيديه ، قال : فقيل له : ما لك؟ فقال : إِنَّ بيني وبينه لخندقا من نارٍ وهَوْلا وأجنحة .
فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم : " لَوْ دَنا ، لاَخْتَطَفتهُ الملائِكَةُ ؛ عُضْوا عُضْوا » (مسلم)
اللة000 ما اعضمها من عقيدة وما اجملة من دين 000 فهلا اخبرتنا عن الركن الخامس من فضلك ؟
الركن الخامس :الإيمان باليوم الآخر
أَهل السُّنَّة والجماعة : يعتقدون ويؤمنون باليوم الآخر ، ومعناه الاعتقاد الجازم والتصديق الكامل ؛ بيوم القيامة ، والإيمان بكلِّ ما أَخبر به الله- عزَّ وجل- في كتابه الكريم ، وأَخبر به رسوله الأَمين - صلى الله عليه وعلى آله وسلم- مما يكون بعد الموت ، وحتى يدخل أَهل الجنَّة الجنة ، وأَهل النار النَّار .
لقد أكَد الله- سبحانه وتعالى- ذكر اليوم الآخر في كتابه العزيز في مواضعَ كثيرة وربط الإِيمان باليوم الآخر بالإِيمان بالله .
قال تعالى : { وَالَّذِينَ يُؤْمِنُونَ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْكَ وَمَا أُنْزِلَ مِنْ قَبْلِكَ وَبِالْآخِرَةِ هُمْ يُوقِنُونَ }
هل لها وقت معين ؟
وأَهل السُنة والجماعة : يؤمنون بأَن وقت قيام الساعة علمه عند الله تعالى ، لا يعلمه أَحد إِلّا الله ، قال تعالى :
{ إِنَّ اللَّهَ عِنْدَهُ عِلْمُ السَّاعَةِ }
هل لها من امارات وعلامات ؟
وإذا كان الله قد أَخفى وقت وقوع الساعة عن عباده ، فإِنه قد جعل لها أَمارات وعلامات وأَشراطا تدلُّ على قرب وقوعها .
ويؤمنون بكل ما يقع من أَشراط الساعة الصُغرى والكُبرى التي هي أَمارات على قيام الساعة لأنَّها تدخل في الإِيمان باليوم الآخر .