الموضوع: عقيدتى
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 10-07-2017, 10:14 AM
سراج منير سراج منير غير متواجد حالياً
عضو خبير
 
تاريخ التسجيل: Jan 2017
العمر: 15
المشاركات: 707
معدل تقييم المستوى: 9
سراج منير is on a distinguished road
افتراضي


وماذا عن الحكم على عمومة وعينا ؟

وأَهل السنة والجماعة :
1-يُفَرِّقُونَ بين الحُكْم المطلق على أَصحاب البدع بالمعصية أَو الكفر وبين الحكم على شخص معين- ممن ثبت إِسلامه بيقين- صدرت عنه بدعة من البدع ، بأنَّه عاصٍ أَو فاسق أَو كافر ، فلا يحكمون عليه بذلك حتى يبينَ له الحق ، وذلك بإِقامة الحجة وإزالة الشبهة ، وهذا في الأَشياء الخفية ، لا في الأُمور الظاهرة

2-؛ ثم هم لا يكفرون المعَيَّن إلا إِذا تحققت فيه الشروط وانتفت الموانع (1)
(1) (من ثبت إسلامه بيقين فلا يزول بشك) على ضوء هذه القاعدة السلفية صار سلفنا الصالح ، فكانوا أبعد الناس من التكفير ،

ولذلك : (لما سُئل علي بن أبي طالب رضي الله عنه ، عن أهل النهروان أكفار هم؟ قال : من الكفر فروا ، فسئل : أمنافقون هم؟ قال : المنافقون لا يذكرون الله إلا قليلا ، وأولئك يذكرون الله صباح مساء ، وإنمَا هم إِخواننا بغوا علينا) [ أخرجه البيهقي في « السنن الكبرى ، ج 8 ص173 ] .

3- ومن الضروري أن نفرق بين النوع والعين في التكفير ذلك أنه ليس كل ما هو كفر يكفر به شخص بعينه ؛ فينبغي التفرقة بين الحكم على القول بأنه كفر والحكم على صاحبه المعين بأنه كافر .

4- قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله : (فالمتأول الجاهل والمعذور ليس حكمه حكم المعاند والفاجر، بل قد جعل لكل شيء قدرا) [ مجموعة الرسائل والمسائل 3 / 382 ] . وقال رحمه الله : ( وإذا عُرِفَ هذا فتكفير المعين من هؤلاء الجهال وأمثالهم بحيث يحكم عليه بأنه مع الكفار لا يجوز الإقدام عليه إِلا بعد أن تقوم على أحدهم الحجة بالرسالة التي يبين بها لهم أنهم مخالفون للرسول ، وإن كانت مقالتهم هذه لا ريب أنها كفر ، وهكذا الكلام في جميع تكفير المعينين) [ مجموعة الرسائل والمسائل 3 / 348 ].

5-وعن أبي هريرة - رضي الله عنه- قال : سمعت رَسُول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- يقول : " كَانَ رَجُلانِ في بَنِي إِسرْائِيلَ مُتَؤاخِيَيْن ، فَكَانَ أَحَدُهُمَا يُذْنِبُ ، وَالآخَر مُجْتَهد في العِبَادَةِ ، فَكَانَ لاَ يَزَالُ المُجْتَهِدُ يَرَى الآخَرَ عَلَى الذنب ، فَيَقُولُ : أَقْصِرْ . فَوَجَدَهُ يَوْما عَلَى ذَنب ، فَقَالَ لَهُ : أَقْصِرْ . فَقَالَ : خَلِّنِي وَرَبي أَبُعِثْتَ عَليّ رقيْبا؟ فَقَالَ : وَاللهِ! لاَ يَغْفِرُ اللهُ لَكَ- أَو لا يُدْخِلُكَ اللهُ الجَنةَ!- فَقُبض أَرْواحُهُمَا ، فَاجْتمَعَا عِنْدَ رَب العالمين ، فَقَالَ لِهَذا المُجْتَهِد : كُنْت بِيَ عَالِما ، أَو كُنْتَ عَلَى ما في يَدي قادِرا ؟ وَقَالَ لِلْمُذْنِب : اذْهَبْ فَادْخُل الجنة بِرَحْمَتِي ، وَقَالَ للآخَرِ : اذْهَبوا بِهِ إِلَى النَّارِ " . قال أَبو هريرة : والذي نفسي بيده! لتكَلَمَ بكلمة ، أوبَقَتْ دنياه وآخرته . (الصحيحة )


ماهو الكفر فى عقيدتكم00 وماهى انواعة ؟

1-والكفر ضد الإِيمان إِلا أَن الكفر في لسان الشرع كفران :

1-إِذ يَردُ الكفر في النصوص مرادا به أَحيانا الكفر المخرج عن الملة ، 2-وأَحيانا يُرادُ به الكفر غير المخرج عن الملة ، وذلك أَن للكفر شُعَبا كما أَن للإِيمان شُعَبا ، والكفر ذو أصول وشعب متفاوتة ؛ منها ما يوجب الكفر ، ومنها ما هي من خصال الكفَّار :

وما هو الكفر الاكبر المخرج من الملة ؟
أَولا- كفر أَكبر مخرج من الملة ، ويسمى الكفر الاعتقادي :
هو ما يناقض الإِيمان ويُبْطِل الإِسلام ، ويوجب الخلود في النار ، ويكون بالاعتقاد والقول والفعل ، وينحصر في خمسة أَنواع :
1 - كفر التكذيب : هو اعتقاد كذب الرسل ، أَو ادعاء أَن الرسول جاء بخلاف الحق ، أَو مَن ادعى أَن الله حرم شيئا أَو أَحلَهُ مع علمه أَن ذلك خلاف أَمر الله ونهيه .
2 - كفر الإِباء والاستكبار مع التصديق :
وذلك بأن يقر أَنَّ ما جاء به الرسول- صلى الله عليه وسلم - حق من رَبِّه ، لكنه يرفض اتباعه أَشرا وبطرا واحتقارا للحق وأَهله ؛ ككفر إِبليس فإِنَه لم يجحد أَمر الله ولم ينكره ، ولكن قابله بالإِباء والاستكبار .

3 - كفر الإِعراض : بأَن يعرض بسمعه وقلبه عن الرسول لا يصدقه ، ولا يكذبه ، ولا يواليه ، ولا يعاديه ، ولا يصغي إِليه البتة ، ويترك الحق لا يتعلَمه ولا يعمل به ، ويهرب من الأَماكن التي يذكر فيها الحق ؛ فهو كافر كفر إِعراض .
4 - كفر النفاق : وهو إِظهار متابعة ما جاء به الرسول مع رفضه وجحده بالقلب ؛ فهو مظهر للإِيمان به مبطن للكفر (والنفاق نوعان : نفاق اعتقاد ، ونفاق عمل : أولا : نفاق الاعتقاد ، أو النفاق الأكبر : وهو ما أبطن الكفر في القلب ، وأظهر الإيمان على لسانه وجوارحه ، وصاحبه من أهل الدرك الأسفل من النار ؛ مثل من كذب بما جاء به الله ، أو بعض ما جاء به الله ، وكذب الرسول ، أو بعض ما جاء به الرسول ، أو كراهية الانتصار لدين الرسول . . وغيرها من الأعمال الكفرية . ثانيا : نفاق العمل ، أو النفاق الأصغر : وهو النفاق العملي أَي : ما ظهر فيه العمل على وجه مخالف لما يكون عليه الشرع ، وصاحبه لا يخرج من الملة ؛ مثل : إذا حدث كذب ، وإذا وعد أخلف ، وإذا ائتمن خان ، وإذا خاصم فجر ، وإذا عاهد غدر ؛ كما جاء في الحديث)


5 - كفر الشك : بأَن لا يجزم بصدق النَّبي ولا كذبه ؛ بل يشك في أَمره ، ويتردد في اتباعه ، إِذ المطلوب هو اليقين بأَن ما جاء به الرسول من رَبِّه حق لا مرية فيه ، فمن تردد في اتباعه لما جاء به الرسول- صلى الله عليه وسلم - أَو جوَّز أَن يكون الحق خلافه ؛ فقد كَفر كُفر شكّ وظن .


وهذه الأَنواع من الكفر ، موجبةٌ للخلود في النَّار ، ومحبطة لجميع الأَعمال ، إِذا مات صاحبها عليها ، قال تعالى : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } وقال : { لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ }

وما هو النوع الاصغر من الكفر؟
ثانيا- كفر أَصغر غير مخرج من الملة :


أَطلقه الشارع على بعض الذنوب على سبيل الزجر والتهديد ؛ لأَنَها من خصال الكفر ، وما كان من هذا النوع فمن كبائر الذنوب ، وهو مقتض لاستحقاق الوعيد دون الخلود في النار ، ومن الأَمثلة على ذلك :

1- قتال المسلم ، والحلف بغير الله تعالى ، والطعن في النسب ، والنياحة على الميت ، وقول المؤمن لأخيه المؤمن يا كافر . . إِلى غير ذلك ، قال الله تعالى : { وَإِنْ طَائِفَتَانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا فَأَصْلِحُوا بَيْنَهُمَا } (1)
وقال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « سِبابُ المُسْلِمِ فُسُوق ، وَقِتالُهُ كُفْر » (متفق عليه .
) وقال : « لا ترجعوا بعدي كفارا يضرب بعضكم رقاب بعض » (متفق عليه .
) وقال : « من حلف بغير الله فقد أشرك، أو كفر » . (الصحية ) وقال : « اثنتان في الناس هما بهم كفر ؛ الطعن في النسب والنياحة على الميت » . (مسلم )


وماذا عن الاصل الرابع ؟

الأصل الرابع الإيمان بنصوص الوعد والوعيد


ومن أُصول عقيدة السلف الصالح ، أَهل السُّنَة والجماعة :
الإِيمان بنصوص الوعد والوعيد ، يؤمنون بها ، ويُمِرونها كما جاءت ، ولا يتعرضون لها بالتأويل ، وَيُحَكِّمُونَ نصوص الوعد والوعيد ، كقوله سبحانه وتعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْمًا عَظِيمًا }

2-ويعتقدون بأَن عواقب العباد مبهمة لا يَدْري أَحدٌ بما يُخْتَمُ له ؛ لكن مَن أَظهر الكفر الأكبر حكم عليه به ، وعومل معاملة الكفار . قال النبِي- صلى الله عليه وسلم - : « إِن الرجُلَ لَيَعمَلُ عَمَلَ أَهْلِ الجَنّة ؛ فِيما يَبْدو لِلناسِ ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ النَّارِ ، وَإِنَّ الرجلَ لَيَعْمَلُ عَمَلَ أَهْلِ النَّارِ ؛ فِيمَا يَبْدُو للناس ، وَهُوَ مِنْ أَهْلِ الجنةِ » (متفق علية ) وقال : « إِن أَحَدكُمْ لَيعْمَلُ بِعَملِ أَهْلِ الجَنةِ حَتَى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَهَا إِلَا ذِراع ؛ فَيَسْبقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ ؛ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النار فَيدْخُلُها ، وَإِن أَحَدكُمْ لَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ النار ، حَتَى مَا يَكُونُ بَيْنَهُ وَبَيْنَها إِلا ذِراعٌ ؛ فَيَسْبقُ عَلَيْهِ الكِتَابُ ؛ فَيَعْمَلُ بِعَمَلِ أَهْلِ الجنة فَيَدْخُلُهَا » (متفق علية )
3-ولكن يشهدون لمن مات على الإِسلام بظاهر إسلامه- من المؤمنين والمتقين- على العموم ؛ بأنه من أَهل الجنة ، إِن شاء الله .
قال تعالى : { وَبَشِّرِ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ } (1) وقال : { إِنَّ الْمُتَّقِينَ فِي جَنَّاتٍ وَنَهَرٍ }{ فِي مَقْعَدِ صِدْقٍ عِنْدَ مَلِيكٍ مُقْتَدِرٍ }
وقال النَبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَنْ مَاتَ وَهُوَ يَعْلَمُ أنهُ لاَ إِلهَ إِلَا اللهُ ، دَخَلَ الجَنَّةَ » (مسلم ) .

4-ويشهدون بأَنَّ الكفارَ ، والمشركين ، والمنافقين من أَهل النَّار . قال تعالى : { وَالَّذِينَ كَفَرُوا وَكَذَّبُوا بِآيَاتِنَا أُولَئِكَ أَصْحَابُ النَّارِ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ } (4) وقال : { إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ وَالْمُشْرِكِينَ فِي نَارِ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا أُولَئِكَ هُمْ شَرُّ الْبَرِيَّةِ } . وقال : { إِنَّ الْمُنَافِقِينَ فِي الدَّرْكِ الْأَسْفَلِ مِنَ النَّارِ }

وماذا عن العشرة المبشرين بالجنة؟


وأَهل السنة والجماعة :
يشهدون للعشرة المبشرين بالجنة ، كما شهد لهم النبِي- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- وكلُّ من شهد له النبي- صلى الله عليه وآله وسلم- بالجنَّة شهدوا له بها .


قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « أَبو بَكْرٍ في الجَنةِ ، وَعُمَرُ في الجنة ، وَعُثْمَانُ في الجَنة ، وَعَلي في الجَنّةِ ، وَطَلْحَةُ في الجنةِ ، والزبيْرُ في الجنةِ ، وَعَبْدُ الرَّحْمَنِ بنُ عَوْف في الجنة ، وَسعدُ بنُ أَبي وَقَّاص في الجنَّة ، وَسَعيدُ بنُ زَيْد في الجنَّة ، وَأَبو عُبَيْدَةَ بنُ الجَراح في الجنةِ » (الصحيحة)

2-وقد ثبت لكثير من الصحابة الشهادة بالجنة ، كعكاشة بن محصن ، وعبد الله بن سلام ، وآل ياسر ، وبلال بن رباح ، وجعفر بن أبي طالب ، وعمرو بن ثابت ، وزيد بن حارثة ، وعبد الله بن رواحة ، وفاطمة ابنة الرسول صلى الله عليه وآله وسلم ، وخديجة بنت خويلد ، وعائشة ، وصفية ، وحفصة ، وجميع زوجاته صلى الله عليه وعلى آله وسلم ، وغيرهم ، رضي الله عنهم أَجمعين .


3-وأَمَّا مَن جاءت النصوص بأَنَّهم من أَهل النار ، فنشهد لهم بذلك ، منهم أَبو لهب عبد العزى بن عبد المطلب ، وامرأته أُم جميل أَروى بنت حرب وغيرهما ممن ثبت في حقهم ذلك .

هل نستطيع الجزم لاحد من الناس بالجنة ؟
4-وأَهل السُّنَة والجماعة :
لا يجزمون لأَحد بعينه كائنا من كان ؛ بجنة ولا نار إِلا من جزم له رسول الله- صلى الله عليه وعلى آله وسلم- ولكن يرجون للمحسن ، ويخافون على المسيء (1)

(1) ولهذا لا يحكم على أحد *** أو مات بأنه شهيد ؛ لأن النية مردها إِلى الله تعالى . والصحيح أن يقال : نسأل الله له الشهادة نحسبه شهيدا إِن شاء الله ولا نزكي على الله أحدا- بصيغة الدعاء وليس بصيغة الجزم لأن الجزم قول على الله بلا علم .

5-ويعتقدون أَنَّ الجنَّة لا تجب لأَحد ، وإنْ كان عمله حسنا إِلَّا أَنْ يَتَغَمَّدَه الله بفضله فيدخلها برحمته ، قال الله تعالى : { وَلَوْلَا فَضْلُ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَرَحْمَتُهُ مَا زَكَا مِنْكُمْ مِنْ أَحَدٍ أَبَدًا وَلَكِنَّ اللَّهَ يُزَكِّي مَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ }
وقال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « مَا مِنْ أَحَد يُدْخِلُهُ عَمَلُهُ الجنة " فقيل : ولا أَنتَ ؟ يا رسول الله! قالَ : " وَلا أَنا ؛ إِلا أَنْ يَتَغمدَني رَبي بِرحْمَة » (مسلم )

6-وأَهل السُّنَّة والجماعة : لا يوجبون العذاب لكل مَن توجه إِليه الوعيد- في غير ما يقتضي الكفر- فقد يغفر الله له بما فعله من طاعات ، أَو بتوبة ، أَو بمصائب وأَمراض مكفرة ، قال الله تعالى :
{ قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنْفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِنْ رَحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعًا إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ }

قال النَّبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « بَيْنَمَا رَجُلٌ يَمْشِي بِطَريقٍ ، وَجَدَ غُصْنَ شَوْك عَلَى الطَرِيقِ فأخرَه ، فَشكَرَ الله له ؛ فَغَفَرَ لَه » (البخاري )


7-وأَهل السُنَّة والجماعة : يعتقدون أَن لكلِّ مخلوقٍ أَجلا ، وأَنَّه لن تموت نفسٌ إِلَّا بإذن الله كتابا مؤجلا ، فإِذا جاء أَجلهم لا يستأخرون ساعة ولا يستقدمون ، وإن مات أَو قُتل ؛ فإِنٌما لانتهاء أَجله المسمى له ، قال الله تعالى : { وَمَا كَانَ لِنَفْسٍ أَنْ تَمُوتَ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ كِتَابًا مُؤَجَّلًا }


8-وأَهل السُّنَة والجماعة : يعتقدون أَنَّ وعد الله للمؤمنين بالجنة ووعيده ب***** العصاة الموحدين ، و***** الكفار والمنافقين في النار حق ، قال الله تبارك وتعالى : { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَنُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا وَعْدَ اللَّهِ حَقًّا وَمَنْ أَصْدَقُ مِنَ اللَّهِ قِيلًا }


ولكن الله سبحانه يعفو عن عصاة الموحدين بفضله وكرمه ، وقد وعدَ الله تعالى بالعفو عن الموحدين ، ونفاه عن غيرهم . قال تعالى : { إِنَّ اللَّهَ لَا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ }


والان ماهو الاصل الخامس من فضلك ؟

الأصل الخامس الموالاة والمعاداة في عقيدة أهل السنة (1)
ماذا تقصد بالموالاة والولاء؟

(1) الموالاة لغة : هي المحبة ، فكل من أحببتَه ابتداء من غير مكافأة ؛ فقد أوليته وواليته ، والولاية ضد العداوة . ومجمل القول في الموالاة أو الولاء : أنه المحبة والنصرة والاتباع ، واللفظ مشعر بالقرب والدنو من الشيء .

المعاداة لغة : مصدر عادى يعادي معاداة . والعداء والعداوة : الخصومة والمباعدة ؛ وهي الشعور المتمكن في القلب في قصد الإضرار وحب الانتقام ، والعدو ضد الصديق . وملخصه : أنها التباعد والاختلاف ، وهي ضد الموالاة .

الموالاة والمعاداة شرعا : أصل الموالاة الحب ، وأصل المعاداة البغض ، وينشأ عنهما من أعمال القلب والجوارح ما يدخل في حقيقة الموالاة والمعاداة ؛ كالنصرة والأنس والمعاونة والجهاد والهجرة . فالموالاة إذن : الاقتراب من الشيء والدنو منه عن طريق القول أو الفعل أو النية ، والمعاداة ضد ذلك . ومن هنا نعلم أنه لا يكاد يوجد فرق بين المعنيين اللغوي والشرعي ، وأَن الله قد أَوجب على المؤمنين أن يقدموا كامل الموالاة للمؤمنين ، وكامل المعاداة للكافرين ، ولا يتم الولاء للمؤمنين إلا بالبراء من المشركين ؛ فهما متلازمان .


2-ومن أُصول عقيدة السَّلف الصالح ؛ أَهل السُّنة والجماعة :
الحب في الله والبغْضُ في الله ، أَي الحب والولاءُ للمؤمنين ، والبغضُ للمشركينَ والكفار والبراءة منهم ، قال الله تعالى : { وَالْمُؤْمِنُونَ وَالْمُؤْمِنَاتُ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ }

وقال تعالى : { لَا يَتَّخِذِ الْمُؤْمِنُونَ الْكَافِرِينَ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِ الْمُؤْمِنِينَ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَلَيْسَ مِنَ اللَّهِ فِي شَيْءٍ }


هل من اصول للموالاة والمعاداة ؟

3-وأَهل السنَّة والجماعة : يعتقدون أَن الموالاة والمعاداة من الأصول المهمة ، ولها مكانة عظيمة في الشرع تتضح من الوجوه الآتية :
أَولا - أَنها جزء من شهادة ( لا إِلَهَ إِلَّا اللهُ) فإِنَّ معناها البراءةُ من كل ما يُعبدُ من دون الله ، كما قال الله تعالى :
{ أَنِ اُعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ }
ثانيا - أَنها أَوثق عرى الإيمان ، قال النبي- صلى الله عليه وسلم - : « أَوْثقُ عُرَى الإِيمان : الموالاَةُ في الله والمعاداةُ في الله ، والحب في الله ، والبغضُ في اللَّه » (الصحيحة)
ثالثا - أَنَّها سبب لتذوق القلب حلاوة الإِيمان ولذَّة اليقين .
قال النَّبِيُ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « ثَلاثٌ مَنْ كُن فيهِ وَجَدَ حَلاَوةَ الإِيمان : مَنْ كَانَ اللهُ وَرَسُولهُ أَحَب إِليهِ ممّا سِواهُمَا ، وَمَنْ أَحَب عَبْدا لاَ يُحِبهُ إِلَا للّهِ ، وَمَنْ يَكْرَهُ أَنْ يَعودَ في الكُفْر بَعْدَ إِذْ أَنْقَذَهُ اللهُ كَمَا يَكْرَهُ أَنْ يُلْقَى في النَّارِ » (متفق عليه )
رابعا - أَنه بتحقيق هذه العقيدة يستكمل الإِيمان ، وقال- صلى الله عليه وسلم - :
« مَنْ أَحبَ للّه ، وَأَبْغَضَ للّه ، وَأَعْطَى للّه ، وَمَنعَ للّه ؛ فَقَد اسْتكمَلَ الإِيمان » (الصحيحة )
خامسا - لأَن من أحب غير الله ودينه ، وكره الله ودينه وأَهله ، كان كافرا بالله ، قال الله تعالى : { قُلْ أَغَيْرَ اللَّهِ أَتَّخِذُ وَلِيًّا فَاطِرِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ يُطْعِمُ وَلَا يُطْعَمُ قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ وَلَا تَكُونَنَّ مِنَ الْمُشْرِكِينَ }

سادسا - أَنَّها الصلة التي على أَساسها يقوم المجتمع المسلم .
قال النبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « لاَ يُؤْمِنُ أَحَدُكُم حَتَى يُحِبّ لأَخِيهِ مَا يُحبّ لِنَفْسِهِ » (البخاري )

هل هى واجبة شرعا ؟
وأَهل السنة والجماعة : يعتقدون بأن الموالاة والمعاداة واجبةٌ شرعا ؛ بل من لوازم شهادة : ( لا إلَهَ إِلا اللهُ) وشرط من شروطها ، وهي أَصل عظيم من أُصول العقيدة والإيمان يجب على المسلم مراعاته ، وقد جاءت النصوص الكثيرة لتأكيد هذا الأَصل ، منها قوله تعالى : { قُلْ إِنْ كَانَ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ وَإِخْوَانُكُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ وَعَشِيرَتُكُمْ وَأَمْوَالٌ اقْتَرَفْتُمُوهَا وَتِجَارَةٌ تَخْشَوْنَ كَسَادَهَا وَمَسَاكِنُ تَرْضَوْنَهَا أَحَبَّ إِلَيْكُمْ مِنَ اللَّهِ وَرَسُولِهِ وَجِهَادٍ فِي سَبِيلِهِ فَتَرَبَّصُوا حَتَّى يَأْتِيَ اللَّهُ بِأَمْرِهِ } وقوله : { يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِيَاءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ }

هل لها تقسيم ؟
وأَهل السُّنَّة والجماعة :
يقَسِّمُونَ النَّاس في الموالاة والمعاداة إِلى ثلاثة أَقسام :

أولا- مَن يستحق الولاء المطلق : وهم المؤمنون الذين آمنوا بالله ورسوله ، وقاموا بشعائر الدِّين مخلصين له ، قال الله تعالى : { إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللَّهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا الَّذِينَ يُقِيمُونَ الصَّلَاةَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَهُمْ رَاكِعُونَ }{ وَمَنْ يَتَوَلَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا فَإِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْغَالِبُونَ


ثانيا- مَن يستحق الولاء من جهة والبراء من جهة أخرى :
مثل المسلم العاصيِ الذي يهمل بعض الواجبات ، ويفعل المحرمات التي لا تصل إِلى الكفر ؛ فيجب مناصحة هؤلاء ، والإنكار عليهم ، ولا يجوز السكوت على معاصيهم ، بل ينكر عليهم ويؤمرون بالمعروف وينهون عن المنكر ، وتقام عليهم الحدود والتعزيرات حتى يكفوا عن معاصيهم ، ويتوبوا من سيئاتهم ؛ كما فعل النبي- صلى الله عليه وسلم - مع عبد الله بن حمار عندما أُتِيَ به وهو شارب للخمر ، ولعنه بعض الصحابة ؛ فقال- صلى الله عليه وسلم - : « لاَ تَلْعَنوهُ إِنه يُحب الله وَرَسُولَه » (البخاري) . ومع هذا فقد أَقام عليه الحد .


ثالثا- مَن يستحق البراء المطلق :

وهو المشرك والكافر ، سواء كان يهوديا ، أَو نصرانيا ، أَو مجوسيا ، أَو ملحدا ، أَو وثنيا ، وهذا الحكم ينطبق أَيضا على من فعل المكفرات من المسلمين ؛ كدعاء غير الله ، أو الاستغاثة بغيره ، أَو التوكُّل على غيره ، أَو سَبِّ الله ورسوله أَو دينه ، أَو فصل الدِّين عن الحياة اعتقادا بأنَّ الدِّين لا يلائم هذا العصر ، أَو نحو ذلك- بعد إقامة الحجة عليهم- فعلى المسلمين أَن يجاهدوهم ويضيقوا عليهم ، ولا يتركوهم يَعيثُونَ في الأَرض الفساد ، قال الله تعالى : { يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ جَاهِدِ الْكُفَّارَ وَالْمُنَافِقِينَ وَاغْلُظْ عَلَيْهِمْ وَمَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ } وقال : { لَا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ }

هل الموالاة لها حقوق؟
وأَهل السنة والجماعة :
يرون أَنَّ الموالاة في الله لها حقوق يجب أَن تؤدى ، منها :
أَولا - الهجرة من بلاد الكفر إِلى بلاد المسلمين ، ويُستثنى من ذلك المستضعف ، ومَن لا يستطيع الهجرة لأَسباب شرعية .

ثانيا - نصرة المسلمين ، ومعاونتهم بالنفس والمال واللسان ، ومشاركتهم في أَفراحهم وأَحزانهم .
ثالثا - أَن يحب للمسلمين ما يحبه لنفسه ؛ من الخير ودفع الشر ، وعدم السخرية منهم ، والحرص على محبَّتهم ومجالستهم ومشاورتهم .
رابعا - أَداء حقوقهم من عيادة المريض ، واتباع الجنائز ، والرفق بهم ، والدعاء والاستغفار لهم ، والسلام عليهم ، وعدم غشهم في المعاملة ، ولا أكل أموالهم بالباطل .
خامسا - عدم التجسس عليهم ، ونقل أَخبارهم وأَسرارهم إِلى عدوهم ، وكف الأَذى عنهم ، وإصلاح ذات بينهم .
سادسا - الانضمام إِلى جماعة المسلمين ، وعدم التفرق عنهم ، والتعاون معهم على البر والتقوى والأَمر بالمعروف والنهي عن المنكر .

وهل المعاداة فى الله لها مقتضيات؟
وأَهل السُّنة والجماعة :
يرون المعاداة في الله تقتضي أُمورا ، منها :
أولا - بغض الشرك والكفر وأَهله ، إضمار العداوة لهم .
ثانيَاَ - عدم اتخاذ الكفار أَولياء وعدم موادّتهم ، ومفاصلتهم مفاصلة كاملة ؛ حتى لو كانوا من ذوي القربى .
ثالثا - هجر بلاد الكفر ، وعدم السفر إِليها إِلا لضرورة مع القدرة على إِظهار شعائر الدِّين .

رابعا - عدم التشبه بهم فيما هو من خصائصهم ، دينا ودنيا ؛ فالدّين كشعائر دينهم ، والدنيا كطريقة الأكل والشرب واللباس ، ونحوها من عادتهم ، وما لم ينتشر في المسلمين ، لأَنَّ ذلك يورث نوعا من المودة والموالاة في الباطن ، والمحبة في الباطن تورث المشابهة في الظاهر .
خامسا - أَلا يناصِرَ الكفار ، ولا يمدحهم ، ولا يعينهم على المسلمين ، ولا يستعين بهم ؛ إلا عند الضرورة وعلى كفار أَمثالهم ، ولا يَرْكَن إِليهم ، وهجر صحبتهم ومجالسهم ، ولا يتخذهم بطانة له يحفظون سره ، ويقومون بأهم أَعماله .
سادسا - أَلا يشاركهم في أَعيادهم وأَفراحهم ، ولا يهنئهم عليها ، وكذلك لا يعظمهم ولا يخاطبهم ؛ بالسيد والمولى ، ونحوها .
سابعا - أَلَّا يستغفر لهم ، ولا يترحم عليهم .
ثامنا - عدم المداهنة والمجاملة والمداراة لهم على حساب الدين .
تاسعا - عدم التحاكم إِليهم ، أَو الرضى بحكمهم ، وترك اتباع أَهوائهم ومتابعتهم في أَي أَمر من أمورهم ؛ لِأَنَّ متابعتهم يعني ترك حكم الله ورسوله .
عاشرا - أَلا يبدأهم بتحية الإسلام : " السَلاَمُ عَلَيْكُمْ " .

والان ياخى هلا اسمعتنا عن الاصل السادس من اصول الاعتقد التوحيدى لدين الاسلام ؟



الأصل السادس التصديق بكرامات الأولياء


ماذا تقصد بالكرامة ؟

(1) الكرامة : هي أَمر خارق للعادة وغير مقرون بدعوى النبوة ولا هو مقدمة لها ؛ يُظهرُه الله على يد بعض عباده الصالحين- من الملتزمين بأحكام الشريعة- إِكراما لهم من الله عز وجل ، فإذا لم يكن مقرونا بالإيمان الصحيح والعمل الصالح كان استدراجا .

وقد وقع في الأُمم السالفة ، كما في سورة الكهف وغيرها ، وفي صدر هذه الأُمة من الصحابة والتابعين ؛ كما حصل مع عمر بن الخطاب رضي الله عنه : « يا سارية الجبل » . وغيرها كثيرة جدا ، وفي كتب السنن الصحيحة والآثار المنقولة شيء كثير من الكرامات التي كرم الله تعالى به عباده الصالحين العاملين بكتابه وبسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم -وما رواه آلاف من العلماء وغيرهم من الثقات وشاهدوه ، وهي متواترة وموجودة في الأُمة وباقية فيها إلى ما شاء الله تعالى ،

ووقوع كرامات الأولياء في الحقيقة معجزة للأنبياء ، لأن الكرامة لم تحصل لأحدهم إلا ببركة متابعته لنبيه وسيره على هدى دينه وشريعته ، وهي من الأُمور الجائزة عقلا .

2- وقد يكون ما يعطيه الله لعبده المؤمن من فتح آفاق العلم أمامه أفضل وأعظم من كل الخوارق المادية التي نسمع بها أو نقرأ عنها ،

3- ومن الكرامة التي نص عليها سلفنا ؛ الاستقامةُ على الكتاب والسنة ، وطاعتهما والرضا بحكمهما ، والتوفيق في العلم والعمل .

وإن عدم حصول الكرامة لبعض المسلمين ؛ لا يدل على ضعف إِيمانهم ، لأن الكرامة تقع لأسباب منها :

1- تقوية إِيمان العبد ، ولهذا لم يرَ كثير من الصحابة شيئا من الكرامات لقوة إيمانهم وكمال يقينهم ، 2-ومنها أيضا : إِقامة الحجة على العدو ، والكرامة لا تقيد من ناحية العقل ، وإنما تقيد بضوابط الشرع ،

وللكرامة شروط منها :

1- أن لا تناقض حكما شرعيا ،2- ولا قاعدة دينية 3-، وأن تكون لحي 4-، وأن تكون لحاجة

؛ فإِن فقد أَحد هذه الشروط ؛ فليست بكرامة بل هي إِما خيال ، وإما وهم وإما إلقاء من الشيطان .

والكرامة لا يَثبُت بها حكم من الأحكام الشرعية ، ولا ينتفي بها حكم شرعي أيضا ذلك أن للأحكام الشرعية مصادرها المعروفة من كتاب الله وسنة رسوله والإجماع ، وإذا أجرى الله الكرامة على يدي مسلم ؛ فينبغي له أن يشكر الله على هذه المنحة والنعمة ، ويسأل الله تعالى الثبات وعدم الفتنة إِن كانت ابتلاء واختبارا ، وأن يكتم أمرها وأن لا يتخذها وسيلة للتفاخر والتباهي أمام الناس فإن ذلك يوردُ موارد الهلكة ، وكم من أُناس خسروا الدنيا والآخرة حين استدرَجهُم الشيطان من هذا الطريق ؛ فأصبحت تلك الأعمال وبالا عليهم .

واعلم أن لأولياء الرحمن صفات ذكرها الله تعالى في كتابه الكريم في كثير من الآيات ، وجمعت في سورة الفرقان : من الآية ، 63- 74 ، وذكرها النبي- صلى الله عليه وسلم - في كثير من الأحاديث ومن هذه الصفات على سبيل المثال : الإيمان بالله وبملائكته ورسله وكتبه واليوم الآخر والقضاء والقدر خيره وشره ، والتقوى : وهي الخوف من الله ، والعمل بسنة نبيه- صلى الله عليه وسلم - والاستعداد ليوم اللقاء ، والحب في الله والبغض في الله ، وأن رؤيتهم تُذكرُ بالله ، وهم يمشون على الأرض هونا ، وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما ، ويبيتون لربهم سُجدا وقياما ، ويقولون ربنا اصرف عنا عذاب جهنم ، وإذا أنفقوا لم يسرفوا ولم يَقتُروا ، ولا يدعون مع الله إِلها آخر ، ولا ي***ون النفس التي حرم الله إِلا بالحق ، ولا يزنون ، ولا يشهدون الزور ، وإذا مروا باللغو مروا كراما ، وإذا ذُكروا بآيات ربهم لم يَخروا عليها صُما وعميانا ، ودعاؤهم : ربنا هب لنا من أزواجنا وذرياتنا قرة أعين واجعلنا للمتقين إِماما . . وغيرها من الصفات الثابتة في الكتاب والسنة .


ومن أُصول عقيدة السلف الصَّالح ، أَهل السنة والجماعة : التصديق بكرامات الأَولياء :

وهي ما قد يُجريه الله تعالى على أَيدي بعض الصالحين من خوارق العادات إِكراما لهم ؛ كما دلَّ على ذلك الكتاب والسنة ، قال الله تبارك وتعالى :
{ أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ }{ الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ }{ لَهُمُ الْبُشْرَى فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآخِرَةِ لَا تَبْدِيلَ لِكَلِمَاتِ اللَّهِ ذَلِكَ هُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ }
وقال النَبِي صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « إِن اللهَ تَبَارَكَ وَتَعَالَى يَقُولُ مَنْ عَادَى لِي وَلِيَاَّ فَقَدْ آذَنْتهُ بِالحَرْبِ » (البخاري ) .

هل للكرامات ضوابط شرعية ؟
ولكن لأَهل السُّنَة والجماعة ضوابط شرعية في تصديق الكرامات ، وليس كل أَمرٍ خارق للعادة يكون كرامة ؛ بل قد يكون استدراجا أَو يدخل فيها ما ليس منها من الشعوذة وأَعمال السحرة والشياطين والدجالين ، والفرق واضح بين الكرامة والشعوذة :

* فالكرامة : من الله وسببها الطاعة ، وهي مختصة بأهل الاستقامة : قال الله تبارك وتعالى : { وَمَا كَانُوا أَوْلِيَاءَهُ إِنْ أَوْلِيَاؤُهُ إِلَّا الْمُتَّقُونَ }

* والشعوذة : من الشيطان وسببها الأَعمال الكفرية والمعاصي ، وهي مختصة بأهل الضلال : قال الله تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }

هل تعنى ان الشعوزة كالسحر وغيرة من اعمال الشياطين؟


وأَهل السُّنة والجماعة : يصدقون بأن في الدنيا سحرا وسحرة (( قال ابن قدامة المقدسي رحمه الله : (السحر : عُقَد ورقى وكلام ، يتكلم به ، أو يكتبه ، أو يعمل شيئا يؤثر في بدن المسحور ، أو قلبه ، أو عقله من غير مباشرة له ، وله حقيقة فمنه ما ي*** وما يمرض ، وما يأخذ الرجل عن امرأته ؛ فيمنعه وطأها ، ومنه ما يفرق بين المرء وزوجه ، وما يُبَغض أحدهما إلى الآخر ، أو يُحببُ اثنين ، وهذا قول الشافعي . . . وقال : إِذا ثبت هذا فإِن تعلم السحر وتعليمه حرام لا نعلم فيه خلافا بين أهل العلم ، قال أصحابنا : ويكفر الساحر ؛ بتعلمه وفعله سواء اعتقد تحريمه أو إِباحته . . ثم قال عن حقيقة السحر : ولولا أن السحر له حقيقة لما أمر الله تعالى بالاستعاذة منه ، قال تعالى : ( يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ وَمَا أُنْزِلَ عَلَى الْمَلَكَيْنِ بِبَابِلَ هَارُوتَ وَمَارُوتَ ) إِلى قوله : ( فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ الْمَرْءِ وَزَوْجِهِ )


قال الله تعالى : { فَلَمَّا جَاءَ السَّحَرَةُ } وقال : { وَجَاءُوا بِسِحْرٍ عَظِيمٍ } وقال : { وَلَكِنَّ الشَّيَاطِينَ كَفَرُوا يُعَلِّمُونَ النَّاسَ السِّحْرَ }
إلا أنهم لا يضرون أحدا إلا بإذن الله، قال تعالى : { وَمَا هُمْ بِضَارِّينَ بِهِ مِنْ أَحَدٍ إِلَّا بِإِذْنِ اللَّهِ وَيَتَعَلَّمُونَ مَا يَضُرُّهُمْ وَلَا يَنْفَعُهُمْ }

كلمة فاصلة فى السحر من فضلك ؟
2-ومن اعتقد بأن السحر يضر ، أَو ينفع بغير إذن الله ؛ فقد كفر . ومن اعتقد إِباحته وجب ***ه ؛ لأَنَّ المسلمين أَجمعوا على تحريمه ، والساحر يستتاب ؛ فإِن تاب وإلّا ضُربت عنقه .

وماذا عن الاحلام والرؤيا الصالحة؟


ومن أصول عقيدة أَهل السنَّة والجماعة : التصديق بالرّؤيا الصالحة ، وهي جزء من النبوة ، والفراسة الصادقة للصالحين حق ، قال الله تعالى : { إِنِّي أَرَى فِي الْمَنَامِ أَنِّي أَذْبَحُكَ فَانْظُرْ مَاذَا تَرَى قَالَ يَا أَبَتِ افْعَلْ مَا تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنَ الصَّابِرِينَ }
قال النَبِيُّ صلى الله عليه وعلى آله وسلم : « لَمْ يَبْقَ مِنَ النبوةِ إِلَّا المبَشِّرات » قالوا : وما المبشرات ؛ قال : « الرؤيا الصالِحة » (البخاري )

وماذا عن الشياطين؟
وأَهل السنة والجماعة : يؤمنون بأَن الله تعالى خلق شياطين الجن توسوس لبني آدم وتتربص بهم ، وتتخبطهم ، قال الله تعالى : { وَإِنَّ الشَّيَاطِينَ لَيُوحُونَ إِلَى أَوْلِيَائِهِمْ لِيُجَادِلُوكُمْ وَإِنْ أَطَعْتُمُوهُمْ إِنَّكُمْ لَمُشْرِكُونَ }

2- وأَنَّ الله يسلطهم على مَن يشاء مِن عباده لحكمة ، قال تعالى : { وَاسْتَفْزِزْ مَنِ اسْتَطَعْتَ مِنْهُمْ بِصَوْتِكَ وَأَجْلِبْ عَلَيْهِمْ بِخَيْلِكَ وَرَجِلِكَ وَشَارِكْهُمْ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَولَادِ وَعِدْهُمْ وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلَّا غُرُورًا }


3-ويحفظ الله من كيد الشياطين ومكرهم مَن يشاء مِن عباده . قال تعالى : { إِنَّهُ لَيْسَ لَهُ سُلْطَانٌ عَلَى الَّذِينَ آمَنُوا وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ }{ إِنَّمَا سُلْطَانُهُ عَلَى الَّذِينَ يَتَوَلَّوْنَهُ وَالَّذِينَ هُمْ بِهِ مُشْرِكُونَ }


رد مع اقتباس