الخاطرة السادسة :
السلام عليكم
في قصة سيدنا إبراهيم عليه السلام في سورة الأنبياء يقول تعالى:
"قلنا يا نار كوني بردا وسلاما على إبراهيم."
فهمنا أن الله جل وعلا أنقذ إبراهيم عليه السلام من النار بأن أخبرنا أنه تعالى جعل النار بردا وسلاما عليه .
ولكن ..
هل كان حظ الله تعالى هو انقاذ إبراهيم عليه السلام من النار؟
وهل نفهم أن هدف تحويل النار إلى برد وسلام هو لإنقاذ سيدنا إبراهيم ؟
يقول الشيخ الشعراوي رحمه الله :
لا طبعا ..
ولكن لماذا وكيف
؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟؟ ؟؟
لأنه لو كان الهدف هو انقاذ أبراهيم عليه السلام لما مكنهم من الأمساك به بداية .
ولكن هذا كان سيترك لهم مجالا ليتبجحوا ويقولوا : بس لو مسكناه..!
أو لأنزل المطر فانطفأت النار فقالوا متحججين :
لو لم تمطر السماء لحرقناه..!
ولكن الهدف هو:
إظهار طلاقة القدرة عند الله تعالى وعدم تعلق مشيئته بالأسباب
فكأنه يقول لهم :
أنتم قدرتم على الإمساك بأبراهيم باتخاذ الأسباب لذلك
وقدرتم على أشعال النار العظيمة كذلك باتخاذ الأسباب من أحضار الحطب وتجميعه وتوفير الأسباب لتكون نارا محرقة عظيمة ...
ولكن الله يريد أن يريكم أنه قادر على أن يعطل أسبابكم وأن يفعل ما يريد بدون أسباب ولا مسببات فهو خالق الأسباب والمتحكم فيها .
يستطيع أن يلغي خاصية الإحراق في النار أو يوجدها حسب ما تقتضي مشيئته.
فتركهم يحضرون الأسباب لحرق ابراهيم عليه السلام ..
وتجلت طلاقة قدرته جل وعلا في إبطال خاصية الإحراق التي يعرفونها في النار