عرض مشاركة واحدة
  #23  
قديم 25-02-2006, 01:58 PM
Flower Flower غير متواجد حالياً
عضو متألق
 
تاريخ التسجيل: Mar 2005
المشاركات: 2,159
معدل تقييم المستوى: 0
Flower is an unknown quantity at this point
Red face

الحلقة السابعة والأخيرة
بعد تنهيدة حارقة تحدثت أمى فقالت : عندما بدأت رحلتى مع الفن كنت أبعد ماأكون عن الله .

لم يكن يشدنى إلى الحياة سوى المال والشهرة وقصص الحب .

ومع الأيام زادت نجوميتى . لكن إحساسا غريبا بدأ ينتابنى .

كنت أشعر وأنا فى قمة المجد بأنى أيضا فى قمة الوحل .

كثيرا ماأحسست برغبة عارمة فى أن أحمل سوطا وأجلد نفسى . وكم وقفت أمام المرآة وأنا

فى أبهى زينة ثم تمنيت أن أبصق على وجهى .

كانت أمى تستطرد فى حديثها والدموع تتهادى فوق وجنتيها . فقلت لها : إن كل دمعة تغسل

ذنبا وتطهرها من خطيئة . ثم دعوتها أن تكمل حديثها فاستطردت قائلة : عندما أصابنى المرض

وذهبت إلى لندن لإجراء العملية ، تخيلت نفسى ألفظ آخر أنفاسى وأعود إلى القاهرة داخل

صندوق جثة بلا حياة .

وسألت نفسى : ماذا سأقول للملائكة فى القبر وهم يسألونى عن حياتى العابثة التى

لاتحكمها المقاييس المنطقية أو المعايير العقلية ؟

لكن كان عشقى لنفسى وللأضواء المبهرة أكبر من وخزات الضمير . فبمجرد أن منّ الله علىّ

بالشفاء حتى عدت إلى الوحل مرة أخرى .

وذات مرة استوقفنى أحد الأشخاص وقال لى : أى عورة سترتها يانجمة ياساطعة ؟!احذرى أن

ينصب غضب السماء على ابنتك لتكتوى أنت بنارها !

وكأنه رمانى بجمرات من جهنم . طار النوم من عينى بعد كلماته المسمومة ، وظل شبح

الإنتقام الإلهى يطاردنى .

كنت أنظر إليك وأسأل نفسى : ماذا لو أصابك لاقدر الله مكروه وأنت نور عينى ؟ بالطبع كنت

سأنتحر .

هكذا صنع ذلك الشخص عقدة لم تنفك عنى أبدا . كنت كلما أذهب إلى البلاتوه تقفز صورتك

أمامى وأسمع كلمات ذلك الرجل كأنه ينطق بها فى التو فأبكى وتقتلنى الهواجس .

لقد كنت أتعذب عذابا أليما يفوق احتمال البشر .

حتى جاءت اللحظة التى صارحتينى فيها بسكرى واستهتارى .

لقد كانت لحظة رهيبة نزعت فيها القناع الذى أخدع به نفسى من على وجهى ووضعتينى

أمام حقيقتى المرة .

لحظتها لم أستطع أن أتحمل رؤية نفسى على حقيقتها فضربتك .

وبعد أن ضربتك صرخت فى نفسى : ألهذه الدرجة وصل بى الغرق فى الوحل؟!

ألهذه الدرجة توحشت حتى أتطاول بيدى وأؤذى قلبى وروحى وأغلى الناس عندى ؟!

ماذا تبقى لى من سوء لم أفعله؟!

وقلت : ياإلهى بدلا من أن أشكرك على أنك قد وهبتنى إبنة صالحة لم تشب طهارتها شائبة

رغم كل مايحيط بها ، أبيع حياتى بهذا الثمن الرخيص ؟!

ملعونة الأضواء . ملعونة الشاشة . ملعونة الأموال . أنا أبحث عن الطريق إلى الله .

كانت كل كلمة من كلمات أمى تنبض بالصدق والإيمان ، فقلت لها بعد أن أنهت حديثها : أنا

أعلم أنك راغبة حقا فى الرجوع إلى الله . لكن أصارحك القول : أنا أخشى أن تخذلينى مرة أخرى.

فقامت وتشبثت بيدى كالغريق الذى يتعلق بحبل نجاة وقالت : لا تخافى . أنا مصممة هذه المرة

على مواصلة الطريق إلى الله حتى آخر لحظة فى حياتى . كل ماأرجوه منك أن تستمر مؤازرتك

لى .

ولقد صدقت وعدها . ولم تخذلنى بعد ذلك أبدا . وأصبح شغلها الشاغل العبادة والاستغفار

والعطف على الفقراء والدعاء ليلا ونهارا بأن يقبض الله روحها فى شهر رمضان .

وبعد عدة سنوات من اعتزالها التمثيل وفى يوم من أيام شهر رمضان المبارك انتقلت روحها

الطاهرة إلى بارئها وكانت صائمة قائمة متبتلة .

انتهى

مـــــنــــقــــول ,,,
__________________
سبحان الله وبحمده,,,سبحان الله العظيم