عرض مشاركة واحدة
  #9  
قديم 27-08-2008, 05:20 PM
حلوم حلوم غير متواجد حالياً
عضو مجتهد
 
تاريخ التسجيل: May 2008
المشاركات: 71
معدل تقييم المستوى: 18
حلوم is on a distinguished road
افتراضي

الجماعة اللى امتحنوا النهاردة حظخم احسن من اللى قبلهم ع الاقل كان عندهم فرصة يشوفوا كثيرا مما ورد على زملائهم اللى امتحنوا قبلهم . يعنى مثلا القطعة بتاعت البحر المعقدة جدا بتاعت الرافعى كانت موجودة هنا ع المنتدى وكل شافها والمفروض انه اخد خلفية حلوة عناه مش زينا تفاجىء بها ف الامتحان والوقت كان غير كافى للقراءة المتأنية ....فعلا مجهودات الاخوة فى المنتدى هنا كان لها دور كبير فى اننا نجاوب على كثير من الاسئلة اللى قابلتنا فى المتحان التكدير .....عفوا اقصد الكادر
إذا احتَدَمَ الصيفُ، جعَلتَ أنت أيها البحرُ للزمنِ فصلاً جديداً يُسمَى "الربيعَ المائي ". وتنتقِلُ إلى أيامِك أرواحُ الحدائق، فتَنبُتُ في الزمنِ بعضُ الساعاتِ الشهيةِ كأنها الثمرُ الحُلوُ الناضجُ على شجرِه. ويُوحي لونُكَ الأزرقُ إلى النفوسِ ما كانَ يُوحيهِ لونُ الربيعِ الأخضر، إِلا أتَه أرق وألطف. ويرى الشعراءُ في ساحلِكَ مثلَ ما يرَونَ في أرضِ الربيع، أنوثة ظاهرة، غيرَ أنها تلِدُ المعانيَ لا النبات. ويُحِسُّ العشاقُ عندَك ما يُحسونَهُ في الربيع: أنَّ الهواءَ يتأؤَه...

في الربيع، يتحّركُ في الدمِ البشري سرُّ هذِه الأرض، وعندَ "الربيعِ المائي " يتحزكُ في الدمِ سزُ هذهِ السحب. نوعانِ مِنَ الخمرِ في هواءِ الربيعِ وهواءِ البحر، يكونُ منهما سكر واحدٌ مِنَ الطرَب. وبالربيعَينِ الأخضرِ والأزرقِ ينفتحُ بابانِ للعالمِ السحري العجيب: عالمِ الجمالِ الأرضيّ الذي تدخلُهُ الروحُ الإنسانيةُ كما يدخلُ القلبُ المحب في شعاعِ ابتسامةٍ ومعناها.

في "الربيع المائي"، يجلسُ المرء، وكأنه جالسٌ في سحابةِ لا في الأرض. ويشعرُ كأنهُ لابسْ ثياباً مِنَ الظلّ لا مِنَ القُماش، ويجدُ الهواءَ قد تنزهَ عن أن يكونَ هواءَ التراب. وتَخِفُّ على نفسِهِ الأشياء، كأنَّ بعضَ المعاني الأرضيةِ انتُزِعتْ مِنَ المادة. وهنا يُدركُ الحقيقة: أن السرورَ إِنْ هو إِلا تنبهُ معاني الطبيعةِ في القلب. وللشمسِ هنا معنًى جديد ليسَ لها هناك في "دنيا الرزق ". تُشرِق الشمسُ هنا على الجسم، أما هناك فكأنما تطلُعُ وتَغرُبُ على الأعمالِ التي يعملُ الجسمُ فيها. تطلعُ هناك على ديوانِ الموظفِ لا الموظف، وعلى حانوتِ التاجرِ لا التاجر، وعلى مصنَعِ العاملِ، ومدرسةِ التلميذِ، ودارِ المرأة. تطلُعُ الشمسُ هناك بِالنور، ولكنَّ الناسَ- وا أسفاه- يكونونَ في ساعاتِهمُ المظلمة... الشمسُ هنا جديدة، تُثبِتُ أنَّ الجديدَ في الطبيعةِ هو الجديدُ في كيفيةِ شعورِ النفسِ به.

والقمرُ زاهٍ رفاف مِنَ الحُسن، كاْنهُ اغتسلَ وخرجَ مِنَ البحر. أو كأتهُ ليس قمراً، بل هو فجرٌ طلَعَ في أوائلِ الليل، فحصرَتْهُ السماءُ في مكانِه ليستمرَ الليل. فجرٌ لا يُوقِظُ العيونَ من أحلامِها، ولكنه يُوقِظُ الأرواحَ لأحلامِها. ويُلقي من سحرِهِ على النجومِ فلا تظهرُ حولَهُ إِلَأ مُستَبهِمَةَ كأنها أحلائم معلقة. للقمرِ هنا طريقةْ في إبهاجِ النفسِ الشاعرة، كطريقةِ الوجهِ المعشوقِ حينَ تقبلُهُ أولَ مرة.

و"للربيعِ المائي" طيورُهُ المغزدةُ وفَراشُهُ المتنقل: افا الطيورُ فنساغ يَتَضَاحَكنَ، وأما الفَراشُ فأطفال يتواثبون. نساءٌ إذا