لاتكتفي الصين بكونها عملاقا اقتصاديا ولكنها تسعي لتأكيد صورتها كدولة تمتلك كل مفاتيح التقدم والتي جعلت منها عملاقا اقتصاديا, ومن بين تلك المفاتيح التعليم, وكعلامة علي تقدم التعليم في الصين فإن الدولة تكثف جهودها لاستقطاب المزيد من الطلاب الاجانب للدراسة في الصين بعد تزايد الاقبال في السنوات الاخيرة بمعدل3 آلاف طالب سنويا.
ووفقا لمصادر وزارة التعليم الصينية فإنه سيتم التركيز علي اجتذاب طلاب الدراسات العليا, كما تم تخصيص500 مليون يوان(71 مليون دولار) للمنح الدراسية خلال العام الحالي بزيادة40% علي العام الماضي, وبمقتضي المنح فإنه ستتم إتاحة فرص تعليم مجانية تتضمن الرسوم الدراسية والاقامة ومخصصات شهرية تصل الي مابين800 و1400يوان شهريا وبلغ عدد الطلاب الاجانب في الصين190 الفا خلال العام الماضي بزيادة نسبتها20% علي العام السابق.
ويقول زاو لينجشان مسئول التعليم العالي في وزارة التعليم الصينية أن الصين حسنت نوعية التعليم العالي مما جعلها تحتل مكانة مهمة علي خريطة التعليم العالمية ووقعت اتفاقيات متبادلة مع32 دولة للاعتراف بالدبلومات التي تمنحها جامعاتها ومن بينها المانيا والنمسا وروسيا وبريطانيا واستراليا ونيوزيلاندا وفرنسا, وتشهد الصين اقبالا من الطلاب الاجانب مدفوعين للاطلاع علي الحضارة الصينية ويشجعهم علي ذلك انخفاض المصاريف.
وقد شهد العام الماضي وجودا طلابيا من188 دولة واقليما للدراسة في31 اقليما صينيا وبلغ عدد الطلاب للحصول علي الدبلوم نحو68 ألف طالب من بينهم10 آلاف طالب حاصلين علي منح.
ويشكل الطلاب الآسيويون72% من اجمالي الطلاب الاجانب في الصين بينما يشكل الاوروبيون31% ومن الأمريكيين10% ومن الإفريقيين3%, وتتركز مجالات الدراسة في الطب بفرعيه الصيني والحديث والعلوم الاساسية والهندسة والزراعة والادارة والاقتصاد, ويبلغ متوسط الرسوم لدراسة الطب في الجامعات الصينية مابين2000 و3000 دولار وهو مايشكل ربع تكلفة الدراسة في الهند مثلا, ورغم تقدم التعليم في الصين فإن هناك زيادة في أعداد الطلاب الصينيين الذين يدرسون في الخارج في اطار سياسة الانفتاح علي العالم التي بدأت منذ30 عاما, وبلغ عدد الدارسين الصينيين في الخارج خلال العام الماضي134 ألف طالب وتمثل الولايات المتحدة الموجهة الاولي للطلاب الصينيين يليها بريطانيا.
وفي مجال العلوم والتكنولوجيا تنفق الصين نحو1.3% من اجمالي الناتج الوطني علي البحوث, ويصل حجم الانفاق الي أكثر من160 مليار يوان( الدولار يساوي نحو7 يوانات), اي يصل المبلغ الي23 مليار دولار, ويبلغ متوسط براءات الاختراع300 الف سنويا, ونجحت الصين في عام2003 في الوصول الي الفضاء عندما انطلقت السفينة الصينية الي الفضاء وعلي متنها رائد الفضاء الصيني الاول يانج لي وي, وبذلك أصبحت الدولة الثالثة بعد روسيا والولايات المتحدة التي تتمكن من إرسال رائد فضاء.
|