الجزء السادس: مم يتكون بناء قصور الجنة ؟
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( خلق الله جنة عدن بيده لبنة من درة بيضاء ولبنة من ياقوتة حمراء ولبنة من زبرجدة خضراء ملاطها المسك و حصباؤها اللؤلؤ و حشيشها الزعفران ثم قال لها انطقي )) فقالت: (( قد أفلح المؤمنون)) فقال الله: (( و عزتي و جلالي لا يجاورني فيك بخيل )) ثم قرأ رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( و من يوق شح نفسه فأولائك هم المفلحون )). والملاط هو الطين الذي يجعل بين الأحجار في البناء ليجتمع بعضها إلى بعض .
أما أمنا خديجة رضي الله عنها و أرضاها فبيتها مختلف حيث أنها تكون في بيتٍ من قصبٍ اللؤلؤ لا لغو فيه ولا نصب و قال بعض العلماء أنها استحقت هذا البيت لأنها حازت السبق في التصديق برسول الله صلى الله عليه وسلم حين بعثه الله عز و جل وقال آخرون أن جزاءها كان من جنس عملها حيث أنها كانت تمكث مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في غار حراء عندما كان يتعبد هناك فأتى جزاؤها البيت من القصب وهو اللؤلؤ المجوف و الذي يشبه الغار قي شكله.. والله أعلم
أما عن من هم الذين يستحقون النعيم فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: (( ألا أحدثكم بغرف الجنة)) قلنا بلى يا رسول الله بأبينا أنت و أمنا قال: (( إن في الجنة غرفا من أصناف الجواهر كله يُرى ظاهرها من باطنها و باطنها من ظاهرها فيها من النعيم واللذات والشفوف ما لا عين رأت و لا أذن سمعت )) قلنا يا رسول الله ولمن هذه الغرف؟ قال: (( لمن أفشى السلام و أطعم الطعام و أدام الصيام وصلى بالليل و الناس نيام )) قلنا يا رسول الله ومن يطيق ذلك ؟ قال: (( أمتي تطيق ذلك و سأخبركم عن ذلك من لقي أخاه فسلم عليه أو رد عليه فقد أفشى السلام و من أطعم عياله و أهله حتى يشبعهم فقد أطعم الطعام ومن صام رمضان ومن كل شهر ثلاثة أيام فقد أدام الصيام ومن صلى العشاء الآخرة و صلى الغداة ]صلاة الصبح[ في جماعة فقد صلى والناس نيام ، اليهود و النصارى و المجوس ).
وهناك نوع آخر من البيوت في الجنة و هو الخيام قال الله تعالى: (( حور مقصورات في الخيام / فبأي آلاء ربكما تكذبان )) .
وقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم عن هذه الخيام: (( إن للمؤمن في الجنة لخيمة من لؤلؤة واحدة مجوفة طولها ستون ذراعا ًوفي رواية ثلاثون ميلاً للمؤمن فيها أهلون يطوف عليهم المؤمن فلا يرى بعضهم بعضاً)).
الجزء القادم: أنهار الجنة.