قبل السياسة تأتي الأخلاق، كل مشاكلنا في مصر سببها الإنسان، لأنه أُهمل ولايزال مهملاً، الكلام عن التنمية كثير، وإن اتفقنا جميعاً علي ضرورة التنمية البشرية أولا، صحيح أن التنمية ترتكز علي العنصر البشري وهذا يحتاج إلي تربية وثقافة قبل العلم.. إننا نسمع من وقت لآخر، أن هذه المنظمة الدولية أو تلك قد اختارت عالماً مصرياً في الإدارة أو الصناعة أو الزراعة أو التجارة..
فكيف يكون لدينا هؤلاء العلماء النجباء ولا نستطيع أن نحل مشاكلنا؟.. لا شك أن هناك عيباً وخللاً.. وهل يعرفه المسؤولون؟.. لكن الشعب المصري الفقير يعرف هذا الخلل!! ويعرف أن الحكومة تعرفه.. ولكنها تتغاضي عنه وتكتفي بالتصريحات الجوفاء الكاذبة، التي لا تسمن ولا تغني من جوع!
إنها مسألة أخلاق، فلنبدأ من المنبع، من الأسرة، ثم نتابع في المدرسة.. لا فكاك من ذلك إن أردنا الإصلاح، والخير أن نبدأ بمحاولة القضاء علي الفساد وانعدام الضمير، ولنسأل أنفسنا: لماذا يرتشي الموظف، ويخون الطبيب أمانته، والمدرس الذي لا يهتم إلا بالدروس الخصوصية، والقاضي الذي لا يحكم بالعدل، وضابط الشرطة الذي يعامل المواطنين معاملة سيئة وغيرهم، لنسأل أنفسنا عن هذا التردي في قيمة العمل والوقت في كل مناحي حياتنا، أليس سببه الإنسان؟
إذا لم نهتم بالإنسان من لحظة ولادته، فسنظل هكذا إلي يوم القيامة.. لابد أن نعود إلي أنفسنا وإلي ضمائرنا، فنوقظها من هذه الغفلة المهلكة، يجب التركيز علي القيم والأخلاق، فالأمم تحيا وتزدهر بالأخلاق قبل الطعام.. ولنتذكر: إنما الأمم الأخلاق ما بقيت.. فإن همو ذهبت أخلاقهم ذهبوا
|