انا لله وانا اليه راجعون
اللهم ارحمهم واغفر لهم واحشرهم مع الصديقين والشهداء والصالحين
لا حول ولا قوة الا بالله الخطر كان قائما منذ أكثر من سنة
</strong></strong>«جبل الدويقة» يبتلع البيوت والفقراء والحي يقول «اللي خايف يشوف سكن تاني»</strong> كتبت - دارين فرغلي٢٠/١٠/٢٠٠٧-20-10-2007«أنا عايش في البيت ده لأني مش قادر أعيش في مكان تاني» هكذا يقول أحمد عبدالغني، مؤكداً أن الشعور الأصعب عند أي أب هو العجز عن تأمين مسكن آمن لأطفاله وتركهم لعبة في يد الظروف، يسكن أحمد في قلب جبل الدويقة منذ ٢٠ عاماً، حيث تحتضن صخور الجبل المنازل بصورة تجعل من الصعب علي أي أحد التفرقة بين الجبل والطوب الجيري الذي بنيت به هذه المنازل. السنوات العشرون التي قضاها «أبوصابرين» كما يسميه جيرانه جعلتهم يطلقون اسمه علي الشارع الذي يسكنه خاصة بعد أن سرق الجبل منه ابنته الصغري في أحد تصدعاته التي كثيراً ما تحدث.
وبعد لحظات من الصمت حاول خلالها استعادة الموقف الذي فقد فيه طفلته قال «أعيش هنا علي الجبل لأنني لا أستطيع تحمل نفقات أي مكان آخر، ولكن الجبل يهتز كثيراً وتسقط منه الصخور الكبيرة، ثم يعود ليهدأ مرة أخري، وأشعر بخوف شديد من الجبل وكأنه غضب من وجودنا فوقه، لكن هروح فين أنا وعيالي، وأدعو الله كل يوم أن يتحملني هذا الجبل أنا وأولادي لأننا ليس لنا مكان آخر سواه».
المنزل الذي يعيش فيه مكون من طابقين، في كل طابق أسرتان، وبعد انهيار السلم الداخلي لجأ سكان الطابق الثاني إلي الاستعانة بسلم خشبي وضعوه علي إحدي النوافد الخارجية، لذا فليس غريباً أن تشاهد سيدة في الخمسين تتسلق هذا السلم بينما يقف أولادها أسفله ليأمنوه لها. التصدعات الكثيرة التي ملأت الجدران جعلت السكان يفكرون في سدها عن طريق الكرتون والبلاستيك لمنع الزواحف والحشرات الضارة من الدخول إلي غرف المنزل، لكن هذه التجربة لم تثبت أي نجاح.
حال «أبوصابرين» لا يختلف كثيراً عن حال المئات من الأسر الذين يسكنون علي صخور جبل الدويقة ومنهم «زمزم عبدالنبي» التي استيقظت في أحد الأيام علي صوت ارتطام صخور كبيرة بجدار غرفتها التي لا تتعدي مساحتها ٣ أمتار، فاحتضنت أولادها السبعة وأسرعت بهم خارج الجبل حتي اطمأنت أنه استقر ثم عادت مرة أخري إلي غرفتها وحاولت أن تهدئ من روع أولادها، تقول زمزم «أنا لما لقيت الصخور بتقع قلت أكيد الجبل ده بيمشي لوحده» خاصة أن المياه التي تخرج من بين الشقوق الموجودة في الجبل بدأت تقلل من صلابة الصخور وبالتالي تجعل الحياة علي الجبل أكثر خطورة، ولعدم وجود عائل لأسرتي لم أقدر علي تدبير ٥٠ جنيهاً لاستئجار غرفة أخري، وقد حاولنا أن نشتكي للحي قالوا لنا «اللي خايف علي نفسه يشوف مكان تاني».
«أحمد» طفل لا يتعدي عمره ١١ عاماً، يشعر بالغضب الشديد من هذا الجبل، وكل خوفه أن يعود يوماً من المدرسة ليجد الجبل وقد ابتلع الغرفة التي يسكن فيها مع أسرته، أكد لنا أن هذا حدث مع أسر كثيرة هناك، وأنه يري هذا في منامه، لذا فإنه يتمني أن يصبح مهندساً ليبني غرفة يستطيع أن ينام فيها وهو يشعر بالأمان.
__________________
رجعت للمنتدى ومش عارفة رجعت ليه بس حاجة رجعتنى وخلاص...وحشتونى
|