السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاك الله خيراً شريف الخضري
موضوع أكثر من رائع ... استفدت منه كثيراً
بارك الله فيك
==================
خاطرة للشيخ الشعراوي حول الآية (84) من سورة الزخرف
[وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ] {الزُّخرف:84}
عندما تقرأ الناس هذه الآية تقول : يوووه ده ربنا مفيش مكان يسعه ،
فالمكان خلقه ... والمخلوق لا يسع الخالق ، ولذلك لا تقل متى ؟ وأين ؟ لأن متى للزمان وأين للمكان ...والزمان والمكان مخلوقان لله ... فلا تستعملهم مع الله ...
وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ
ما بيحصلش كده ... تقول فلان في البيت رجل وفي الشارع رجل!!
يعني صفة الذاتية ما تفارقهوش ... هنا وهنا ...
طيب ...وَهوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ ... يعني في الأرض إله للي عليها ... وفي السماء إله للملائكة اللي فيها ... "يسبحون الليل والنهار لا يفترون"
جاء هنا أيضلً إشكال من المستشرقين ... قالوا : أنكم أنتم تقولون عندكم أن النكرة إذا أعيدت كانت غير الأولى ...
زي ما تقول لقيت رجلاً وأكرمت رجلاً .... يبقى الرجل هو أم رجل ثاني؟ ... يختلف
أما ... لقيت الرجل فأكرمت الرجل ... الرجل هنا معرفة ولذا فهو نفسه
القاعدة : النكرة لما تعاد تبقى حاجة تانية... والمعرفة إذا أعيدت تبقى عين الأولى.وهي نكرة
المستشرقون : وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وهي نكرة وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وهي نكرة .... فهذا دل على أنه غير الأول ... فلم يقل وهو الذي في السماء الإله وفي الأرض الإله ...
خذوها بقى : النكرة إذا أعيدت أفيدت واحد تاني والمعرفة إذا أعيدت كانت عين الأولى
لذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... حينما قُرِأ قوله تعالى : إن مع العسر يسراً ... إن مع العسر يسراً ...
العسر .. معرفة أم منكرة ... طبعاً معرفة ... واليسر منكرة
إن مع العسر يسراً ... إن مع العسر يسراً ...
مادام العسر معرفة ... فهي عين الأول ... أما اليسر فلأنه نكرة فهو يختلف ... ولذلك قال رسول الله صلى الله عليه وسلم ... استنباطاً من الآية الكريمة ... لن يغلب عسر (لأنه واحد) يسرين (لأنهما اثنان) (((( لن يغلب عسر يسرين)))))
وهذه لها قصة مع الناس الصوفية ... كنا في المسجد الأحمدي ... وجاء الشيخ المرحوم المغفور له الشيخ محمود شلتوت ... كان شيخ أزهر .. يزور طنطا ... فلما جاء طنطا ودخل المسجد ليصلي ... فلما صلى ... سأله شيخ كان أستاذ تفسير اسمه الشيخ أيو العينين ... فقال له ... يا مولانا ... الحمد لله أني وجدتك هنا ... لأنني كنت في الدرس امبارح وكنت في آية [وَهُوَ الَّذِي فِي السَّمَاءِ إِلَهٌ وَفِي الأَرْضِ إِلَهٌ وَهُوَ الحَكِيمُ العَلِيمُ] {الزُّخرف:84}
وحصل الإشكال العسر واليسر ... يبقى فيه إلهين ... مادام إله نكرة وإله نكرة يبقى الثانية غير الأولى
فرد عليه الشيخ وقال له : القاعدة أولية ... يعني ليس شرط ان تكون في صورتها النهائية وأن لها صياغة أخرى قد تكون عليها
يقول الشيخ الشعراوي .. احنا لسة بنتكلم .. فدخل عينا رجل ... والله ما عرفناه قبل ولاعرفناه بعد .... فدخل وكان رأسه مكشوفة ومعاه عصاية وقال : يا علماء يا علماء ... فشيخ الأزهر موجود ونحن قاعدون ... يا علماء يا علماء ... أنسيتم اسم الموصول "الذي " وهو الذي في السماء إله وفي الأرض إله ...
الذي معرف لأن أسماء الموصول معرفة ... (((في السماء إله))) (((في الأرض إله))) صلة الموصول لاسم الموصول الذي ... يبقى ما حصلش تكرار ... وتركنا الرجل وغادر
جلسنا بعدها حوالي نصف ساعة ... والله لا يتكلم أحد منا ...
رحم الله الشيخ الشعراوي واسكنه فسيح جناته ...
|