وداعاً.. أبوغزالة إلي من عاش يعشق كل شبر إلي رمز البطولة والبسالة
حباه الله للوطن المفدي بمصر من الحلال إلي الجلالة
بوادي النيل لم يترك مكاناً فألهب حبه الطاغي خياله
فمن مطروح أو رفح شمالاً من الصحراء لم يعرف رماله
يصون ترابه ويذود عنه إلي «أسوان» يستجلي جباله
يقدر للقذائف ثم يرمي ويحكم بعد خطته نباله
فسل عنه اليهود وقد سقاهم بإذن الله من رام احتلاله
هو الرجل الرهيب رفيق «صبري» كؤوس الموت هل عرفوا مثاله
إذا ما صاح «للعاصي» بضرب تخص مطالب «الماحي» رجاله
فإذ بمواقع الأعداء تهوي و«دجلة» زلزلا جبلا قُباله
فتنسف ما تبقي من جدار وتصبح كالرماد أو النخاله
وإذا بجحافل الأبطال تعدو وتأثر ما تبقي من حُثاله
وترفع للسماء أعلام مصر تطير إلي الحصون مع الغلاله
وقد قصد الشهادة عن يقين فيسجد شاكراً فالنصر ناله
عرفنا قدره في الحرب ركنا وأكثر في تمنيها ابتهاله
يقود جنوده حباً وحزماً ركيناً تشهد الهيجا فعاله
فجاء النصر من قصد وجهد وبدل للدماء بلا كلاله
وما حمل الهموم سوي لمصر ولا عرف الفساد ولا الثماله
ولم يك قط عربيداً شقياً ولم يمدد يداً ليزيد ماله
ولكن كان عملاقاً عظيماً أبيا تعرف الدنيا جلاله
فيا بطل العروبة نم هنيئاً فإنك في القلوب بخير حاله
إن جحد الصغار الفضل حينا فأجر الله باقٍ لا محاله
|