SPAN.TreeviewSpanArea A { FONT-SIZE: 10pt; COLOR: black; FONT-FAMILY: verdana,helvetica; TEXT-DECORATION: none } SPAN.TreeviewSpanArea A:hover { COLOR: #820082 } BODY { BACKGROUND-COLOR: white } TD { FONT-SIZE: 10pt; FONT-FAMILY: tahoma }
الرئيسية | السكوت ممنوع
اطبع الصفحة 
ارسل لصديق 
اضافة تعليق
الجبل والقتل الرحيم
١٤/٩/٢٠٠٨
جبل المقطم، جبل كأي جبل، مجموعة من الصخور المتراكمة، بلا مشاعر ولا أحاسيس، جبل لا يعرف الرحمة، ولكن نقطة الاختلاف بين جبل المقطم وأي جبل آخر، أنه جبل محاط بآلاف من البيوت والعشش الصغيرة، ولكنها ليست مجرد بيوت وعشش إنها مجموعة من القصص المحزنة... داخل كل بيت من تلك البيوت وكل عشة من تلك العشش حكاية، بل حكايات مأساوية قاسية مؤلمة، بلغت من شدة قسوتها ودرجة آلامها أن انفطر لها قلب ذلك الجبل، لم يعد قلب جبل المقطم قلباً أصم كباقي الجبال، رقت مشاعره، تحركت أحاسيسه وذرف الدمع من هول هذه القصص، حتي رسمت علي صدر هذا الجبل أخاديد من كثرة بكائه.
ولم لا وجبل المقطم يعرف شخوص وأبطال هذه القصص شخصاً شخصاً وبطلاً بطلاً، صاروا أصدقاءه، يعرفهم من وقع أقدامهم الثقيلة فوق صدره، يلجأون إليه يتحدثون إليه عن معاناتهم، عن هول ما يلقونه، يشكون إليه همومهم، ويبثون إليه أوجاعهم، يشكون إليه ما يتعرضون له يومياً من جور وإهمال، وشظف العيش وفقدان الأمل في حياة أفضل يتطلعون إليها، يسمع أناتهم ونحيبهم ودعواتهم في جوف الليل أن يكشف الله عنهم هذه الغمة.. ضاق الجبل ذرعاً بما يدور حوله من أحوال البشر، وما يراه من ظلم وفساد وطغيان، ولكن ماذا يفعل هذا الجبل؟
فهو أسير هذا المكان لا يستطيع أن يبرحه، ربما لو استطاع لذهب يطلب لهم النجدة ويحاول أن يساعدهم، ولكنه أمام عجزه عن مساعدة هؤلاء البؤساء لم ير أمامه إلا أن يريحهم من الحياة!! الموت أفضل لهم من أن يحيوها بهذا الوضع، وقرر الجبل أن يرحمهم فانهار فوقهم.. علهم يستريحون من معاناتهم التي لا تنتهي، وجراحهم التي لا تلتئم، قتلهم ولكنه القتل الرحيم