السلام عليكم
الحلقة رقم 2
(2)
بدأ المهندس علىّ وعماله العمل فى ديكورات الدورالثانى للفيلا وانتقلت العائله لممارسة حياتها العاديه فى الدور الأول
ومضت ايام والعمل يسير بمعدل سريع والأب سعيد بالمهندس علىّ ونشاطه ومهارته
وفى صباح يوم صيفى حار ارتدت ساره ملابس السباحه واتجهت الى حمام السباحه فى الحديقه الخلفيه واخذت تسبح بمهاره واستمتاع كبير
وبدأ العمال يفتعلون الحجج للذهاب الى الحديقه الخلفيه بعد ان رآها بعضهم ونقلوا الخبر لزملائهم ..
لاحظ الحاج صابر المشرف ما حدث ..فذهب الى المهندس علىّ واخبره بالأمر..فظهر على وجهه الضيق الشديد ووعده ان يتصرف
اتجه علىّ مباشرة الى اللواء ابراهيم والد ساره وأخبره بالأمر وطلب منه بطريقه مهذبه ان يمنع ساره من السير بثوب السباحه وسط العمال حتى لا يتأثر العمل
ثارت ساره بشده عندما حدثها ابوها فى الأمر لكنها رضخت أخيرا مكرهه لطلبه بعد ان اقنعها ان تذهب للنادى ان ارادت ممارسة السباحه
ازداد حنقها وغضبها على هذا الدخيل المتعصب الذى اقتحم حياتها بطريقه غريبه وبدأ يحد من حريتها ويفرض اراءه ومعتقداته على من حوله
علام تنظرين؟
سألتها اختها سماح بدهشه عندما وجدتها واقفه تنظرمن الشباك بشرود لمده طويله
التفتت ساره اليها وقالت : هذا المخلوق العجيب الذى يدعى المهندس علىّ
سماح : لا اجده عجيبا على الإطلاق .. كثيرون يفكرون ويتصرفون مثله انا نفسى قابلت بعضهم فى الجامعه
تقدمت اليها ووقفت بجانبها تنظر اليه وهو يقف وسط عماله وقالت بخبث: أيعجبك؟
التفتت اليها ساره بعجب وقالت بسخريه: الا تفكرين الا فى هذه الأمور التافهه؟ الأمر بالنسبة لى هو محض فضول
لقد التقيت بكثير من المتطرفين من جميع الأجناس والملل ومنهم مسلمين واجريت عليهم دراسات وتحاورت معهم
لكنى لم اقابل رجل مثله فى حياتى..تصرفاته غريبه للغايه
لقد ساعدنى برغم انه لا يعرفنى ..وبرغم اعتراضه على ملابسى وتصرفاتى..ومع ذلك ساعدنى..واراه هنا مع العمال يعاملهم بشكل غريب ..فهو يتباسط معهم ويضاحكهم ويصلى وسطهم خلف هذا الرجل الكبير ذو اللحيه البيضاء
سماح بدهشه : اين التقيت بهؤلاء الرجال؟
ساره ببساطه : فى السجن ..عندما كنا نقوم بزيارات ميدانيه لإجراء الأبحاث وعمل الدراسات..كانت تجربه غريبه جدا
سماح بفضول : الم تخافى منهم ؟
ساره تهز كتفيها بلا مبالاه : ولم اخاف ...كان هناك الكثير من الحرس والـ....
توقفت عندما سمعت صوت هاتفها الخلوى ..تناولته بسرعه وظهر على وجهها الإهتمام عندما رأت الرقم وردت قائله:
مرحبا جيف ..لا لم انتهى بعد..اطمئن سأكون عندك فى الموعد تماما....لا ..لقد فكرت مليا فى الأمر وسأستمر فى العمل.. ووجدت ما كنت ابحث عنه انه مناسب تماما ... استطيع القيام بالأمر ..لا انه حاله فريده ..لا .لن اتراجع لقد قررت الإستمرار للنهايه..ولن يستطيع احد اقصائى عن العمل هل تفهم
أغلقت الهاتف بضيق واخذت تفرك يدها اليمنى بعصبيه ..ثم فتحت حقيبتها وتناولت كبسوله من الدواء وعادت تقترب من الشباك وتنظر الى المهندس على وهى تردد بشرود : انه حقا حاله فريده
آخر تعديل بواسطة Baskoota ، 16-09-2008 الساعة 05:31 PM
|