
26-09-2008, 08:41 PM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 36
|
|
عهد الله أولى بالوفاء عهد الله هو الأولى بالوفاء عند الكبار أصحاب النفوس الكبيرة؛ فعطايا الله كثيرة، ومِنَحُه عظيمة، ونعمه جليلة﴿وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللهِ لا تُحْصُوهَا﴾ (إبراهيم: من الآية 34)؛ فأصحاب النفوس الكبيرة هم الذين وصفهم الله تعالى بقوله ﴿الَّذِينَ يُوفُونَ بِعَهْدِ اللهِ وَلا يَنقُضُونَ الْمِيثَاقَ﴾ (الرعد: 20).
هذا هو دأبهم، وهذا هو سلوكهم؛ ذلك أن أصحاب النفوس الكبيرة والقلوب المطمئنة يعلمون أن الله صاحب الفضل الأول عليهم؛ فهو معهم في كل وقت، وقائم على نفوسهم يمدُّها بأسباب الحياة لحظةً بلحظة.
ثم حذَّر- تعالى- عبادَه من اتخاذ الأيْمان دخلاً- أي خديعةً ومكرًا- لئلا تَزلَّ قدم بعد ثبوتها: وهذا مَثَلٌ لمَن كان على الاستقامة فحاد عنها وزلَّ عن طريق الهدى؛ بسبب الأيْمان الحانثة المشتملة على الصد عن سبيل الله؛ لأن الكافر إذا رأى أن المؤمن قد عاهده ثم غدر به لم يبقَ له وثوق بالدين، فانصدَّ بسببه عن الدخول في الإسلام؛ ولهذا قال: ﴿وَتَذُوقُوا السُّوءَ بِمَا صَدَدْتُمْ عَنْ سَبِيلِ اللهِ وَلَكُمْ عَذَابٌ عَظِيمٌ﴾ (النحل: من الآية 94).
ثم قال- تعالى-: ﴿وَلا تَشْتَرُوا بِعَهْدِ اللهِ ثَمَنًا قَلِيلاً﴾ (النحل: من الآية 95) أي: لا تعتاضوا عن الأيمان بالله عَرَض الحياة الدنيا وزينتها؛ فإنها قليلة، ولو حيزت لابن آدم الدنيا بحذافيرها لكان ما عند الله هو خير له، أي: جزاء الله وثوابه خير لمَن رجاه وآمن به وطلبه، وحفظ عهده رجاء موعوده؛ ولهذا قال: ﴿إِنْ كُنتُمْ تَعْلَمُونَ* مَا عِنْدَكُمْ يَنفَدُ﴾ (النحل: من الآيتين 95، 96).
|