الموضوع: (الوفاء)
عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 26-09-2008, 08:46 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

وفاء متبادل في الحياة الزوجية
البيت المسلم الذي يسكنه الكبار بيت تحيط أكنافَه جوٌّ من البهجة والسعادة والسرور؛ يعرف الزوج واجباته فيقوم بها أفضل قيام، وتعرف الزوجة واجباتها فتؤديها أحسن ما يكون الأداء.

وفي البيت المسلم الذي يعيش فيه الكبار يسعى كل طرف إلى الوفاء باحتياجات الآخر، لا ينتظر حتى يُطلب منه، بل هناك سباق محمود في أن يُرضيَ كل طرف الآخر.

الكبار ينظرون إلى الزواج على أنه رباط مقدَّس، وأن الأصل في هذا الرباط هو الاستقرار والاستمرار ﴿وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا﴾ (لنساء: من الآية 19).

والكبار لا يتسرَّعون في فض عرى الزوجية متى حدث الخلاف، بل يحرصون على رأب الصدع ولَمِّ الشمل، ويستجيبون للنصح من أجل ذلك ﴿وَإِنْ خِفْتُمْ شِقَاقَ بَيْنِهِمَا فَابْعَثُوا حَكَمًا مِنْ أَهْلِهِ وَحَكَمًا مِنْ أَهْلِهَا إِنْ يُرِيدَا إِصْلاحًا يُوَفِّقْ اللَّهُ بَيْنَهُمَا إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا خَبِيرًا﴾ (النساء: 35).

الكبار في حياتهم الزوجية ليس لديهم دفاتر قديمة، يُسجِّلون فيها حقوقهم الضائعة ليخرجوها متى حدث الخلاف ليُسجِّل بذلك موقف يُحسب له ويزيده قوةً في حُجَّته.

الكبار يفهمون الزواج فهمًا حقيقيًّا؛ فهو ليس عقد انتفاع بجسد أو امتلاك بضع بثمن، بل الزواج يعني عندهم المودة والسكن، والسعادة والبهجة، البناء والتعمير.

والكُبريات من الزوجات يعرفن قدْر أزواجهم ومكانتهم، فهن يُطعن أزواجهن في كل ما يُطلَب ما لم يُؤمرن بمعصية، قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لو كنت آمراً أحدًا أن يسجد لأحد لأمرت المرأة أن تسجد لزوجها" .

وكذلك الزوج؛ يعمل بوصية سيد الأنبياء- صلى الله عليه وسلم- "استوصوا بالنساء" وقوله: "خيركم خيركم لأهله" .

الكبار هم الذين لا يُشعرون زوجاتهم أو أزواجهن بمهانة، بل التعزيز والتكريم، والثناء المتبادل.
الكبار هم الذين يستمعون لزوجاتهم أو أزواجهن عندما يكون لدى أحدهما مشكلة، بل ويُساعدان بعضهما البعض بالرأي والمشورة في جوٍّ من الألفة والسعادة.


الكبار ليس بينهم الذي يتخوَّن أهله ويرتاب فيهم، أو يتتبع عوراتهم "نهى النبي صلى الله عليه وسلم أن يطرق الرجل أهله ليلاً يتخوَّنهم أو يلتمس عثراتهم" .



الكبار ليس بينهم الرجل العنتري الذي تبنَّى العنف وسيلةً للإقناع، واتخذ "التكشيرة" سمتًا داخل البيت، وجعل منها رمزًا لرجولته وقوامته داخل المنزل، فيكون فرحًا بشوشًا خارج المنزل، عابسَ الوجه كئيبَ الطبع داخله.
__________________