
26-09-2008, 08:49 PM
|
 |
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
|
|
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 37
|
|
مع الأهل وذوي الرحم الكبار لا ينسون أهليهم وذوي أرحامهم، ولا يقتصر الوفاء عندهم عند مجموعة مُحدَّدة دون غيرها؛ فالوفاء عندهم كلٌّ لا يتجزَّأ؛ فمع وفائهم مع والديهم وأصدقائهم وأعدائهم فهم لا ينسون أبدًا الوفاء لأهليهم وذوي أرحامهم، فيشملونهم جميعًا بالبِرِّ لهم والإحسان إليهم.
فالكبار قد استقرَّ في وجدانهم ومشاعرهم أهمية ومنزلة ذوي القربى، والذين استمدوا هذه المنزلة الكريمة من التوجيهات القرآنية التي انطلقت لتوصي بهم وتأمر بالإحسان إليهم، كما أوصت بالوالدين قال تعالى: ﴿وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَانًا وَبِذِي الْقُرْبَى وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَالْمَسَاكِينِ وَالْجَارِ ذِي الْقُرْبَى وَالْجَارِ الْجُنُبِ وَالصَّاحِبِ بِالْجَنْبِ وَابْنِ السَّبِيلِ﴾ (النساء: من الآية 36).
الكبار يعتبرون وفاءهم لأقربائهم واجبًا عليهم لا اختيار لهم فيه؛ إذ إن ذلك جاء منصوصًا عليه في كتاب الله: ﴿وَآتِ ذَا الْقُرْبَى حَقَّهُ وَالْمِسْكِينَ وَابْنَ السَّبِيلِ وَلا تُبَذِّرْ تَبْذِيرًا﴾ (الإسراء: 26).
الكبار مشاعرهم حية، وقلوبهم يقظة، وعقولهم متفتحة؛ تهزُّهم مثل هذا النداءات الإيمانية، فتلهب الحماسة في قلوبهم، فيكونون أكثر من غيرهم استجابةً لها وعملاً على تنفيذها.
والكبار أحاسيسهم مرهفةً؛ لأنهم يتطلَّعون إلى رضوان الله، فتهتز قلوبهم من الأعماق اهتزازًا من التحذيرات التي جاءت على لسان رسول الله- صلى الله عليه وسلم- من قطيعة الرحم وهجر الأقارب.
جاء في الحديث عن أبي هريرة رضي الله عنه أنه سمع النبي- صلى الله عليه وسلم- يقول: "إن أعمال بني آدم تُعرض على الله- تبارك وتعالى- عشية كل يوم خميس ليلة الجمعة، فلا يُقبل عمل قاطع رحم" ، وقال رسول الله- صلى الله عليه وسلم-: "لا يدخل الجنة قاطع رحم" .
إن الكبار متى سمعوا هذا التحذيرات النبوية انتفضوا وقاموا مسرعين لمراجعة أنفسهم والوفاء لذوي القربى بحقوقهم والعمل على أدائها قبل فوات الأوان.
أما الصغار قاطعو رحمهم، فقلوبهم قد تحجَّرت فلم تعد لهم عقول يفكرون بها، أو آذان يسمعون بها كل هذا النداءات الإلهية والتوجيهات النبوية، وكأنها قد صُمَّت، فهجروا أهل القرابة وقطعوا الصلة بهم إن لم يكونوا قد ظلموهم أو نالوا من حقوقهم، فأخذوا منها بغير حق.
|