التغذية الراجعة مفهومها و أهميتها</strong>
التغذية الراجعة مفهومها و أهميتها
يؤكد عدد من التربويين على أهمية إعلام المتعلمين بالنتائج التييحققونها في الاختبارات وفي جميع التعيينات والواجبات التي يتم تكليفهم بعملها داخلالمدرسة وخارجها سواء كانت هذه النتائج صحيحة أو خطأ إيجابية أم سلبية وهذا هوالمقصود بالتغذية الراجعة .
فالتغذية الراجعة هي عبارة عن إتاحة الفرصة للمتعلمليعرف ما إذا كان جوابه عن السؤال المطروح أو المشكلة المطلوب منه معالجتها صحيحاًأو خاطئاً ، بل يتعدى بعض الباحثين ليؤكد أن التغذية الراجعة لا تقتصر على إعلامالمتعلم بنتيجة تعلمه ، بل على المعلم أن يبين للمتعلم مدى الصحة في جوابه ومدىالخطأ إلى أي حد كان جوابه صحيحاً أو خاطئاً ؛ وبمعنى آخر إلى أي مستوى كان جوابهدقيقاً وصحيحاً ولماذا كان كذلك ، وأن يعلمه أياً من الأهداف السلوكية التي نجح فيتعلمها وأياً منها ما يزال يتعثر في تعلمها ، ثم أين كان موقعه من تحقيق الهدفالكلي النهائي المرغوب فيه .
والتغذية الراجعة غالبا ًما ترافق الممارسةوالتدريب ، وقد تأتي بعد تطبيق الاختبارات اليومية أو الشهرية ، وقد تأتي بعد تطبيقالاختبارات النهائية .
وتعتبر التغذية الراجعة أهم ثمار عمليات التقويم ،وخصوصاً التقويم التكويني ( البنائي ) حيث يتم من خلالها تزويد المتعلم بمعلوماتتفصيلية عن طبيعة تعلمه ، وتشير المصادر العلمية إلى أن الدور الذي تلعبه التغذيةالراجعة في التعليم ينطلق من مبادئ النظريات الارتباطية والسلوكية التي تؤكد علىحقيقة
أن الفرد يقوم بتغيير سلوكه عندما يعرف نتائج سلوكه السابق ، كما تؤكد تلكالنظريات على الدور ألتعزيزي للتغذية الراجعة ،
وأنها تعمل على استثارة دافعيةالمتعلم ، وتوجيه طاقاته نحو التعلم ، كما أنها تسهم في تثبيت المعلومات وترسيخهاوبالتالي تساعد على رفع مستوى الأداء في المهمات التعليمية اللاحقة مثل اختباراتالتحصيل
.
وقد كان مصطلح التغذية الراجعة يستخدم في العلوم التطبيقية والهندسيةثم انتقل استعمال هذا المصطلح إلى ميادين التربية وعلم النفس بدلاً من الاصطلاحالذي كان شائعاً وهو "معرفة النتائج " نظراً لكون معرفة النتائج لا تعني بالضرورةاستفادة الفرد منها في تعديل سلوكه وتوجيهه الوجهة الصحيحة ،لذا فإن مفهوم التغذيةالراجعة يعد أكثر شمولاً حيث أنه يعني بالإضافة إلى معرفة النتائج أموراً أساسيةأخرى أهمها استخدام هذه المعرفة في إجراء التحسينات المطلوبة .
ويمكن تلخيصأهمية استخدام التغذية الراجعة في عمليةالتعلم في النقاط الآتية :
1- تعملالتغذية الراجعة على إعلام المتعلم بنتيجة تعلمه ، مما يقلل القلق والتوتر الذي قديعتري المتعلم في حالة عدم معرفته نتائج تعلمه.
2- تعزز المتعلم وتشجعه علىالاستمرار في عملية التعلم وبخاصة عندما يعرف بأن إجابته عن السؤال كانت صحيحة .
3- إن معرفة المتعلم بأن إجابة كانت خطأ ، وما السبب لهذه الإجابة الخطأ ،يجعله يقتنع بأن ما حصل عليه من نتيجة أو علامة كان هو المسئول عنها ، ومن ثم عليهمضاعفة جهده ودراسته في المرات القادمة.
4- إن تصحيح إجابة المتعلم الخطأ منشأنها أن تضعف الارتباطات الخطأ التي حدثت في ذاكرته بين الأسئلة والإجابة الخطأ ،وإحلال ارتباطات صحيحة محلها.
5- إن استخدام التغذية الراجعة من شأنها أن تنشطعملية التعلم ، وتزيد من مستوى الدافعية للتعلم .
6- تعرف عملية التغذية الراجعةأين يقف من الهدف المنشود ، وما إذ1 كان يحتاج إلى وقت طويل لتحقيقه ، أم أنه قريبمنه .
7- تعرف المتعلم أين هو من الأهداف السلوكية التي حققها غيره من رفاق صفه، والتي لم يحققوها بعد .
8- تعمل التغذية الراجعة بما تزوده للمتعلم من معلوماتإضافية ومراجع مختلفة ، على تقوية عملية التعلم ، وتدعيمها وإثرائها .
مفهومالتغذية الراجعة :
انطلاقاً من أهمية التغذية الراجعة في العملية التعليمية قامبعض الباحثين من ذوي الاختصاص في مجال البحث التربوي بتحديد مفهومها ، فيراهانشواتي بأنها " المعلومات التي يتلقاها المتعلم بعد الأداء بحيث تمكنه من معرفة مدىصحة إجابته للمهمة التعليمية " ويحددها سيد صوالحه بأنها " عملية تزويد المتعلمبمعلومات حول استجاباته ، بشكل منظم ومستمر ، من أجل مساعدته في تعديل الاستجاباتالتي تكون بحاجة إلى التعديل وتثبيت الاستجابات التي تكون صحيحة "
فتزويدالمتعلم بمستوى أدائه بهدف مساعدته على تصحيح إجاباته الخاطئة وتثبيت إجاباتهالصحيحة هو التغذية الراجعة ، والتي تأخذ أشكالاً وأنواعاً عديدة ، وأنماطاًوأساليب مختلفة .
أنواع التغذية الراجعة :
تتخذ التغذية الراجعة أنماطاًمختلفة وصوراً متعددة حسب نوعية التقسيم فيها . ومن الأنماط الشائعة للتغذيةالراجعة بناءًً على مصدرها التغذية الراجعة الداخليةوالخارجية ويقصد بالداخليةالمعلومات التي يشتقها الفرد من خبراته وأفعاله على نحو مباشر ( شعور المتعلمباستجابته ) ، أما الخارجية فيقصد بها المعلومات التي يقوم بها المعلم أو المدرب أوأي وسيلة أخرى خارجية
.
ومن الباحثين من يقسمها حسب الزمن إلى فئتين هما :
1- التغذية الراجعة الفورية : وهي التي تتصل بالسلوك الملاحظ وتعقبه مباشرة وتزوّدالطرف الآخر بالمعلومات أو التوجيهات والإرشادات اللازمة لتعزيز السلوك .
2- التغذية الراجعة المؤجلة : وهي تلك التي تعطى للمتعلم بعد مرور فترة من الزمن علىاستكمال العمل ، أو الأداء وقد تطول هذه الفترة أو تقصر بحسب الظروف ، ومقتضى الحال .
وقد ميزت رمزية الغريب بين ثلاثة أنماط للتغذية الراجعة هي :
1- التغذيةالراجعة الحسية التي تمد الفرد بمعرفة من الداخل عن طريق الحواس .
2- التغذيةالراجعة الخاصة بمعرفة الفرد قدراً من المعلومات التي تساعده على إدراك أفضلللمواقف .
3- التغذية الراجعة المتصلة بتزويد الفرد بمعلومات عن نتائج أدائهالسابق ومدى التقدم والنجاح فيه .
وحدد سيد صوالحه أربعة من أشكال التغذيةالراجعة :
1- التغذية الراجعة الإعلامية وتتمثل في إعطاء المتعلم معلومات حولدقة إجابته .
2- التغذية الراجعة التصحيحية ويتم من خلالها تزويد المتعلمبمعلومات حول دقة إجابته مع تصحيح الإجابات الخاطئة .
3- التغذية الراجعةالتفسيرية ، وتتضمن تزويد المتعلم بالمعلومات الضرورية حول مدى صحة إجابته ،وتصحيحالإجابات الخاطئة ، بالإضافة إلى شرح وتوضيح أسباب الخطأ
4- التغذية الراجعةالتعزيزية ، وتتمثل في إعطاء المتعلم معلومات حول دقة إجابته ، وتصحيح الإجاباتالخاطئة ، ومناقشة أسباب الخطأ بالإضافة إلى تزويده بعبارات تعزيزيه .
وقد فرّقأبانمي في دراسته بين ثلاثة من أشكال التغذية الراجعة وهي :
1- تغذية راجعةتتمثل في معرفة النتائج متبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحة والخاطئة .
2- تغذيةراجعة تتمثل في معرفة النتائج متبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحة والخاطئة ، وتصحيحالإجابات الخاطئة .
2- تغذية راجعة تتمثل في معرفة النتائج متبوعة بمعرفةالإجابات الصحيحة والخاطئة ، وتصحيح الإجابات الخاطئة ، ومناقشة الإجابات الصحيحةوالخاطئة .
ويتضح من خلال استعراض بعض أشكال التغذية الراجعة تعدد تلك الأشكالوالأنماط فهل للتغذية الراجعة بأشكالها المختلفة فاعلية في تحصيل الطلبة الدراسي؟
لقد أثبتت الدراسات التجريبية ومنها دراسة ( أبانمي ) المشار إليها سابقاًوجود فروق ذات دلالة إحصائية بين متوسط درجات تحصيل الطلبة الذين لا يتلقون تغذيةراجعة ، ومتوسط درجات نظرائهم ممن يتلقون التغذية الراجعة بأشكالها المختلفة لصالحالذين يتلقون التغذية الراجعة ،
وكذلك أثبتت الدراسة تفوق المجموعة التي تتلقىالتغذية الراجعة المتمثلة في معرفة النتائج متبوعة بمعرفة الإجابات الصحيحةوالخاطئة ، وتصحيح الإجابات الخاطئة ، ومناقشة الإجابات الصحيحة والخاطئة على بقيةأشكال التغذية الراجعة
.
ومن هنا يتبين لنا ضرورة استخدام أشكال متعددة منالتغذية الراجعة في عملية التعليم بمختلف مراحله من أجل رفع مستوى التحصيل الدراسيلدى الطلبة بوقت أقصر وجهد أقل ، وكذلك ضرورة تدريب المعلمين من خلال الدورات علىهذه الطريقة من أجل الوصول إلى أعلى المستويات في عملية التعليم .