عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 08-10-2008, 09:23 PM
الصورة الرمزية M.TAHER
M.TAHER M.TAHER غير متواجد حالياً
طالب جامعي (صيدلة المنصورة)
 
تاريخ التسجيل: Apr 2008
العمر: 33
المشاركات: 474
معدل تقييم المستوى: 18
M.TAHER is on a distinguished road
افتراضي

الــدور الخامس ..

ها قد وصلت إلى الدور الخامس بعد تخبط فى الظلام فى تلك العمارة
رديئة الباطن ...



جلس يحتسى كوباً من الشاى مع صديقه المقرّب .. يحدثه بحماسٍ قوى .. " كيف تبدأ بمثل تلك الوظيفة البسيطة يا رجل؟! " .. " هل نسيت ما نحمله من شهادات جامعية؟! " .. " يجب أن نبدأ على قدر شهاداتنا " .. " لا يمكن أن أفعل مثلك أبداً .. وأبدأ بعمل بسيط كهذا!" .. " أشرَفٌ لى أن أجلس بمنزلنا ولا أعمل بعيداً عن تخصصى .. أو فى عمل لا يليق بشهادتى الجامعية! .. ".

وبعد عامٍ كررت الزيارة .. وقد أمسك بسماعة الهاتف يحادث نفس الصديق بصوت فقد حماسته .. " مبارك عليك الترقية صديقى والنقلة المميزة فى عملك .. " .. " نعم فأنت تعلم .. ما زلت أبحث عن وظيفة جيدة تليق بشهادتى الجامعية .. "
ثم وضع الهاتف جانباً .. وبدأ فى إكمال ..
نفس كوب الشاى ..!




الــدور السادس ..

سلمٌ مرهق بالفعل .. تحملته بأتربته الخانقة حتى وصلت إلى الدور التالى .. وبابٌ فُتح على مصراعيه ...



تعجبت كثيراً وأنا أنظر إليها وقد وقفت أمام مرآتها تضبط حجابها وعلى شفتيها ابتسامة راحة - بعد اقتناع تام- أن الحجاب فرضٌ عليها لا اختيار .. وعندما انتهت من ضبطه مدت يديها لضبط " البادى الأحمر " و " البنطلون الجينز الأزرق " ... لينتهى الأمر بنثر عطرها النفاذ والذى ملأ جنبات غرفتها ..!

ومر عامٌ وكررت زيارتى .. وقد جلست ساكنتنا على سريرها أمام صديقتها تتحدث إليها قائلة .. طبعاً مقتنعة إنه فرض عليَّا .. بس تعبت بجد .. كل لما اظبط " الأوصَّة " الحجاب يغطيها .... لكن إن شاء الله أنا نويت "والنية لله" إنى بليل هصلى صلاة استخارة وأشوف هكمل لبس الحجاب على طول
" ولا فى رمضان كفاية ؟!! " ...




الــدور السابع ..

استكملت صعودى .. للبحث عن ساكن جديد .. ووهــمٍ جديد ...



جلس خلف شاشة حاسوبه .. وقد بدأ فى خط مشاركته بالمنتدى العريق الذى أصبح به مشرفاً نتيجة مجهوداته الضخمة وموضوعاته التى لا تعد ولا تحصى!
كانت المشاركة عبارة عن تحذير قوى اللهجة لأحد الاعضاء المخطئين .. " أيها العضو أليل الأدب .. لو كنت لا تعرف ازاى ترد فى منتدى كبير ومحترم زى دا .. يبئا متجيش تانى .. أو هحذفك من المنتدى حذف!! " .. وبعدها رنّ هاتفه المحمول ورد على أحد أصدقائه .. " لا مش هينفع آجى أذاكر معاكوا انهاردة .. فى مسابقة جامدة فى المنتدى ولازم أشرف عليها بنفسى .. أصل أنا مهم أوى فى المنتدى إنت مش فاهم يابنى ..! "

وعام وكررت الزيارة .. ومشرفنا العزيز يخط بأصابعه على الكيبورد الخاص به رداً على مشاركات التهنئة له بالترقية الجديدة .. " يا جماعة ربنا يخليكوا النجاح الباهر دا عشانكوا إنتوا مش عشان حد تانى .. "
ورن هاتفه المحمول .. وتغيرت الإبتسامة على وجهه .. وصوت مكتوم من بين شفتيه خرج " سقطت فى الكلية .. مش ممكن .. ليه بس .. ليه .. ليه ...!"




الــدور الثامن ..

ها قد اقتربت من الدور الثامن وقد أُرهقت من هذا السلم العتيق .. وها هو باب ساكننا الجديد ...



جلس أمام تلفازه " الفلات 29 بوصة " .. وقد انهمرت دموعه متأثراً بما يراه أمامه فى كليب " الحلم العربى " ولا يكاد مصدقاً عينيه! .. "أى وحشية تلك؟!" .. "أى جريمة يقترفونها؟!" .. " تباً لهم ولمن معهم!" ..
وعندها نهض إلى اللابتوب الخاص به .. وارتشف من " كانز البيبسى " رشفة تهدأ من روعه .. ثم انطلقت أصابعه فى كل المنتديات أن " قاطعوهم بكل ما أوتيتم من قوة " ..
وبعد قليل عاد إلى التلفاز من جديد وقد انتهى كليب " الحلم العربى" .. وبدأ كليب جديد " قرب نص نص " .. واستكمل ارتشاف " كانزه المفضل " .. مع قطعة من البيتزا الساخنة .. مع ابتسامة ارتياح أنه فعــل ما يجــب فــعله!

وبعد عام كررت الزيارة .. لأجد ساكننا يزرف الدموع زرفاً أمام كليب آخر مؤثر " الضمير العربى " .. لينهض من جديد يدق بعنف من جديد على أزرار لابتوبه الجديد " قاطعووووووووهم " .. إلى أن قاطعه صوت كليبه المفضل الجديد للمطرب " الروش " الجديد ..
عاد عندها إلى تلفازه وبدأ فى ارتشاف " باقى كانزه " .. مؤمناً فى داخله أنه سيقوم بعد الكليب مباشرة ليستكمل ...
" حملة المقاطعة ..! "




الــدور التاسع ..

استكملت صعودى نحو الدور التالى وقد أنهكنى الصعود الذى يبدو وكأن لا نهاية له أو لتلك العمارة الغريبة ...



وصلت إلى الدور التاسع لأجد باباً معتم اللون مغلقاً على من بداخله .. وعندها اخترقته كما يخترق الضوء الزجاج .. باحثاً عن سكانوا ذاك المكان ..
غرفة معتمة لا ضوء فيها سوى القليل .. اقتربت أكثر وأكثر لاعرف ما يفعل ساكننا او ساكنتنا .. اقتربت ثم اقتربت .. وعندها كانت المفاجأة بالنسبة لى! ..
لم ادرى أننى سأرى ذلك الوهم يوماً وجهاً لوجه ..!

وهنا .. جلست على درجات السلم وتوقفت عن الصعود .. آملاً أن تجدوا زائراً جديداً .. يستكمل معكم رحلتكم فى ...




عِـــمارةُ الأوهام ...!
__________________