عرض مشاركة واحدة
  #6  
قديم 11-10-2008, 11:19 PM
الصورة الرمزية أحمد حافظ جلال
أحمد حافظ جلال أحمد حافظ جلال غير متواجد حالياً
مدرس اللغة العربية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2007
المشاركات: 1,646
معدل تقييم المستوى: 0
أحمد حافظ جلال is an unknown quantity at this point
افتراضي

2) الترتيب المنطقي للمادة الدراسية :

هذا الترتيب للمادة الدراسية في ذهن المعلم أمر لا غنى عنه للإدارة الصفية الناجحة ، وعلى المعلم أن يتذكر دوماً أن عليه أن يرتب المادة ترتيباً منطقياً من السهل إلى الصعب ، وأن يستفيد من خبرات التلاميذ ومعارفهم فيبدأ بما يعرفون لينتقل إلى ما لا يعرفون ، هذا الترتيب ضروري ليس ليلقيه أو يمليه على الطلاب بل ليساعدهم على التوصل إلى المعرفة وترتيبها وربط جزئياتها ببعضها البعض .

أما إذا كان المعلم ينتقل من نقطة لأخرى ومن نشاط لآخر دون ترتيب ، فإنه يُفْقِد الصف حيويته ويُضْعِف إدارته للصف إلى حد بعيد جداً ونتيجة هذه الظاهرة معروفة للجميع .

3) دور المعلم :


معظم معلمينا يستأثرون ويسيطرون على معظم زمن الحصة ولا يتركون إلا لعدد قليل من الطلبة دوراً صغيراً لا يكاد يُذكر ، وهذا نابع من فكرة خاطئة مفادُها أن الطلاب لا يعرفون ويخلطون وبذلك يضيع وقت الحصة دون فائدة ، وهذا الكلام صحيح مع معلم قليل الخبرة ولا يعرف كيف يدير صفه ، أما إذا كان المعلم عكس ذلك فيستطيع أن يحقق تعلماً يزيد عما يتوقعه إذا قَصُرَ دوره على التوجيه والإرشاد وجعل طلبته ينغمسون في العمل .

ويمكن أن نلخص كل ما سبق بعبارة قصيرة هي يكون فهم الطلاب ضعيفاً ومحدوداً كلما استأثر المعلم بالجزء الأكبر من زمن الحصة والعكس بالعكس .

4) المحاضرة :

يعتقد الكثير من المعلمين في هذه الأيام أن الشروحات التي يقومون بها وإلقاء الموضوعات على الطلاب بطريقة المحاضرة يجب أن تؤدي إلى التعلم ، ويستغربون حينما يجدون عند تقويم تعلم التلاميذ أنهم لم يحققوا شيئاً ، والواقع أنه لا داعي للاستغراب ، فالمثل يقول "كما تزرع تحصد" والمعلم يكون هنا قد زرع بذوراً تالفة أو مريضة فكانت النتيجة أن الناتج كان ضعيفاً . فأين يكمن ضعف هذه الطريقة .

أن أسلوب المحاضرة لا يصلح للتدريس لزمن يزيد على عشر دقائق (هذا مع المبالغة) ، ويجب أن يكون المحاضر لبقاً وقادراً على جذب انتباه من يحاضر فيهم بالتنويع في طريقة السرد وإدخال بعض اللحظات الفكهة ، وقلما تجد هذا الأسلوب عند معلمينا ، كما أنهم قد يخافون من ردة فعل طلابهم لو حاولوا إدخال بعض الظرف على الدرس وتقليل الجدية فيه .

لأجل أن يكون أسلوب المحاضرة شيِّقاً ويؤدي إلى بعض النتائج المرغوبة ، على المعلم أن يحافظ على وحدة الموضوع والربط بين أجزائه ، وكذلك ربطه بالموضوعات الأخرى ذات العلاقة . وعليه أيضاً أن ينوع في طريقة الإلقاء بتغيير نبرات صوته ، وأن يستعمل مع المحاضرة أساليب تدريس أخرى كالمناقشة وغيرها ، أما إذا لم يكن قادراً على مراعاة كل هذا فعليه أن يتخلى عن أسلوب المحاضرة ويلجأ إلى أساليب أخرى أكثر جاذبية وتشويقاً ، وهي الأساليب التي تركز على إعطاء الدور الأكبر لمجموع الصف وتقصر دوره على التوجيه والإرشاد .

- كيف يمكن للمعلم أن يستخدم أسلوب المحاضرة .

لنفترض أننا في حصة مدتها (40) دقيقة ، يمكن للمعلم أن يتصرف كما يلي :

أ- يمهد للموضوع بمحاضرة بأسلوب شيق ومثير ولا يزيد هذا التمهيد عن ثلاث دقائق بأي حال .

ب- بعد ذلك يفتح نقاشاً أو يجرب عملياً أو يعطي نشاطاً كتابياً أو يطرح مشكلة للبحث وذلك حسب موضوع الحصة .

جـ- يمكن أن يعود للمحاضرة بعد ذلك لتوضيح نقطة صعبة أو إعطاء بعض المساعدة (التي ظهر له بأنها ضرورية حتى

يستمر تعلم التلاميذ) ولكن أيضاً كما ذكرنا في ( أ ) أعلاه .

د- يمكن أن يختم الحصة بأسلوب المحاضرة أيضاً لإعطاء ملخص مترابط وطرح بعض المشكلات الجديدة التي تزيد من فهم الطلاب للموضوع وربما تهيؤهم لموضوعات ذات صلة ستكون من موضوعات التعليم في حصص قادمة .



وخلاصة القول يجب على المعلمين أن يقصروا استخدام أسلوب المحاضرة في أدنى الحدود في جميع مراحل الدراسة ، وأن يعتمدوا طرائق أخرى تتيح مجالات التفاعل بين المعلم وتلاميذه .
__________________
تهانينا لقد تم تحميل السرطان بنجاح