تلك القصيدة بها روح فلسفية عالية الحس .. فالكاتب إما يريد أن يقتل شعور الانتقام بداخله .. لأنه يرى أن عذاب من يريد الانتقام به بالتسامح أشد من عذابه بالانتقام ..
وتلك نظرة فلسفية بعيدة المدى .. والسؤال الآن هل يجدي ذلك السلوك المتسامح مع أناس فقدوا صفة الإنسانية ؟
هل كل الناس بالفعل .. يجدي معه ذلك السلوك ...
يقول أمير الشعراء شوقي ..
والشر إن تلقه بالخير ضقت به ذرعاً
وإن تلقه بالشر ينحسم
ولكن الله عز وجل يقول "ادفع بالتي هي أحسن فإذا الذي بينك وبينه عداوة كأنه ولي حميم"
ودفع الشر بالخير والتسامح سلوك قويم صعب التنفيذ ولذلك قال الله عز وجل "وما يلقاها إلا الذين صبروا وما يلقاها إلا ذو حظ عظيم"
ومن صفات المتقين قال تعالى" الكاظيمن الغيظ والعافين عن الناس"
ولكن هذا يختلف مع رؤية الكاتب هتا ، فالكاتب يسامح لينتقم ، لا يسامح ليتحول عدوه لولي حميم وصديق مخلص .. فهل حدث ذلك وتحول عدوه لولي حميم فهل سيحزن الكاتب ؟ أم أنه يريد الانتقام لأحل الانتقام .. ؟
هذا سؤال .. ولا حاجة لإجابة عنه .. هو مجرد وجهة نظر ويبقى المعنى دائماً داخل الشاعر مختبئاً إن أردا أن يفصح عنه أفصح وإن لم يرد فلا لوم عليه .. وشكراً
|