* فــ ـــراق *
تجربة أليمة قاسية تفرض نفسها علىّ من وقتٍ لآخر ...
تكرر نفس شعورى الآن مرات ومرات ،،
ولكن كل مرة أشد من سابقتها ....
أتمنى أن يكون هذا الفراق هو الأخير فى حياتى ،،
ما عدت أحتمل مثله ...
نفارقهم رغما عنا فيقول القلب وداعا للأبد ...
منذ ما يقارب الثمانية أشهر قلت مثل هذا الكلام ،،
ولكنى لم أتخيل لحظة أن تتكرر التجربة فى وقت قصير كهذا ....
أدركت أنى لست ممن يتعلمون من أخطائهم ،،
ولكنى حالى اليوم يختلف عن حال الأمس ...
كلاهما فراق رغما عنى ،،
ولكن الأول يحمل معنى الاستحالة ،،
والثانى يحمل معنى الاستبعاد ....
كلامٌ مبهم غامض ....
مثل تلك المشاعر الغامضة التى تختلج داخل صدرى ....
ذاك كان حلما ...
نعم ،، حلم مات قبل أن يولد ..
لم أقتله بيدى ،، ولكنى صرت أداة لتحقيق ذلك ...
أيامٌ تمر كأسراب الحمام ،،
تمضى كما يمضى الغمام .....
أحيانا يكون الصمت أبلغ من الكلام ،،
ولكن هذا لمن يفهم تلك اللغة الصامتة ....
يكفى أنى كنت أشعر بما فى صدورهم دون أن ينطقوا بحرف ،،،
ولكنى لم أجد من يشعر بى هكذا إلا قلة قليلة من أقرب الصديقات ...
أو ربما كانوا يشعرون دون أن أدرى ...
أعلم جيدا أنهم لم يضيعوا الأمانة ،،
وأنا أيضا لم أفعل ،،،
ولكن الزمان له احتكام ....
هناك ممن نفارقهم أشخاص ننزع من بين حلقاتهم ،،
يُحجبون عن العيون ، ولكن يظلون فى جفوننا ينامون ،،،
سنراهم فى البسمات والنسمات ، فى بدر التمام
سنراهم صوت بلابلٍ وشذاً يفوح به الخزام ...
ربما كان ذلك هو الخير للجميع ،،
فمن أسلم زمام أمره لله ، عليه أن يثق بأن الله سيقدر له الخير حيث كان ....
لا أجد من الكلمات ما يناسب موقف كهذا ...
كان حلما عاطرا ،،
يا ليتنا دمنا نيام ...
لازلت غير متفهمة لما يحدث ، أو لما سيحدث ..
ولكنى أعلم جيدا أن هذا هو الخير ...
نعم ، إنها عودة ...
عودة لحياةٍ أنقى ..
عودة لعالمٍ أصفى ....
عودة لم أسعَ إليها بنفسى ...
ولكن القدر فرضها علىّ .......
سأظل على العهد الذى قطعته مع نفسى وبين ربى ...
سأظل على العهد الذى قطعته مع من يسكنون فى القلوب ....
سنبقى مثلما كنا ،،
فياليتهم يتذكرون يوما ...................
فجرا لم يكتمل بزوغه ،،
نثق جميعا باقتراب إشراقه وسطوع نوره ...
.............................. ............................