اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة نجم المشاعر
أ/ بندق . . الحبيب .. مطلوب لنقد قصيدة كابتن عز (قانون الجاذبية) فليتفضل ..
|
لم تسعنى سعادتى عندما رأيت انى أول من يتنقد فى هذا المضمار و لعل البداية بى شرف لا أستحقه
و هناك من يفوقنى نقدهم و تحليلاتهم و لكن أستاذنا أستاذ أحمد قرر منح هذا الشرف لى و أنا أشكره على ذلك
الحقيقة هى أننى كما ذكرت سابقا لست على القدر الكافى لانتقاد مثل هؤلاء العظام فى المجال الشعرى
نعم نحن اليوم أمام أحد العبقريات الشعرية الموجودة فى المنتدى ..... و لا أجامل أحدا حين أقول أننى كلما قرأت
لكابتن / عز أحسست نفس ما أحسه عندما أقرأ لنزار قبانى أحسست عبقرية الصور و دفء المشاعر و انتقاء اللفظ
أحسست حقا بالكيان الشعرى الجمالى المستقل لكل قصيدة على حدة
تمثل كل قصيدة من قصائد كابتن عز عالما نسجه و حاكه و رسمه و زينه و سكنه و لأنه يحبنا يدعونا دوما لزيارته
سأرى القصيدة - لا انتقدها - من منظور القارئ المستشعر للكلمات و من منظور المتذوق لجمالها الغير محدود
عنوان القصيدة رأيته كما قولت كأننى أرى عنوان قصيدة لنزار قبانى بنفس ما يحمله العنوان من غموض و إثارة و جمال
كعنوان "التناقضات " ... " التحديات " بل إننى رأيت عنوان القصيدة أجمل و أعمق و أبلغ
الحقيقة دعونى أؤكد على شئ اننى عندما قرأت القصيدة قد استنبطت منها التجربة الشعرية
و رأيت الشاعر يمدح مصر .. أم الدنيا .. و ملكة الشرق ... و أرض الكنانة .... و البلد القرآنية
الجمال فى القصيدة هو ارتباطها بالكيان فالشاعر هنا ربط كل مظاهر الحضارة و الوجود بمصر ممثلا مصر
بالفتاة الجميلة ذات العيون القاتلة التى فيها يتنافس المتنافسون
محاولا أن يصور لنا مدى جمالها و تأثيرها فهى التى صنعت بهذا التأثير كل هذه النقلات التاريخية
و استطرد الشاعر فى تحديد و تسمية هذه النقلات
فربط سريان المياة فى النيل بعيونها فلولا عينيها ما سرت به المياه
و لعلنا ندرك مدى الجمال فى سريان مياه النيل فهى ترمز
للحياة و الهدوء و الانسيابية و الصفاء و النقاء فإذا كانت عيون تلك الفتاة ( مصر ) قد تسببت فى كل هذا
فما بالك بالعيون نفسها .. !
و بعدها قال ان لو لا العيون ما عرف الشاعرية .. و الشاعرية ليست كلمة دخيلة على الألفاظ
و ليست كلمة غريبة على الصورة فسريان مياه النيل بالطبع يبعث الشاعرية
فأشار إلى معرفته الشاعرية من عيونها
التى لولاها ما جرت مياه النيل
و يعود ليؤكد على تأثير و قوة تأثير مصر و التنافس فيها و لها و لأجلها فيعيد علينا للتأكيد " لولا عيونك "
و ربط ربطا آخرا و هو قيام الحضارات بكل معالمها و نواحيها و كأن عيون الفتاة - مصر -
هى الملهم التى الهمت هؤلاء الذين أقاموا الحضارات بلا استثناء
و هى مصدر القوة و العزة و الرفعة و السمو لكل الحضارات
" ولو أنى رأيتها بها قصور فى الوزن و عدم تناغم فى تسلسلها
و كان من الممكن ان تستبدل " لم تكن قامت " بـ " لما قامت " مثلا حفاظا على الوزن
و التناغم بينها و بين ما يليها " ولا نسجت بطولات "
تلك الصورة الجديدة على لسان الشعر حيث صور الشاعر - كما فهمت - ان فى جمال عيونها
قد نسج التاريخ بطولات و ملاحم أبطاله و أن كل فرسان و ابطال التاريخ قدموا بطولاتهم تقربا من تلك العيون
و تحت تأثيرها ابدعوا و استماتوا و قدموا بطولاتهم التاريخية لها و لأجل عيونها
و استمرار الصور الجميلة جاء بالصورة " و لا كان الملوك و لا الرعية "
تلك الصورة جمالها فى تناقضها الذى بعث معنى شمولية التأثير و عموم حب مصر
على حد سواء بين الرعية و الملوك
فالملوك موجودين تحت تأثيرها و يملكون فى سبيلها
و الرعية موجودين أيضا تحت ظلالها و يُحكمون لأجلها
فماذا عن سحر هذه هذه العيون الذى بلغ كل هذا فى أول مقاطع القصيدة الغير اعتيادية
وة ستمرارا على تلك الوتيرة التصويرية التى انطلقت فى المقطوعة الأولى
و مدى تأثير عيون مصر على الحضارات فربط الشاعر الأهرامات و بناءها
بما يدل عليه من إعجاز و انجاز و عظمة و إبهار ربط الشاعر كل هذا بتلك العيون
فبناء الاهرامات كان وسيلة للتقرب منها و تحت تأثيرها أيضا و تأثير حبها الجارف
أيضا على نفس الشاكلة أتت " و لا البحران قد وصلا بفأس يد زكية "
و لو أننى أرى أنه إذا وضعنا " إيدٍ " بدل من " يد " لا يتأثر الوزن و فى نفس الوقت
نصور أنهم كثيرون من يضحون بمجهودهم و راحتهم تحت هذا التأثير لشعور الاعجاب
و كثير من هم متيمين بها و يعملوا لها و لاجل عيونها
" نورت سبعين قرنا قبل أن أحيا "
الصورة الشعرية جميلة حيث امتداد ذلك النور على مدى 70 قرنا من الزمان هى عمر الحضارة المصرية
و بالمناسبة هى الكلمة التى حلت لدى لغز التجربة الشعرية للقصيدة
و لكن بعيدا عن كون لفظ " نورت " لا يرقى أعتقد لدرجة الفصحى
لا يبدو هذا الجزء مترابط معنا أو صورا أو تشبيها
نورت ســــــــبعين قرناًً
قبــــــــــــــل أن أحيـــا
ولما غنيت ألحاني الشجـــية
فالشـــــمس من عينيك
تأخذ نـــــــــــــورها
اعتقد ان الصورة المبينة بالاحمر احسستها دخيلة و لا مكان لها فى الصورة الممتدة و المشتركة
بين النور و الحضارة و قبل حياتنا و الشمس فهناك امتداد صورى رائع
و لكن الجملة التى توسطته انتقصت من جماله الكثير
و انتقالا إلى آخر درة فى هذا العقد الشعرى " و الأرض منك تعلمت قانونها فى الجاذبية "
فكرة ان الارض تتعلم من بلد عليها فكأنما يعلم ابنا صغير ضمن أبناء عدة .. يعلم هذا الابن ابيه
فتلك فكرة و صورة رائعة و كأن الارض التى تكمن مصر عليها قد تعلمت منها
و الجاذبية هنا رأيتها بمعانى جميلة و كل منها أجمل من الاخر
لكننى رأيت الأجمل منها هو ان الارض قد تعلمت من مصر قانون الجاذبية
لكى تتمكن من جذب مصر و البقاء معها و لكى تضمن أن مصر لن تذهب بعيدا عنها
فمن هنا تعلمت قانون الجاذبية فقط لتنجذب إلى مصر و تجذبها
كان هذا انتقادى الغير مبنى على أسس شعرية عميقة و لكننى نظرت للقصيدة
من منظور القارئ المستمتع و رجائى لكابتن عز أن يزيدنا من بحر ابداعاته
و ان يعذرنى إذا كان فهمى الشعرى لم يرتقى لفهم بعض صور و جماليات تلك الرائعة