
05-11-2008, 12:47 AM
|
 |
عضو قدوة
|
|
تاريخ التسجيل: Apr 2008
العمر: 33
المشاركات: 1,750
معدل تقييم المستوى: 19
|
|
الحلـــ 4 ـــقة 
هناك من بعيد وانا مسرع في الطريق وبعد هدوء وسكون بدت ملامح العمران تترائ الى ناظري .. لقد بدء السرور و الفرح يشق طريقة الى شريان القلب لينبض بسعادة من جديد بعد عناء وخوف شديدين .. وبينما انا كذلك ظهر في عرض الطريق البعيد شئ لم اعرف كنهة .. شئ غريب .. شئ لا يتحرك !! .. اقتربت رويداً رويدأً وانا اخفف من سرعة السيارة .. نعم انة بشر يقف متسمراً في منتصف الطريق كأنة جبل لا يتزعزع من مكانة .. مهما كانت قساوة الاعاصير!!
اقتربت من ذلك الشئ أكثر .. لحظة .. انها فتاة !!! .. وبدا عليها انها لا تعير اية اهتمام لهجوم السيارة العنيف .. وهي في منتصف الطريق السريع لا تتزحزح من مكانها .. وكأنها ترمقني بنظرات غريزة و بعيدة طال انتظارها !! .. في هذة اللحظة دار بعقلي ان ازيد من سرعة السيارة واتجاوزها من جانب الطريق الترابي بعد ما صادفني من احداث مرعبة وغامضة .. او ان ما يدور امامي مجرد وهم او حلم في ليلة سوداء .. لا ادري ماذا افعل !! فتاة في عرض الطريق لا تتحرك صامدة او انها تنتظرني وانا اقود السيارة بتجاهها .. لم اعد اتحمل التفكير ابداً !!
تحركت القدم لتزيد الضغطُ على دواسة البنزين والسيارة تتجة طريقها اليها لا محال .. ما الذي يحدث !! .. ففي لحظة توقف المحرك رغم الاصرار والضغط المتواصل على دواسة البنزين .. لقد شُلت حركة المحرك تماما وتوقفت السيارة جانب الطريق .. كأن قوى سحرية تسيطر على كل زاوية من زواي المحرك تنبعث من تلك الفتاة المتسمرة عرض الطريق وهي تنظر للموقف بهدوء وثقة تامة .. !!
تسمرت في المقعد وهي تقترب مني بهدوء وثبات .. لم اصدق ما ارى عندما دنت من السيارة .. ثم وقفت جانب نافذة السيارة المفتوحة !! ففركت عيني وكأني في حلم لا يواجة الحقيقة !! .. انها حقاً آية في الجمال تعجز دواوين العرب عن رسمها بالكلمات.. ذات رداء ابيض حريري .. وزاد من جمالها شلال شعرها الاسود المتموج الذي تدلى مسترسلا حتى تعدى الخاصرة...اما الوجه فكان لوحة في غاية الخلق والجمال .. سبحان الله الذي ابدع !!
سحرني جمالها وانا انظر اليها .. ما كان يرتسم على وجهها لا خوف.. لا رعب.. لا ابتسامة.. و لا حتى تعجب .. ملامح جامدة كالجليد الابيض مما زادها جمالً وبهاء .. توقفت كل مشاعري وهي تشاهدني بنظراتها الساحرة وبدت ابتسامة على شفتيها كانها انشودة عشق عذب وقالت بصوت ملائكي : لا تخف انت في حفظ الرحمان !! .. انطلقت كلماتها كالنسيم البارد فخفق لها القلب بين الضلوع و دخلت القلب فملكته واطفئ نورها كل زوايا الخوف بكياني !!
عشرات الاسئلة بل مئات دارت بخاطري .. من تكون ؟ وماذا تريد ؟ وهل لها علاقة بتوقف السيارة ؟ وماذا ... !! قطع حبال الاسئلة همس حديثها بصوت عذب هادئ كتدفق الانغام من طرب الربيع : تنحى من السيارة و اتبعني ولا تخف سوف تعلم كل شئ بأذن الله تعالى في الاجل القريب !!!
لم املك في لحظتها اية تفكير !! لقد توقفت كل الاحاسيس امام ذلك الجمال الصارخ الذي يذهب بكل لب انسان على وجه الارض وتلك الرائحة الزكية العبقة المنبعثة كالنسمة تتراقص بين الرياح لتعبرمداخل الاستنشاق وتستقر في القلب وتفجر في العقل جاذبية لا اقوى سيطرتها سوى ان اتبعها حيث تذهب كأنها قيدتني بسحرها بقيود لا يقوى اعتى الرجال من فكها !!
لم يفارق العين و القلب بريق جمالها وكأنها قيدت الرجلين بحبال تقودها فسخرتها لتحاذي خطواتها دون أعتراض .. بعد لحظات استيقظت حواس الابصار لتدرك تناثر ذرات الرمال الذهبية مع سرعة الرياح المناسبة وسطوع الشمس في كبد السماء وبعض الشجيرات المتدحرجة هنا وهناك على بساط الوادي لتخلق حقيقة ان الارض قاحلة لا حياة فيها .. وانا احدق في هذا المنظر المريب لم انتبة في لحظة بسيطة ان الشارع العام و السيارة بات لا اثر لهما هنا .. واني انتقلت بين اودية وسهول في طرفة عين .. في مكانٍ ما قد نسيه بني البشرمنذ القدم !!
شعرت بخوفً من المجهول .. شئ من العالم المخفي .. قطع ذلك الشعور الغريب بعد صمت من تتبعها واحساس اني مسلوب الارادة .. فسألتها كالغريق الذي يبحث عن طريق للنجاة : اين انا ؟ وكيف وصلت هنا ؟ وما هذا المكان ؟ .. التفتت الي ببتسامة خفيفة وكأن تعابير اندهاشي سبب تلك البسمة ثم همست بصوت هو العزف على الناي : لا تقلق قد اقتربنا من الوصول الى المكان !!
يستعليني الفضول لمعرفة المكان الذي تنشد ؟ وماذا تريد مني ؟ ومن تكون ؟.. لكن كأنها لن تجيب عن تسائلاتي وهي تمضي طريقها بستمرار .. او ان الصبر هو الاجابة .. فتغلب الصمت على الشفتين وان اتبعها حيث تمضي .. لعل صمتي يسرع سفينة الاجابة !!
ما سر تلك الفتاة ومن تكون ؟؟
والى اين تقودة تلك الفتاة .. ولماذا ؟؟
وما الذي ينتظرة في ذلك المكان ؟؟
تبقوا تعرفو الحلقة الجاية
بس بعد الردود
|