عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 11-11-2008, 11:42 PM
الصورة الرمزية أحمـدنجـم
أحمـدنجـم أحمـدنجـم غير متواجد حالياً
نجم العطاء
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
العمر: 51
المشاركات: 3,047
معدل تقييم المستوى: 21
أحمـدنجـم is on a distinguished road
Impp نماذج من شعر شعراء الكلاسيكية

من شعراء مدرسة الإحياء والبعث (الكلاسيكية)
1.. البارودي
قصيدة محمود سامى البارودى " وداع وطن " :
مــحــا البــيــنُ ما أبقتْ عيون المها مني
فـشِـــــــــبتُ ولم أقضِ اللُّبانة من سني


عـــناءٌ ، ويــــأسٌ ، واشــــتيــــاقٌ وغــربةٌ

ألا ، شــدَّ ما ألقـــــاه في الدهر من غبنِ

فإن أكُ فــــارقـــــــتُ الــــديار فـــلي بـها
فُــــــؤادٌ أضـــــــلتْهُ عــــيـــون المها مِني


بعــــثــــتُ به يــــوم النـــوى إثـــــرَ لَحْظَةٍ

فأوقــــعــــه المِقدارُ في شَـرَكِ الحُــسنِ

فـــهل من فتى في الدهــــر يجمع بـينـنا
فـــلـــيــس كِلانا عــن أخــيه بمـسـتغــن

ولــما وقـــفــــنـا لِلــوَدَاع ، وأســـبَــلَـــتْ
مـــــدامـــعنا فـــــوق التـــرائب كالمـــزن

أهـــبتُ بـــــــصبري أن يعودَ ، فــعـــزنـي
وناديت حــلــمــي أن يـثــوب فــلــم يُغـنِ

ولمْ تَــمـْــضِ إلا خَــطْــرَةٌ ، ثــــم أقلــعـت
بنا عـــن شطوط الحـــي أجـنِحةُ السُّفْـنِ

فـكم مُـــــهجةٍ من زَفْرَةِ الوجدِ في لــظى
وكم مُقـْــــلَةٍ مِنْ غــزرة الدمــع في دَجْنِ


ومـــا كــــنتُ جــــربتُ النـــوى قبل هـذه

فـــلما دهــــتني كِدتُ أقــضي من الحزن

ولكـــنني راجـــعــــتُ حِــــلْمـِي ، وردني
إلى الحَــــزْمِ رأيٌ لا يــحـــومُ عــلـى أَفْنِ

ولولا بُـــنــيــاتٌ وشِـــيـــبٌ عــــــــواطـــلٌ
لــمــا قَــرَعَـتْ نفـسي على فائِتٍ سِني

فيــا قــلــبُ صــبـراً إن جـــــزِعتَ ، فربمـا
جَـــرَتْ سُـــنُــحاً طَيْرُ الحــــــوادثِ باليُمْنِ


فــقــد تُـــــورِقُ الأغـــصــان بـعد ذبـــولـها

ويــبــدو ضـــياء البــدر فـي ظــلمةِ الوَهنِ

وأيُ حـــســـــــــامٍ لم تُصِـــبهُ كـــهـــامُةٌ
ولهْــــذَمُ رُمْــــحٍ لا يُــــفَــــلُ مـــن الطـعنِ

من أشعاره

في السرنديب

كتبها في منفاه وسرنديب احدى جزر الهند وقد صور حالته النفسية وموقفه من فشل الثورة العربية
ويليها شرح لبعض المفردات

تأوّب َ طيف من سميرَ(1) زائر
وما الطّيف الاّ ماتُريه الخواطرُ
طوى سُدفة(2) الظّلماء واليل ضارب
بأ رواقه(3) والنّجم بالافق حائرُ
فيا لك من طيفٍ أَلَمّ َ ودونَه
محيط من البحر الجنوبيِ(4) زاخر
تَخطىّ اليَ الارض وَجدا ومالََـَه
سوى نزوات الشّوق حادٍ وزاجرُ(5)
أَلَمَّ ولم يلبَث وسار وليته
أقام ولو طالت عليّ الدياجرُ
فيا بُعد ما بيني وبين أحبّتي
وياقُربَ ما التَفّت عليه الضّمائر
ولولا أماني النفس وهي حياتُها
لما طار لي فوق البسيطة طائر
فان تكن الأيام فرّقن بيننا
فكلّ امرئٍ يوما إلى الله صائر
صبرتُ على كُرهٍ لِما قد أصابني
ومن لم يجد مندوحة(6) فهو صابرُ
وما الحِلم عند الخَطب والمرءُ عاجزُ
بِمُستحسنٍ كالحِلم والمرء قادرُ
ولكن إذا قلّ النّصير وأَعْوَزَت
دواعي المُنى فالصّبر فيه المَعاذِر
فلا يَشمَتِ الأعداء بي فلربما
وصلتُ لِما أرجوه ممّا أحاذر
فقد يستقيم الأمر بعد اعوجاجه
وتَنهضُ الجدودُ العواثرُ
ولي أمل في الله تحيا به المُنى
ويُشرق وجهُ الظّنِّ والخطب ُكاشرُ
إذا المرءُ لم يركَن الى الله في الذي
يُحاذِرُه من دهرِه فهو خاسرُ
وان هو لم يصبِر على ما أصابه
فليس له في معرِِض الحقّ ناصرُ

ومن لم يذق حلوَ الزمانِ ومرَه
فما هو الا ّطائش اللّب نافر
عليّ طِلابُ العزِّ من مُستقرِهِ
ولا ذنب لي ان عارضتني المقادر
فماذا عسى الاعداء أن يتقوّلوا
عليّ و عِرضي ناصع الجَيبِ وافرُ
فلي في مُرادِ الفضل خيرُمغبّةٍ
اذا شان حيّا بالخيانة ذاكر
ملكتُ عُقابَ(7) المُلك وهي كسيرة
وغادرتها في وكرها وهي طائرُ
ولو رُمتُ ما رام امرؤ بخيانةٍ
لَـَصبَّحني قسط من المال غامرُ
ولكن أبتِ نفسي الكريمة سَوِءَة
تُعاب بها والدّهر فيه المعايرُ
ولو أنَّ أَسبابَ السيادة بالغنى
لكاثَر ربَّ الفضل بالمال تاجرُ
فلا غَرْوَ أنِ حُزْت ُ المكارم عاريا
فقد يشهدُ السّيفُ الوغى وهو حاسر
فلا الفقرُ إن لم يَدنسِ العِرض فاضح
ولا المالُ إن لم يَشرُفِ المرء ساتر
اذا ما ذُباب السيف(7) لم يكن ماضيا
فحِلْيـََتـٌُه وصم لدى الحربِ ظاهر
فسوف يَبين ُ الحقُ يوما لناظره
وتنزو بِعوراءِ الحـَقودِ السّرائرُ
وماهي الاّ غمرة ثم تنجلي
غَيابتُها والله ما شاء ناصرُ
وعمّا قليل ينتهي الامر كُلُه
فما أولُ الاّ ويتلوه آخر
*****


(1) سميرة ابنة الشاعر
(2) السُدفة ما يستر به الشيء
(3) أرواقه جمع روق وهو الستر والمقصود أن الظلام قد عم واستقر
(4) البحر الجنوبي يقصد به المحيط الهندي الذي تقع فيه جزيرة سرنديب
(5) حاد وزاجرا.اسما فاعل من حدا الابل بمعنى غنى لها ليحثها على المسير وزجر الابل بمعنى ساقها
(6) مندوحة .سعة
(7) العقاب. طائر من الجوارح يطلق على الذكر والانثى قوي المخالب وجمعه عقبان وأعقب.والمراد هنا مسؤولية الحكم
(8) ذُباب السيف .حده


وله ايضا بعض الابيات في وصف حالته بالسجن الذي قضى فيه فترة من الزمن

لا أنيس يسمع الشكوى ولا
خبر يأتي ولا طيف يمر
بين جدران وباب موصد
كلما حركه السجان صر
يتمشّى دونه حتّى إذا
لحقته نبِأة(1) مني استقر
كلما دُرتُ لأََقضي حاجة
قالت الظّلمة .مهلا لا تدُر
أَتقرّى الشّيءَ(2) أَبغيه فلا
أجدُ الشّيءَ ولا نفسي تَقِِر
فاصبري يا نفس حتّى تظفَري
إن حُسن الصّبر مفتاح الظّفر
هي أنفاس تَقَضىّ والفتى
حيثما كان أسير للقدر
****************
(1) النبأة .الصوت الخفي
(2) تقرى الشيء.تتبعه
******************
في وصف طائر

استيقظ الشاعر من نومه على أثر حركة طائر فأخذ يتتبع حركاته ويصفها بدقة.

و نَبْأةٍ أطلقت عينَيّ من سِنة
كانت حِبالة طيفٍ زارني سحرا
فقُمتُ أسأل عيني رَجْع ما سمعَتْ
أذني .فقالت لعَلي أبْلُغ الخبرا
ثم اشْرأبّت فأَلفتْ طائرا حذرا
على قضيب يُدير السّمع والبصرا
لا تستقِر له ساق على قدمٍ
فكُلّما هدأت أنفاسُه نفرا
يهفو به الغُصن أحيانا ويرفعه
دحْوُ الصّوالج في الدّيمومة(1) الأُكَرا
ماباله وهو في أمن وعافية
لا يَبعثُ الطّرفَ الاّ خائفا حذرا
إذا علا بات في خضراء ناعمة
وان هوى ورد الغُدران أو نقرا

(1).الديمومة.الأرض المستوية

__________________
[CENTER][SIZE=5][COLOR=red]
ديواني على المنتدى