سوري يا جماعه اني اجلت النقاش لحين قراءة رأيي بس والله معلش مكنش بأيدي
ودلوقتي نبدأ
قصاصتنا التي نحن بصدد مناقشتها بداية أود أن اصفها بالروعه من كاتب وفيلسوف رائع فتحية مني له
" وصفة السعادة الأبدية:
اقتل جميع حواسك، و ابدأ بقلبك"
بداية سأعلق علي القصاصة ذاتها ثم أعود لمناقشة بعض النقاط التي وردت في أراءكم
وصفة السعادة الأبدية أقتل جميع حواسك وابدأ بقلبك
بالتأكيد طبعا التعبير كله مجازي ولكنه قطعا غير مبالغ فيه فمع قتل الحواس كيف نحيا ولكن المقصود بها أن يقتل فيها كل وسائل التحكم في القرار
وهذا يأخذنا لنقطة طالما اختلفنا فيها ألا وهي من هو صاحب القرار بالفعل ؟
أهو العقل أم القلب
والسؤال ليس من يجب علينا أن يكون صاحب القرار ؟
فلو كان السؤال كذلك لكانت الاجابة العقل بالتأكيد فهو أقدر علي تحديد الامور ووضعها في مكانها وحجمها الحقيقين
ولكن السؤال من هو المتحكم الفعلي في مسار قرارنا ؟
واقول اجابة علي ذلك ليس في كل الاوقات يكون فيها العقل هو المتحكم وهو صاحب القرار الوحيد فكل الحواس لها تأثيرها الخاص علي العقل
والقلب هو صاحب التأثير الاكير
فالعقل غير قادر وحده علي اتخاذ اي قرار لانه يتخذ قراره بناءا علي اشارات من الحواس فحين نمسك بشئ ذو درجه حرارة عاليه فإن العقل يقرر تركها علي الفور ولكن كيف قرر ذلك
جاء قرار العقل هذا بناءا علي اشاره من حاسة اللمس التي اخبرته ان هذا الشئ قد يتسبب في حرق ايدينا فاتخذ القرار المباشر
اذا فالعقل يحتاج لكل الحواس ليكون قادرا علي اتخاذ القرار الصائب ولكن ......
ماذا اذا كانت الحواس تسمتع بشعورا خاصا كأن تستمع الاذن بسماع موسيقا صاخبة عالية قد تؤدي بعد ذلك إلي إحداث اي خلل فيها في هذه الحالة ولأن الحواس كلها جميعا لا تعرف معني التضليل فستنقل الاذن إلي العقل الاحساس كاملا وتكون الاشارة الي العقل هو أنها تستمتع بهذه الموسيقي ولكنها قد تتضرر بعد ذلك وهنا يأتي قرار العقل فإما ان يكون في صالح الإذن ويقرر اي شئ ليوقف هذه الموسيقي او يبتعد عنها أو ينقاد خلف غريزة تدفعه للاستمتاع بعض الوقت بهذا الشعور
وباتفاقنا علي هذا المبدأ السيكولوجي دعونا ننحدر إلي قضيتنا الرئيسيه او الحاسة المحكوم عليها ان تكون أول القتلي الا وهي القلب
اتفقنا سويا علي ان العقل هو المسيطر علي جميع الحواس فقد سخرها الله لكي تنقل له كل الاشارات بمنتهي الدقة والامانة وتتركه هو ليكون صاحب القرار الاوحد ثم تنساق هي إلي قراره دون أي مماطلة أو عناد بل اقول تنساق له بكل رضا عن قراره
ولكننا ايضا اتفقنا علي ان لكل قاعدة شواذ والشاذ عن هذه القاعده هو القلب
نعم احبائي يشذ القلب عن هذه القاعده فهو بالفعل ينقل الاحساس بمنتهي الدقة والامانه حيث اتفقنا ان جميع الحواس لا تعرف للتضليل معني ولكن هنا في حالة القلب
لا ينساق القلب إلي قرار العقل هكذا دون أن تكون له وقفه يعلن فيها قبوله للقرار او اعتراضه عليه
والحالة الاولي وهي قبول القرار لا شئ فيها
اما الحالة الثانية فهي المشكلة فقد يتفاوت رد فعل القلب حسب نوع القرار او نوع الموضوع الذي يؤخذ فيه القرار فقد يصل إلي حد العصيان واعلان التمرد وحتي إعلان الاستقلال عن العقل وتكون النتيجه هنا أن يسير العقل في اتجاه قراره وهو يعلم تماما ان القلب يخالفه ويسير القلب في الاتجاه المعاكس غير مبالي بما يفعل العقل
ولأن الروح هي المتضرر الاعظم من هذا الخلاف فيكون مصيرها التوهان فهي لا تستطيع أن تسير خلف العقل تاركة اعظم اجزاءها خلفها غير مبالية به كما انها لا تستطيع ان تسير خلفه غير مبالية بما يملي عليها العقل فهي تعلم انه علي حق
وهنا يكون دورها لتكون رسول السلام بينهم فتجمعهم علي طاولة المفاوضات ليحسموا الامر ولكن لان العقل لا يعرف معني الاستسلام لان الاستسلام في مثل هذه المواقف نهايته غير محمودة العواقب ولان القلب أيضا ليس مستعدا للتخلي عن مطالبة هنا يأتي الصراع
ذلك الصراع الذي لابد فيه من منتصر والذي يعود بنا الي القصاصة ذاتها التي تقول وصفة السعادة الابدية " اقتل جميع حواسك ولتبدأ بالقلب "
وهنا اكتفي ولكن دعوني اطرح سؤالا اخر ولكن لن اجيب عليه في مثل هذا الصراع
تري من المنتصر ؟ واكرر ليس من يجب علينا ان يكون منتصرا ؟ فالاجابة هنا بالتأكيد العقل فكلنا يرجح كفة العقل
ولكن السؤال هو
تري من المنتصر الفعلي في مثل هذا الصراع ؟؟
وهنا يكون قد انتهي رأيي وحديثي ولي عودة لاعلق علي بعض ما ورد في ارائكم
ذكرت اختي مهرة في حديث لها هذه الاية الكريمة
" افلم يسيروا فى الارض فتكون لهم قلوب يعقلون بها او اذان يسمعون بها فانها لا تعمى الابصار ولكن تعمى القلوب التى فى الصدور "
أليس هذا دليلا علي صدق حديثي حيث ان العقل لا يتستطيع الانفراد بالقرار في مسالة تخص القلب
فقد قال الله تعالي " قلوب يعقلون بها " في اشارة لدمج العقل والقلب سويا في صنع القرار
أيضا ذكر اخي زيزو نقطة أود فقط الثناء عليها وابداء موافقتي المطلقة عليها الا وهي
أن حب الله اذا ما وقر في القلب فهذا لن يكون عليه خلاف ابدا او صراع بين العقل والقلب
أما استاذي العزيز بورسعيدي فحديثة ضمنيا يتفق مع حديثا وان كنا نختلف في لب الموضوع فهو يقول أنه لا يجب ان نسمح للقلب أن يكون هو وحده صاحب القرار وهذا يتفق ضمنيا مع حديثي الذي اقول فيه ان القلب له تأثيرا عظيما في القرار
ولكن الخلاف الجوهري هو أنه استاذي العزيز يقول او افهم انا ضمنيا من حديثه ان العقل يجب ان تكون له الغلبة في اتخاذ القرار واختلف انا معه في ان العقل لا يملك السيطره الكافية علي معقل القلب ليستبد بقراره دون الانصياع اليه او حتي سماعه
وفي النهاية أود ان استعير من استاذي العزيز قوله
واكيد للحديث بقية
هو احنا هانخلص من موضوع القلب والعقل والانف والاذن والحنجرة
وطبعا الف سلامه يا زيزو يا حبيبي ان شاء الله 3/6 تخلص من الموضوع ده وبإذن الله تشفي منه تماما
اما موضوع الضحك الهستيري استاذي فلا يصلح ان احكيه هنا فكلما اتذكره اعود الي الضحك مرة اخري :D :P :D