الحلقة الثالثة
(تابع طلب العلم)- إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستهديه.. ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا .. إنه من يهده الله فهو المهتد ومن يضلل فلا هادي له .. وأصلي وأسلم وأبارك على محمد بن عبد الله رسول الله وخاتم الأنبياء والمصلين والمبعوث رحمة للعالمين إمام المتقين وقائد الغر المحجلين .. سيدي وحبيبي وقرة عيني ونور فؤادي وجلاء همي وحزني وشفيعي يوم القيامة محمد صلى الله عليه وعلى آله وصحبه ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين وسلم تسليماً كثيراً ..
ثم أما بعد ..
تمهيد :- توقفنا في اللقاء السابق عند الإجابة على السؤال الذي طرحناه وهو (لماذا العلم؟) ووضحنا السبب والعلة في سعينا وراء العلم أينما كان .. ولنفس السبب جعل الله طلب العلم فريضة وفرق في الأجر بين العالمين وغير العالمين فقال عز وجل "هل يستوي الذين يعلمون والذين لا يعلمون" وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم : "طلب العلم فريضة على كل مسلم" صدق الهادي الأمين محمد صلى الله عليه وسلم.
نية طالب العلم :
ونعود مرة أخرى إلى (العابد) الذي بدأنا نتابعه في يوم من أيام حياته وكيف أنه جعل من قول الحق تعالى "قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين" جعل من تلك الآية قانوناً لحياته لا يحيد عنه أبداً ,, ورأينا كيف استيقظ في الصباح وكيف عامل أهل بيته .. وها هو يتجه الآن إلى مكان طلب العلم (مدرسة أو جامعة) أو أي مكان آخر يذهب إليه لطلب العلم .. والسؤال الآن الذي يطرح نفسه .. ما نية ذلك العابد وهو ذاهب إلى مكان طلب العلم؟
هيا بنا نسرد بعض النوايا التي يمكن أن يكون قد حملها في قلبه وهو في الطريق : - أنا ذاهب للمدرسة لأنهم أرغموني للذهاب إليها ولا حيلة لي في الرفض .. (اهو يوم يعدي والسلام)
- أنا ذاهب للمدرسة حتى أقابل أصحابي وألهو معهم وأمارس الألعاب الرياضية (يارب كل مدرسين المواد الأساسية يغيبوا)
- أنا ذاهب للمدرسة كي أشاغب أصحابي وأضايق المعلمين والمعلمات وأهمزهم وألمزهم وأجعلهم يفقدون أعصابهم.
- أنا ذاهب إلى المدرسة ولن أستمر فيها اليوم كله ولكني سـ (أزوغ) بعد الحصة الأولى (بعد ما يخدوا الغياب يعني) وعندي ماتش سخن جداً (ادعولي ربنا يوفقني)
- أنا ذاهب إلى المدرسة .. لتحصيل العلم النافع .. ولتكوين الصداقات النافعة .. ولممارسة الأنشطة التي تميل إليها نفسي .. ذاهب إلى المدرسة وتلك المدرسة نعمة من الله يسرها لي لم تكن ميسرة لمن هم قبلي في الأمم السابقة .. فالحمد لله أن يسر لي ذلك المكان .. حتى وإن وجد فيه بعض السلبيات سأحاول أن أتغلب عليها وأشارك في إصلاحها .. يجب أن أكون فعالاً مؤثراً إيجابياً لأني المستفيد الأول والوحيد من ذلك العلم .. ذاهب إلى المدرسة حتى أكون قد أديت فرضاً من الفروض ألا وهو طلب العلم .. ذاهب إلى المدرسة حتى أعمل على تحصيل العلم الديني ولن أكتفي بما هو موجود في المنهج ولكني سأسأل أساتذتي وسأبحث في مكتبة المدرسة وسأبحث على شبكة الانترنت حتى تتسع مداركي وتقوى عقيدتي وثقافتي .. ذاهب إلى المدرسة حتى أعمر هذا الكون بالدور الذي سأوديه في المستقبل مهما قل هذا الدور أو كبر بالتأكيد سيؤثر في مجتمعي
- يا سبحان الله .. قارنوا معي بين تلك النوايا وبين النية الأخيرة .. هيا بنا نرى بعض نوايا طلبة الجامعات .. وليس كلهم أنا أقول البعض منهم..
- حياة الجامعة .. حياة الحرية (هنظبط التظابيط يعني)
- حياة الجامعة .. (انا هقضيها كافتريات والمحاضرات تتدبر)
- حياة الجامعة .. (رحلات ايه وصحوبية ايه و .... ايه )
- حياة الجامعة .. (لازم اطلع متجوزة من الجامعة دي فرصة ومش هضيعها أبداً)
- حياة الجامعة .. (الكتاب بخمسين لما أقول لبابا بمية يعني هو هييجي يسأل؟)
- حياة الجامعة .. (أنا رايح الكورس .. وأنا رايحة الكورس وطبعاً عارفين هو وهي رايحين فين)
- حياة الجامعة ..(أنا بقيت راجل يعني ألبس زي ما أنا عاوز وأدخن كمان براحتي)
- حياة الجامعة .. (ايوه هو الانتيم بتاعي ايه يعني بلاش تخلف بقى.. انتم من جيل متأخر رجعي)
- هذا جزء من كل رأيته بنفسي ورآه الكثيرون معي .. من نوايا طلاب العلم .. طلاب العلم الذين هم -المفترض- عدة المجتمع وعتاده ، هم حملة رسالة الأنبياء ، هم مستقبل الإسلام ومستقبل بلادهم ، هم أمل الأمة ، هم إما أن يكونوا عماداً لصرح المجد والحضارة والتقدم وإما أن يكونوا معول هدم يقوض ذلك الصرح ويبيده فلا تقوم له قائمة بعد ذلك.
كان (العابد) متجهاً لمكان طلب العلم وهو يحمل كل النوايا الحسنة التي إنما تعمل على بناء شخصيته وعقيدته ومن ثم بناء مجتمعه ومن ثم نشر رسالة الإصلاح ومحاربة كل ما هو سيء سلبي في المجتمع .. كان (العابد) يسير متجهاً إلى مكان طلب العلم وكله عزيمة وأمل في أن الله "لا يضيع أجر من أحسن عملاً" كان يأمل في قول الله تعالى "يرفع الله الذين آمنوا منكم والذين أوتوا العلم درجات"
تخيلوا كم نية سيكافئ الله عليها (عابد) !!! كل نية سيؤجر عليها وبذلك كان (العابد) تاجر نوايا حسنة .. أو كما يقولون (سفير للنوايا الحسنة) ..
كل طريقه إلى مكان طلب العلم عبادة
من أول لحظة استيقظ فيها كان في عبادة
معاملته لأهله عباده
نيته في طلب العلم عباده
كل هذا ولم يصل بعد إلى مكان طلب العلم
انتظروا معي قريباً جداً حتى نكمل سوياً
ونتابع عن قرب
أخانا (العابد) داخل مكان طلب العلم
والحلقة القادمة بإذن الله تعالى
بعنوان
(سلوك طالب العلم)
أترككم في رعاية الله وأمنه .. وأستودعكم الله الذي لا تضيع ودائعه .. وكل عام وأنتم بخير
وأرجو مرة أخرى تثبيت الموضوع لما فيه من خطوات جادة على طريق النور والخير والــــ (عبادة الحقة)
وسلام الله عليكم ورحمته
وبركاته
أخوكم في الله
الذي يحبكم في الله
العبد الفقير إلى الله
أحمد نجم