وهنا نأتي إلى الهدف منذكر هذه الحقائق، المخاطب دائماً بهذه الحقائق هو الإنسان، لأن هذاالإنسان هو المعني بهذا الخطاب الإلهي ليتذكر يوم القيامة ويعد له العدة،
فالله تبارك وتعالى عندما يحدثنا عن هذا اليوم ويحدثنا عن حقائق علميةوظواهر كونية سوف تحدث، ونأتي إلى العلماء وما يكشفونه من حقائق وجميعهميؤكدون أن هذه الظواهر ستحدث:الشمس ستتكور على نفسها. النجوم سوف تنكدروتنطفئ وتختفي. والزلازل سوف تكثر.
يقول تبارك وتعالى: (إِذَا زُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا) [الزلزلة: 1-2] وانظروا إلى كلمة ( أَثْقَالَهَا)هذه الكلمة تدل على أن في الأرض أشياء ثقيلة، والعلماء يقولون كلما نزلنافي الأرض زادت كثافة المادة، أي أن كثافة القشرة الأرضية أقل من الطبقةالتي تليها، وكلما تعمقنا تزداد الكثافة إلى حدود كبيرة ولذلك يزداد ثقلهذه الطبقات، وهكذا نرى أن الله تبارك وتعالى قال: (إِذَازُلْزِلَتِ الْأَرْضُ زِلْزَالَهَا * وَأَخْرَجَتِ الْأَرْضُ أَثْقَالَهَا* وَقَالَ الْإِنْسَانُ مَا لَهَا * يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَا *بِأَنَّ رَبَّكَ أَوْحَى لَهَا) [الزلزلة: 1-5]. فهذه الآيات هنالكهدف منها وهو أن تتذكر أيها الإنسان هذه الأحداث التي ستمرّ بك وسوف تقفبين يدي الله تبارك وتعالى. وإذا رجعنا إلى قوله تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا) وطرحنا السؤال: كيف يمكن للإنسان أن يتخيل أن الأحداث التي صنعها في الدنيا سيجدها تماماً أمامه: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا)؟تقول النظرية النسبية: إننا إذا استطعنا أن نسير بسرعة تساوي سرعة الضوء،سوف يتوقف عند هذه النقطة الزمن، فالإنسان الذي يسير بسرعة الضوء فإنه سوفيتوقف الزمن من حوله، وإذا تجاوز هذه السرعة سوف يعود ويرى الماضي حقيقةواقعة أمامه، ولذلك قال تعالى: (وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِرًا). فهذا إثبات علمي على إمكانية رؤية الماضي!لماذا هذه الحقائق العلمية؟
إنهذه الحقائق العلمية هي وسيلة لتقريب الصورة إلى أذهاننا، فتفكير الإنسانمحدود، عندما خاطبه الله تبارك وتعالى وأخبره عن نعيم الجنة مثلاً، وأخبرهبأن الجنة فيها أنهار من عسل مصفى وفيها أيضاً أنهار من ماء غير آسن وفيهاأنهار من لبن لم يتغير طعمه.. فحتى نتخيل هذه الأنهار خلق الله تعالى لنافي الدنيا العسل، وخلق لنا اللبن، وخلق لنا مثلاً الفاكهة، وحدثنا أن
الجنة يوجد فيها فاكهة ولكن فاكهة الدنيا غير فاكهة الآخرة..
فدائماًأحب أن أؤكد على هذه النقطة الجوهرية وهي أن الحقائق العلمية هي فقط لتدبروفهم القرآن، وليست حجة على القرآن، أي نحن لا نستخدم الحقائق العلميةلأننا نشك في هذا الكتاب أو لأن إيماننا ضعيف! لا.. نحن نتأمل هذه الحقائقمن باب التدبر لكتاب الله، لأن الله تبارك وتعالى قال: (وَيَتَفَكَّرُونَفِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ رَبَّنَا مَا خَلَقْتَ هَذَابَاطِلًا سُبْحَانَكَ فَقِنَا عَذَابَ النَّارِ)
فعندما نتفكر في خلق السموات والأرض فهذا يعني أننا ينبغي أن ندرس مادةهذه السموات ومادة الأرض وينبغي أن ندرس الفيزياء والكيمياء والفلكوالنجوم والكواكب والجبال والبحار دراسة علمية لنستجيب لنداء الله تباركوتعالى: (وَيَتَفَكَّرُونَ).ولكن جميع الأحداث التي تتحدث عن يوم القيامة هي أحداث للعبرة وعندما نقول مثلاً يقول تبارك وتعالى عن يوم القيامة: (وَجُمِعَ الشَّمْسُ وَالْقَمَرُ) [القيامة: 9]،وعندما نأتي لعلماء الغرب ونجد أنهم يصدرون بحثاً جديداً عن إمكانية أن
تبتلع الشمس القمر وأن يجتمعان مع بعضهما، فنحن طبعاً لا نقول إن هذاالمشهد هو يوم القيامة، نحن نقول هنالك إمكانية علمية لحدوث مثل هذهالظاهرة التي حدثنا الله تبارك وتعالى عنها في كتابه لتكون هذه الحقائقوهذه الآيات دليلاً لأولئك المشككين أن يوم القيامة لا بد أن يأتي وأن كل
إنسان سيجد أعماله حاضرة أمامه
صدق الله العظيم
__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم هيا بنا نتعلم الديمقراطية <!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
|