[محمد محمود بدر]

لقطة نادرة من محطة ترامواي قصر النيل و شارع الكوبري الاعمي بحي الزمالك بالقاهرة حوالي عام 1910 ..



سٌمي حي الزمالك فيما مضي بجزيرة البحر الاعمي و ذلك لان الفرع الغربي للنيل كان لا يمتلئ بالمياة الا في أوقات الفيضان فقط و كانت الجزيرة مكانا لأخصاص البوص المنتشرة وسط الزراعات يرتادها أرباب الخلاعة والفجور , ولم تصبح الزمالك جزيرة بالمعنى الصحيح إلا فى الربع الأخير من القرن الـ19 اذ حتى عام 1873 لم يكن الفرع الغربى للنيل موجودا على الدوام بل كان يمتلئ اثناء الفيضان ثم يغطى بالطمى ويجف ولذلك سمى البحر الأعمى فالبحر إذا نفد منه الماء كان كالعين إذا فقدت الإبصار , و قد لا يصدق البعض أن بداية تعمير الجزيرة كانت كبديلا لحي الازبكية حينما قرر الخديوي اسماعيل بناء سراي الجزيرة لاستقبال الامبرطورة أوجيني امبراطورة فرنسا وقت احتفالات افتتاح قناة السويس سنة 1869 ..



كان للخديو اسماعيل الفضل الأول فى تحويل جزيرة الزمالك الى حى تفضله الطبقة البرجوازية المصرية مع بدايات القرن العشرين بعد أن كانت الأزبكية منطقة السكن المفضلة للأمراء وبكوات المماليك على مدى 600 عام حتى الحملة الفرنسية على مصر عام 1798 واستمرت كذلك فى بدايات عصر محمد على الذى انشأ لابنته زينب فيها قصرا عرف باسم قصر الأزبكية ثم أصبحت جاردن سيتى بعد ذلك حيا للباشوات والبكوات بحكم قربها من مقر الحكم فى عابدين و اخيرا تحولت جزيرة البحر الاعمي الي أحد أرقي أحياء القاهرة ...