عرض مشاركة واحدة
  #242  
قديم 29-10-2013, 03:16 PM
Mr. Ali 1 Mr. Ali 1 غير متواجد حالياً
عضو لامع
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 15,375
معدل تقييم المستوى: 31
Mr. Ali 1 has a spectacular aura about
افتراضي

زاوية محرز - تونس













سلطان المدينة أعطى سكان مدينة تونس الولي الصالح سيدي محرز لقب سلطان المدينة أي القائد الروحي لتونس ولذلك فان الزاوية التي تضم ضريحه لا تخلو أبدا من الزوار.

ولد محرز بن خلف بأحواز مدينة أريانة حيث بدأ بمزاولة وظيفة سلمية ألا وهي مهنة المؤدب. ثم انتقل إلى تونس ليشتري منزلا قرب باب سويقة وهو البيت الذي دفن فيه سنة 1022 و الذي تم تحويله بفضل الإيمان الشعبي المتجذر وسخاء السلاطين إلى زاوية شديدة البذخ.



عرف الشاعر، التقي والفاضل سيدي محرز خاصة بالتزامه في الصراع ضد المذهب الشيعي الذي ادخله الفاطميون وفرضوه كمذهب رسمي على بلد بتقاليد سنية مالكية متجذرة. كما كان له أيضا دور اقتصادي هام فهو من اقنع و دفع السكان إلى إعادة بناء صور مدينة تونس بعد التخريب الذي عاشته في سبتمبر 945 بقيادة أبو يزيد الخارجي. كما يسند لهو بإجماع، تأسيس الحي اليهودي الحارة القريب من زاويته و الهدف من ذلك إقناع هذه المجموعة الاجتماعية الناشطة بالبقاء بالبلاد حتى يستفاد الاقتصاد من وجودها. فقبل هذه البادرة كان عالا اليهود مغادرة المدينة ليلا إلى مساكنهم المتواجدة بحي قرب الملاسين.

والأسطورة تؤكد كذلك اعتماد الولي الصالح لقدراته الغير عادية لإنقاذ مدينة تونس مثل مساهمته عن بعد في موت الأمير زريد ابن باديس، إذ يحكى انه يوم انتشر عدد هائل من الخيام قرب السيجومي، ارتعش سكان مدينة تونس خوفا ولكن سيدي محرز طمئنهم ومن فوق قمة هضبة القصبة، دعي الولي الله أن يحمي تونس وأن يفنى باديس. وفي الغد وجد الأمير مقتولا داخل خيمته الحريرية، مطعونا بسيفه الخاص. وهو ما جعل خليفته المعز يصدر ظهيرا يأمر فيه أن السلطات تسهر على أن لا يقرب احد سيدي محرز لا أملاكه، لا شخصه ولا أملاك أنصاره.

تعدت سمعة الولي الصالح حدود افريقية وترسخت للأبد.



ويذكر الجغرافي الهواري (المتوقي بالألب سنة 1215) في دليله حول أماكن الحج والأضرحة :’ معبد سيدي محرز الذي يبتهل له البحارة عندما تسوء حالة البحر ويدعونه لتحقيق رغباتهم‘.
يواصل سكان تونس وغيرهم زيارة زاوية سيدي محرز لتقديم الابتهالات والهدايا وطلب تحقيق الأماني وهو ما يشمل أيضا اليهود، سكان الحارة، الذين يكنون لسلطان المدينة نفس الشعور. وقد كانت الزاوية تعتبر ملجأ يمنح الحصانة الكاملة لكل شخص حتى إن كان أخطر المجرمين ولم تنكسر هذه العادة حتى سنة 1888، عندما نظمت العدالة عملية إيقاف مجرم وأخرجه أعوانها غصبا من الزاوية لتقديمه للمحاكمة.

تحوي الزاوية فناءا تم تغيير بعض أجزاءه في الثمانينات ويستبق هذا الفضاء قاعة تغطيها قبة محمولة على جذوع، وهي تحوي البئر المباركة التي لا تعتبر الزيارة تامة ما لم يشرب من مائها. تقضي العادة في تونس إحضار الصبيان يوم ختانهم وكذاك الفتيات ليلة زفافهن للشرب وغسل الوجه واليدين بمياه هذه البئر المنعشة والتي تضمن السكينة لمواجهة طقوس عبور مراحل الحياة بسلام. يعود تاريخ هذه القاعة، مع غرفة الضريح، إلى نهاية القرن التاسع عشر ميلادي تحت حكم الصادق باي. وتتميز غرفة الضريح بقبتها بيضاوية الشكل وزخرفها الجصي الذي يمتزج به نقش الأرابيسك برسوم المزهرية وباقات الأزهار. ويحمي شريط حديدي مشبك مع درابزين من الخشب، النعش الخشبي المنقوش.


__________________
لقد أسمعت لو ناديت حياً ... ولكن لا حياة لمن تنادي !!
مغلق حتي يقضي الله أمراً كان مفعولاً.



رد مع اقتباس