موضوع الانضباط مهم جدا في أي عمل حتى يؤتي ثمرته على الوجه الذي يرضي الله و رسوله ، و لكن دائما هناك اختلاف في وجهات النظر بين الناس في ماهية الانضباط و كيفية الحفاظ على الانضباط في العمل و طبعا الأمر لا يخرج عن إطار القيادة في أي مجال فإذا كان المدير منضبطا يراعي الله و رسوله في عمله و غير متحجر الأفكار بل عصري و مرن في طرح و تنفيذ القرارات و يطبق ما يطلق عليه روح القانون كان ذلك من أهم الوسائل المساعدة في النظام و القيام بالعمل في جو من الألفة و المحبة بين أفراد العمل الواحد .
أما لو تدخلت المحسوبيات و العلاقات الشخصية و المصالح المتبادلة فبشر الظالمين بخراب المنظومة و فساد النتيجة . و الكلام السابق لو طبق في مجال العمل التربوي الذي نعمل فيه لوجدنا أنه من أخطر المجالات ، لأننا لا نظلم أنفسنا فحسب بل يمتد أثر هذا الفساد إلى أجيال و أجيال متعاقبه و يمكن أن ينطبق علينا الحديث النبوي الذي يقول في معناه إذا مات ابن أدم لا ينقطع عمله إلا من ثلاث ، و أعتقد إذا مات أحدنا و هو قائم بعمله التربوي على الوجه الذي يرضي الله و رسوله لكنا بإذن الله تعال من أصحاب الصدقة الجارية و من أصحاب العلم الذي ينتفع به و لكان لنا أولادا صالحين يدعون لنا . يعني المعلم يكسب الثلاث مجالات التي لا ينقطع بها عمله بعد الموت .
لذا يا إخواني أرجوكم جميعا على الحرص على عملنا و على إتمامه على الوجه المرضي لله و رسوله و البعد عن كل ما يشوب هذه المهنة الخطيرة من تكاسل في العمل و محاولة إرضاء المدير على حساب إرضاء الله و رسوله و التقصير في الشرح في الفصل و عدم بذل الجهد بحجة إنه مفيش فايدة و كله خربان و فاسد ، و هو أنا اللي هصلح الكون .... أيوه إنت اللي هتصلح الكون لو ابتعدت عن كل ما سبق ذكره من مفاسد و غش و خداع .. أرجو من الله التوفيق و أن يسدد خطانا في الطريق الصحيح نحو جنة الخلد بإذن الله تعالى . و أسف على الإطالة و شكرا
أ/ مكرم النبراوي
مدرس أول لغة إنجليزية *
|