الموضوع: حوار مع الذات
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 08-01-2013, 07:13 PM
الصورة الرمزية فاروق ابوعيانه
فاروق ابوعيانه فاروق ابوعيانه غير متواجد حالياً
مشرف سوبر الركن الثقافى
 
تاريخ التسجيل: Nov 2008
المشاركات: 2,392
معدل تقييم المستوى: 18
فاروق ابوعيانه will become famous soon enough
افتراضي حوار مع الذات

ماذا أصابك َ ..


ماذا دهاكَ ..


سألتُ نفسى الآن


فى أولى لقاءاتى بها


من ألف عام ٍ


منذ آخر مرة ٍ


جمعت قديما بيننا


وسألتها..


ما الأمر ُ


ما سر القصائد ِ


ما جرى للنظم ِ


ما جعل ابتهاجى بالقصيد يغير المجرى


ويتركنى


الأنامل تشتكى


ألم التيبس والأسى


هذى سطورى


أصبحت شيئا خرابا


وانتهى قلمى العتيق


ممدا كالجثة البيضاء ِ


يحلم بانسياب الحبر فيه ِ


ويستعيد زمان كان


على السطور متوجا


الشح فى الأشعار ِ


لم يك عادتى


فالشعر كان يثور يوميا


ويجبرنى على تسويد أوراقى


لقد كانت بحار الشعر كالطوفان ِ


صيفا أو شتاءا


أو خريف أو ربيعا


لم يكن للشعر وقت أجازة ٍ


وأجابنى صوت ٌ بذاتى قائلا :


ما جف ليس البحر


ليس الحبر


ما قد جف نبضك َ


بعدما أصبحت َ منفصلا


_ على غير العوائد _


عن قضاياك َ التى عايشتها


ورضيت َ بـِدأ بياتك َ الفكرى ّ


دون إرادة ٍ


فالفكر راح بغفوة ٍ طالت ْ


وما كانت عيون الفكر ِ


تعرف طعم نوم قبل هذا


قبل أن تغدو غريبا


عن عيون الذات ِ


لمـّا صرت َ تشبه للجميع ِ


ولم تعد ذاك الفتى


للمرة الأولى


تغادر بيتك المبنى ّ


من زهر البنفسج ِ


والمشيد فوق أرض الصدق والأشعارِ ِ


فوق الضفة اليمنى لنهر الحب


تحت الشمس ِ


فى وطن الندى


وتنام فى بيت من الأسمنت ِ


فى أرض المظاهر والرياء ِ


وقد أحاطته القمامة ُ


قد بدت مستنقعات ٌ من وحول ٍ


وابتذال ٍ


والذبابُ يطير فى كل النواحى


والجليدُ يطل من بين النوافذ ِ


ناشرا لون الفناء ِ


ورافعا صوت السكون بلا صدى



أين المخايل ُ


أين نوبات الحنين ِ


وأين طعم الحزن والأشجان ِ


أين عواصف الأشواق ِ


أين الإنتماء إلى بلاد الحب


أين الخوف من زمن الهوان ِ


وأين نوبات التمرد ِ


واندهاشك أين


كى تبقى كما بالأمس قلبا شاعرا


يا أعظم الشعراء ِ


_ قبل اليوم _


أنت مهدد ٌ


بالطرد من وطن الهوى والشعر ِ


أنت مهدد أيضا


بسحب هوية الإنسان ِ منك ْ
__________________
اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّي ، لا إِلَه إِلاَّ أَنْتَ خَلَقْتَني وأَنَا عَبْدُكَ ، وأَنَا على عهْدِكَ ووعْدِكَ ما اسْتَطَعْتُ ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ ما صنَعْتُ ، أَبوءُ لَكَ بِنِعْمتِكَ علَيَ ، وأَبُوءُ بذَنْبي فَاغْفِرْ لي ، فَإِنَّهُ لا يغْفِرُ الذُّنُوبِ إِلاَّ أَنْتَ .

آخر تعديل بواسطة فاروق ابوعيانه ، 10-01-2013 الساعة 09:46 AM
رد مع اقتباس