من وحي الدراما
نعاقر في مجتمعنا عدة شخصيات مظهرية وأعني بكلمة مظهرية أن لها ملامح وتلابيب وأردية تكتمل بها او تكملها وإن جاز التجاوز فانه يلزمها قليلا من بعض مساحيق التجميل لتنسحق تحتها مكنوناتها الحقيقية ،في الغالب أصحابها مهزومون من شيء ما او قل هاربين من ماضي مؤلم..الشخصية الاولي والتي لم تعطيها الدراما حقها ذلك المتصوف ذو المسبحة الطويلة وذقنه الاشعث وعمامته الخضراء يتمتم بكلمات غير مفهومة ليوحي لنفسه اننا قد نصدقه ،ناهيك عن رحلات حجه للاضرحة والصدقات قد يصدق بعضهم ويدجل آخرون ..الشخصية الثانية ذلك المتأسلم المعارض وادرك السلمية إذعانا مع الاحتفاظ بذقنه وذبيبة صلواته والمداومة علي الانتقاد فيما ينفع وما لا ينفع متشبثا بأمل ذائل أن يكون يوما من أصحاب الحظوة إذا ما تغيرت البوصلة وهو في ذلك لا الي هؤلاء ولا إلي هؤلاء وأخيرا شخصية ذلك الثوري والذي لم يركب قطار الادوار فبحث عنه في قبعة أدبية ودشداشة ولى زمانها ونظارة مقعرة وغليون الزعماء يلقى بهرائه اينما حل رغم أنه قد تجاوزته محطته منذ زمن النشطاء.
|