عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 21-03-2009, 09:47 AM
الصورة الرمزية Amethyst
Amethyst Amethyst غير متواجد حالياً
عضو قدوة
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
المشاركات: 3,084
معدل تقييم المستوى: 19
Amethyst is on a distinguished road
افتراضي

الديك الحكيم



على أطراف الغابة ، كان يعيش ثعلب شرير ، لم يترك حيوانا

إلا وأغار عليه ، أو خطف أطفاله . فاجتمعت كل الحيوانات لمناقشة أمر الثعلب


، قال الأرنب : لقد آكل

أطفالي منذ يومين ،
وقالت الإوزة لقد

آكل أختي الأسبوع الماضي .
وقالت الغزالة :

وأنا مازالت رجلي مجروحة من مخالبه أثناء هروبي منه بالأمس . إننا لا

نستطيع مواجهته ، فليس بيننا كلب يخافه أو نمر نشكوه إليه . لابد أن نرحل من هذا

المكان
رد الأرنب قائلاً : لن نترك وطننا

، وإذا كنا ضعافاً بأجسامنا ، فنحن أقوياء بعقولنا ، يجب أن نفكر في حيلة تخلصنا منه

.. فكرت الحيوانات وتناقشت طويلاً فلم تجد حلاً ، وفجأةً قال الديك العجوز : البئر ..

لو سقط الثعلب فى البئر المهجورة القريبة من بيت المعز

فسيموت حتماً ‍‍

صفقت كل الحيوانات للفكرة ،

وقالت : وكيف يا كوكو ؟

فقال لهم : أولاً سنجمع طعاماً يكفينا

ليومين ونحتفظ به فى منازلنا . ثم نتعاون جميعاً فى جمع فروع الأشجار الرفيعة

والحشائش ، ونغطي بها فتحة البئر ، وبعد ذلك نحشو جلد ماعز بالقش ، ونضعه فوق

الفروع والحشائش التى تغطي البئر ، فيظن الثعلب أنه ماعز حقيقي ويهجم عليه ويسقط

فى البئر . وإلى أن يتم ذلك سنبقي فى منازلنا ونتغذى بالطعام الذي جمعناه .

ردت جميع الحيوانات فكرة رائعة يا كوكو ..

ولكن

أفرض أن الثعلب لم يأتي خلال اليومين ؟


رد الديك :

يجب أن يقوم أحد الطيور بأخبار الثعلب أن الماعز

تشاجر مع أمه ،
وترك البيت ، وهو يبيت فى العراء ، وطبعاً لن يضيع

الثعلب هذه الفرصة . قال الغراب أنا لا أنسي المعروف . لقد كنتم تطعمونني من طعامكم

وجناحي مكسور حتى شفيت ، وقد حانت الفرصة لرد الجميل ، أنا الذي سأخبر الثعلب ،

ولن أتركه حتى يجري أمامي لالتهامه .
بدأ الجميع العمل بكل نشاط فجمعوا طعامهم ، ثم تفرغوا لعمل

الفخ ، وعندما انتهوا اختبئوا فى منازلهم .


وطار الغراب إلى الثعلب فأخبره بأمر الماعز وقال

له :
أنا حزين من أجله ، البرد شديدٌ هذه الليلة ، وهو وحيدٌ بعد أن رفض

استضافة كل الحيوانات له حتى الصباح . أدعوا الله معي يا ثعلب أن يكون قد غير رأيه

وذهب إلى أحد الحيوانات .
قال الثعلب بدهاء :

يااه ، كم أنا حزين من أجله . وقال فى نفسه : وفرحان من أجلي ، وهل يوجد مكان فى

الدنيا أدفأ من معدتي ؟


ترك الثعلب الغراب لينام على الشجرة ، وجري داخل الغابة ،

وهو يرقص من الفرح ، ويقول لنفسه :
فوراً سأذهب للبحث عنه بالقرب

من بيت أمه . أخذ الثعلب يجري ويجري ، يبحث عن الماعز ، ويفكر في طعم الماعز ،

ولحم الماعز ، وبكاء الماعز ، وفجأة رآه
فقفز عليه قفزة قوية

فسقط فى البئر ، وصرخ صرخة شديدة ، أيقظت جميع الحيوانات ، فخرجوا من منازلهم

وتبادلوا العناق والقبلات والتهاني بخلاصهم من الشر ، وهم يصيحون جميعاً ،


.. "يحيا كوكو الحكيم" ..



__________________

أَسْتَوْدِعُكُمُ
اللهَ الْذِي لا تَضِيعُ وَدَائِعَهُ ،،
و
دُمْتُمْ
بِحِفْظِ اللهِ ،،
رد مع اقتباس