عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 08-02-2015, 08:56 PM
الصورة الرمزية عزة عثمان
عزة عثمان عزة عثمان غير متواجد حالياً
مشرف عام الجغرافيا للمرحلة الثانوية
 
تاريخ التسجيل: Sep 2012
المشاركات: 4,966
معدل تقييم المستوى: 16
عزة عثمان will become famous soon enough
افتراضي

إنَّ الأمانة تبعث على الاطمئنان الاجتماعي، وتولّد ثقة بين أبناء المجتمع، وتشيع روح العطاء والاحترام للإنسان ومتعلقاته.

وقد أولاها الإسلام اهتماماً خاصاً حتى جعلها معياراً من معايير الإيمان، وبها يعرف المؤمن من المدعي.

فما هو فضلها، وأين تكمن أهميتها ؟

أداء الأمانة

يقول الله تعالى ﴿إِنَّ اللهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللهَ


59


نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللهَ كَانَ سَمِيعاً بَصِيراً﴾1.

أداء الأمانة وصية أهل البيت عليهم السلام

جاء في وصية الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه: "أوصيك بتقوى الله، والورع والعبادة، وطول السجود، وأداء الأمانة، وصدق الحديث، وحسن الجوار فبهذا جاءنا محمد صلى الله عليه وآله،.... إلى أن قال: وكونوا لنا زيناً ولا تكونوا علينا شيناً، حببونا إلى الناس ولا تبغضونا إليهم فجروا إلينا كل مودة، وادفعوا عنا كل شر"2.

يقول الإمام الصادق عليه السلام لأحد أصحابه المخلصين وهو زيد الشحام: "اقرأ على من ترى أنه يطيعني منهم ويأخذ بقولي السلام، وأوصيكم بتقوى الله عز وجل، والورع في دينكم، والاجتهاد لله، وصدق الحديث، وأداء الأمانة، وطول السجود، وحسن الجوار، فبهذا جاء محمد صلى الله عليه وآله وسلم، أدوا الأمانة إلى من ائتمنكم عليها براً أو فاجراً، فإن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم كان يأمر بأداء الخيط والمخيط، صلوا عشائركم، واشهدوا جنائزهم، وعودوا مرضاهم، وأدوا حقوقهم، فإن الرجل منكم إذا ورع في دينه، وصَدَق الحديث، وأدى الأمانة، وحسَّن





خلقه، مع الناس
الدقة في أداء الأمانة

آثار خيانة الأمانة

عن رسول الله الأكرم صلى الله عليه وآله وسلم: "ليس منَّا من أخلف بالأمانة"5.

وعنه صلى الله عليه وآله وسلم: "الأمانة تجلب الرزق والخيانة تجلب الفقر"6.


61


شعر حول أداء الأمانة

وأدِّ الأمـانـة في أهلهــــا ولـو كــان صـاحـبها ذو وثنْ
وإيــاكَ إيـَّاك ظُلم العبــاد ففيـه القصـاصُ و لا يُغفــرنْ
وإيــاكَ غشَّ أمرىءٍ مسلـم وفي الكيـل و الوزن لا تنقصـنْ
ولا تبخس الناس أشياءهــم ولا تعثــو في أرضــه مفسداً
وكـن في التجـارة سـمحاً إذا شَريتَ وبِـعتَ و لا تطمعــنْ
فإن السماحَ يُفيــدُ النجـاحَ ولا بدَّ صـاحبهـا يربـَــحَنْ
ولا تكتمِ العَيبَ كي ما تبيـــع ولا تمدحَــنَّ ولا تحلفــنْ


قصة حول أداء الأمانة

عن عبد الرحمن ابن سيابة قال: لما هلك أبي سيابة جاء رجل من إخوانه إلي فضرب الباب علي فخرجت إليه فعزاني، وقال لي: هل ترك أبوك شيئاً؟ فقلت له: لا، فدفع إلي كيساً فيه ألف درهم وقال لي: أحسن حفظها وكُل فضلها، فدخلتُ إلى أمي وأنا فرح فأخبرتها فلما كان بالعشي أتيت صديقاً كان لأبي فاشترى لي بضايع، وجلست في حانوت فرزق الله عز وجل فيها خيراً كثيراً وحضر الحج فوقع في قلبي فجئت إلى أمي وقلت لها: أنها قد وقع في قلبي أن أخرج إلى مكة فقالت


62


لي: فرد دراهم فلان عليه فهاتها وجئت بها إليه فدفعتها إليه فكأني وهبتها له فقال: لعلك استقللتها فأزيدك؟ قلت: لا ولكن قد وقع في قلبي الحج فأحببت أن يكون شيئك عندك ثم خرجت فقضيت نسكي، ثم رجعت إلى المدينة فدخلت مع الناس على أبي عبد الله عليه السلام وكان يأذن إذناً عاماً فجلست في مواخير الناس وكنت حدثاً فأخذ الناس يسألونه ويجيبهم فلما خف الناس عنه أشار إلي فدنوت إليه فقال لي: ألك حاجة ؟ فقلت: جعلت فداك أنا عبد الرحمن بن سيابة، فقال لي: ما فعل أبوك ؟ فقلت: هلك، فتوجع وترحم ثم قال: أفترك شيئاً؟ قلت: لا، قال عليه السلام: فمن أين حججت ؟

فابتدأت فحدثته بقصة الرجل قال: فما تركني أفرغ منها حتى قال لي: فما فعلت في الألف ؟

قلت: رددتها على صاحبها،فقال لي عليه السلام: قد أحسنت، وقال لي عليه السلام: ألا أوصيك ؟ قلت: بلى جعلت فداك، فقال عليه السلام: عليك بصدق الحديث وأداء الأمانة تشرك الناس في أموالهم هكذا وجمع بين أصابعه.

قال: فحفظت ذلك عنه فزكيت ثلاثمائة ألف درهم.




















الأمانة
واذا اؤتمنت على الأمانة فارعها * ان الكريم على الأمانة راعِ
من خان مان ( كذب) , ومن مان هان, وتبرأ من الاحسان



حكم عن الأمانة

حكم عن الأمانة

http://حكم.net/%D8%AD%D9%83%D9%85-%D...7%D9%86%D8%A9/




مما ورد في فضل الأمانة

روى ابن كثير بسنده عن عبد الله بن مسعود _ قال : ( إن الشهادة تكفر كل ذنب إلا الأمانة ، يؤتى بالرجل يوم القيامة ، وإن كان قُتل في سبيل الله تعالى فيقال : أد أمانتك ، فيقول : وأنّى أؤديها وقد ذهبت الدنيا ؟ فتمثل له الأمانة في قعر جهنم فيهوي على أثرها أبد البد ) .
وليست الأمانة أيها الأحبة أمرًا مستغربًا على النفوس، بل هي فطرة فطر الإنسان على معرفته ، غير أنه مرة يوافقه ، ومرة يخالفه ، ولكلٍ جزاء ، فعن حُذَيْفَة قَالَ حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ ‘ حَدِيثَيْنِ رَأَيْتُ أَحَدَهُمَا وَأَنَا أَنْتَظِرُ الْآخَرَ ،حَدَّثَنَا أَنَّ الْأَمَانَةَ نَزَلَتْ فِي جَذْرِ قُلُوبِ الرِّجَالِ [ أي في أصلها ] ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ الْقُرْآنِ ثُمَّ عَلِمُوا مِنَ السُّنَّةِ ، وَحَدَّثَنَا عَنْ رَفْعِهَا ؛ قَالَ: يَنَامُ الرَّجُلُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ الْأَمَانَةُ مِنْ قَلْبِهِ ،فَيَظَلُّ أَثَرُهَا مِثْلَ أَثَرِ الْوَكْتِ [ أي مثل النقطة ] ثُمَّ يَنَامُ النَّوْمَةَ فَتُقْبَضُ فَيَبْقَى أَثَرُهَا مِثْلَ الْمَجْلِ [ أي كمثل أثر العمل في اليد ] كَجَمْرٍ دَحْرَجْتَهُ عَلَى رِجْلِكَ فَنَفِطَ فَتَرَاهُ مُنْتَبِرًا [ أي مرتفعًا ] وَلَيْسَ فِيهِ شَيْءٌ فَيُصْبِحُ النَّاسُ يَتَبَايَعُونَ فَلَا يَكَادُ أَحَدٌ يُؤَدِّي الْأَمَانَةَ ،فَيُقَالُ إِنَّ فِي بَنِي فُلَانٍ رَجُلًا أَمِينًا ) رواه البخاري .
ويا لمحبة الله لصاحب الأمانة التي يرعاها في نفسه وأهله وعمله وفي كل شيء، لا يستحقها إلا الأمين ، قال الحبيب: " من سرّه أن يحبه الله ورسوله فليصدق حديثه إذا حدّث ، وليؤد أمانته إذا ائتمن " رواه البيهقي وحسنه الألباني .
إنه الأمانة مقياس العمل الجاد الناجح حينما تقترن بالقوة ، { إِنَّ خَيْرَ مَنِ اسْتَأْجَرْتَ الْقَوِيُّ الْأَمِينُ } ، إنها الأمانة التي كان يودع بها النبي أصحابه وجيوشه فيقول لهم : (أَسْتَوْدِعُ اللَّهَ دِينَكُمْ وَأَمَانَتَكُمْ وَخَوَاتِيمَ أَعْمَالِكُمْ ) رواه أبو داود وصححه الألباني .
إنها الأمانة التي كان يعلي بها شأن حذيفة فيقول : (إِنَّ لِكُلِّ أُمَّةٍ أَمِينًا وَإِنَّ أَمِينَنَا أَيَّتُهَا الْأُمَّةُ أَبُو عُبَيْدَةَ بْنُ الْجَرَّاحِ ) رواه البخاري .
إن وراء الأمانة لسؤال ونقاش وجزاء ، هكذا تحملها الإنسان ، فليؤدها بكل جوانبها وحقوقها ، قال النبي ‘ : ( كُلُّكُمْ رَاعٍ وَكُلُّكُمْ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ الْإِمَامُ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي أَهْلِهِ وَهُوَ مَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَالْمَرْأَةُ رَاعِيَةٌ فِي بَيْتِ زَوْجِهَا وَمَسْئُولَةٌ عَنْ رَعِيَّتِهَا وَالْخَادِمُ رَاعٍ فِي مَالِ سَيِّدِهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ قَالَ وَحَسِبْتُ أَنْ قَدْ قَالَ وَالرَّجُلُ رَاعٍ فِي مَالِ أَبِيهِ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ وَكُلُّكُمْ رَاعٍ وَمَسْئُولٌ عَنْ رَعِيَّتِهِ ) رواه البخاري .

صور من أمانة سيد الخلق وسيد الأمناء

تولى الله – سبحانه وتعالى – تربية نبيه- صلى الله عليه وسلم- وتأديبه، فكان أكمل الناس خلقًا، وأعظمهم أدبًا، وأرجحهم عقلاً، وقد اشتهر- صلى الله عليه وسلم- بين أهل مكة قبل الإسلام بالاستقامة والصدق والأمانة؛ فلقبوه بالصادق الأمين .

1- لا يأكل تمرة ربما سقطت من الصدقة: عن أبي هريرة رضي الله عنه، عن محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال: "وَاللَّهِ إِنِّي لأَنْقَلِبُ إِلَى أَهْلِي فَأَجِدُ التَّمْرَةَ سَاقِطَةً عَلَى فِرَاشِي -أَوْ فِي بَيْتِي- فَأَرْفَعُهَا لآكُلَهَا، ثُمَّ أَخْشَى أَنْ تَكُونَ صَدَقَةً -أَوْ مِنَ الصَّدَقَةِ-فَأ��لْقِيهَا"[7].

2- رد الأمانات إلى أهلها عند الهجرة: عن عائشة -رضي الله عنها- في هجرة النبي صلى الله عليه وسلم قالت: وأمر -تعني رسول الله - عليًّا رضي الله عنه أن يتخلف عنه بمكة؛ حتى يؤدِّيَ عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس. وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم وليس بمكة أحدٌ عنده شيء يُخشى عليه إلا وضعه عنده؛ لما يُعلم من صدقه وأمانته... فخرج رسول الله صلى الله عليه وسلم، وأقام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ثلاث ليالٍ وأيامها؛ حتى أدَّى عن رسول الله صلى الله عليه وسلم الودائع التي كانت عنده للناس، حتى إذا فرغ منها لَحِق رسولَ الله صلى الله عليه وسلم [8]...وهذه من أروع الصور في أمانة رسول الله صلى الله عليه وسلم حيث أن الكفار كانوا يعادونه ويؤذونه ودبروا مؤامرة ل***ه وهو ذاهب إلى مكة ومع ذلك أعاد الأمانات إلى أهلها وكلّف ابن عمه رضي الله عنه وما كانوا ليضعوا الأمانات عند رسول الله صلى الله عليه وسلم إلا لعلمهم ويقينهمأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخلّق بأحسن الأخلاق عليه الصلاة والسلام لا توجد في غيرهـ حتى إنهم لقبوهــ بالصادق الأمين كما ذكر فكانوا يضعون ما يخافون عليه عنده صلى الله عليه وسلم، وقد قال رب العزّة والجلال:" فَبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ " {آل عمران:159}، فعلم عليه الصلاة والسلام بأنه ****ب الخلق بأخلاقه الكريمة فعاملهم بالحسنة فهُدِي كثير من الصحابة بذلك الهدي الرباني..

3- رد مفتاح الكعبة إلى عثمان بن طلحة: عن ابن جريج قوله تعالى: {إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا} [النساء: 58]، قال: نزلت في عُثمان بن طلحة بن أبي طلحة، قَبض منه النبي صلى الله عليه وسلم مفتاحَ الكعبة، ودخلَ به البيت يوم الفتح، فخرج وهو يتلو هذه الآية، فدعا عثمان فدفع إليه المفتاح[9].

4- لقد أتى يهودي ليشتري منه ثوبين إلى الميسرة ، فانتهزها اليهودي لينال من جنابه العظيم ، وقال : قد علمت ما يريد ، إنما يريد أن يذهب بمالي أو بدراهمي ، فقال رسول الله ‘ : (( كذب ، قد علم أني من أتقاهم لله ، وأدّاهم للأمانة ))[10].

5- تبليغه جميع ما أمرهـ الله من تبليغ الرسالة والنصح للمسلمين ونشر هذا الدين العظيم للأمة كافة حتى صار عليه الصلاة والسلام لا ينفك اسمه عن هذا المديح الذي هو أهل له: ( مبلغ الرسالة ومؤدي الأمانة ) حيث أدى الأمانة التي كانت عليه وأرشدنا إلى الطريق المستقيم فجزاهـ الله خير ما جزى نبي عن أمته..

6- عرف النبي صلى الله عليه و سلم بالأمانة و الصدق حتى لقب بالصادق الأمين و كانوا إذا ذهب أو جاء يقولون جاء الأمين و ذهب الأمين و يدل على ذلك قصة الحجر الأسود عند بناء الكعبة المشرفة بعدما تنازعهم في استحقاق شرف رفعه ووضعه في محله حتى كادوا يقتتلون لولا اتفاقهم على تحكيم أول من يدخل المسجد الحرام فكان الداخل هو محمد صلى الله عليه و سلم فلما رأوه قالوا : "هذا الأمين رضينا هذا محمد" فلما أخبروه الخبر قال صلى الله عليه و سلم : "هلم إلي ثوباً" فأتى به فأخذ الركن فوضعه بيده الطاهرة ثم قال : " لنأخذ كل قبيلة بناحية من الثوب ثم ارفعوه جميعاً ففعلوا حتى إذا بلغوا به موضعه وضعه هو بيده الشريفة ثم بني عليه قال ابن هشام : "وكانت قريش تسمي رسول الله صلى الله عليه و سلم قبل أن ينزل الوحي : الأمين"

7- شهد بأمانة الرسول صلى الله عليه و سلم أعدائه قبل أصدقائه و صحابته فها هو أبو سفيان زعيم مكة قبل إسلامه يقف أمام هرقل ملك الروم و يعجز عن نفي صفة الأمانة عن النبي صلى الله عليه و سلم رغم حرصه عندئذ أن يطعن فيه و لكن ما أن سأله هرقل عن ما يدعو إليه النبي صلى الله عليه و سلم فأجاب أبو سفيان : "يأمر بالصلاة و الصدق و العفاف و الوفاء بالعهد و أداء الأمانة"

8- أما أصدقائه و صحابته فلم يختلف أحد على أمانته صلى الله عليه و سلم و من أمثلة ذلك ما قالته عنه خديجة رضي الله عنها عند بداية نزول الوحي عليه صلى الله عليه و سلم : "...فوالله إنك لتؤدي الأمانة و تصل الرحم و تصدق الحديث.." و ما قاله جعفر بن أبي طالب للنجاشي ملك الحبشة رضي الله تعالى عنه حين سأله عن الدين الذي اعتنقوه فأجاب : "حتى بعث الله إلينا رسولا منا نعرف نسبه و صدقه و أمانته و عفته.." و لا غرو أن النبي صلى الله عليه و سلم كان مثالاً للأمانة و كيف لا و قد ائتمنه الله تعالى على رسالته الخاتمة فكان خير من أدى هذه الأمانة إلى حد الكمال فقد قال تعالى : " الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا" – سورة المائدة آية 3

ولقد حكى رسول الله صلى الله عليه وسلم للصحابة صورًا للأمانة في عهد من قبلنا وهذا يدل على أن الأمانة خلق نبيل يوجد عند كل شخص طيب الأخلاق وأحسنها فحريٌّ بالمؤمن الاتصاف بهذه الصفة الرائعة، ومما ذكرهـ عليه الصلاة والسلام من باب التذكير والعظة:

1- قال صلى الله عليه وسلم وهو يحكي لأصحابه رضي الله عنهم : " اشترى رجل منرجل عقاراً له ، فوجد الذي اشترى العقار في عقاره جرة فيها ذهب ، فقال له الذياشترى العقار : خذ ذهبك مني ، إنما اشتريت منك الأرض ، ولم ابتع منك الذهب ، فقالالذي شرى الأرض ( أي : الذي باعها ) : إنما بعتك الأرض وما فيها ، قال : فتحاكماإلى رجل ، فقال الذي تحاكما إليه : ألكما ولد ؟ فقال أحدهما : لي غلام ، وقال الآخر : لي جارية ، قال : أنكحوا الغلام بالجارية ، وأنفقوا على أنفسكما منه ، وتصدقا "
2- ذكر رسول الله صلى الله عليه وسلم عن رجل من بني إسرائيل أنه سألرجلاً من بني إسرائيل أن يسلفه ألف دينار ، فقال : ائتني بالشهداء أشهدهم ، فقال : كفى بالله شهيدا ، قال : فائتني بالكفيل ، قال : كفى بالله كفيلا ، قال : صدقت ،فدفعها إليه على أجل مسمى ، فخرج في البحر ، فقضى حاجته ، ثم التمس مركباً يركبها ،يقدم عليه للأجل الذي أجله ، فلم يجد مركباً ، فأخذ خشبة ونقرها ، فأدخل فيها ألفدينار ، وصحيفة منه إلى صحابه ، ثم زجج موضعها ، ثم أتى بها البحر ، فقال : اللهمإنك تعلم أني كنت تسلفت فلاناً ألف دينار فسألني كفيلا ، فقلت : كفى بالله كفيلا ،فرضي بك ، وسألني شهيداً فقلت : كفى بالله شهيداً ، فرضي بذلك ، وإني جهدت أن أجدمركباً أبعث إليه الذي له فلم أقدر ، وإني استودعكها ، فرمى بها في البحر حتى ولجتفيه ، ثم انصرف ، وهو في ذلك يلتمس مركباً يخرج إلى بلده، فخرج الرجل الذيكان أسلفه ، ينظر لعل مركباً قد جاء بماله ، فإذا بالخشية التي فيها المال ، فأخذهالأهله حطباً ، فلما نشرها وجد المال والصحيفة . ثم أقدم الذي كان أسلفه فأتى بالألفدينار ، فقال : والله ما زلت جاهداً في طلب مركبة لآتيك بمالك ، فما وجدت مركباًقبل الذي أتيت فيه ، قال : هل كنت بعثت إلي شيء ؟ قال : أخبرك أني لم أجد مركباًقبل الذي جئت فيه ‍‍‍‍‍‍‍. قال : فإن الله قد أدى عنك الذي بعثت في الخشية ، فانصرفبالألف دينار راشداً..

وأماسلفنا السابقون فقد تجذرت الأمانة في قلوبهم، فبها يتبايعون، ويتعاملون، ولهم فيذلك قصص وأخبار لا يتسع المقام لذكرها[11]..وللأسف قل وندر من نجدهـ أمينا، حتى أصبح يقال: إن في بني فلان رجلاً أميناً، وهذا من علامات الساعة كما ذُكِر فعن أبي هريرة - رضي الله عنه - قال: قال رسول الله صلى الله عليهوسلم: " إذا ضيعت الأمانة فانتظر الساعة " ، قال : كيف إضاعتها يا رسول الله ؟ قال : " إذا أسند الأمر إلى غير أهله فانتظر الساعة "..[12]فما أجمل الإنسان أن يكونأمينا وأن تكون الأمانة خلقا دائما له في معاملته مع ربه ومع أهله ومع الناس جميعا، وأن يكون قدوته رسول الله صلى الله صلى الله عليه وسلم مهتديا بكريم أخلاقه تعبدا لله وتحسينا لأخلاقه..اللهم احشرنا في زمرة الأمناء ، وأعنا على أداء الأمانة ، اللهم هيئ للأمة أمناء يحملون عبء نصرها ، فتنصرهم ، ومسؤولية صلاحها فتعينهم، اللهم إنا نسألك كريم الأخلاق وأن نكون من الأقربين يوم القيامة من رسولك ونبيك عليه الصلاة والسلام بحسن أخلاقنا، اللهم أنت القادر على ذلك.. اللهم آمين،نستغفرك ونتوب إليك ، فإنك أنت التواب الرحيم،وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين..

https://www.youtube.com/watch?v=WjF27duGsZI
رد مع اقتباس