أنا هاعرض الرواية موضوع الحديث بشكل تحليلى نوعاً ما
البؤساء هى رواية كبيرة وضعها الشاعر فكتور هوغو فى عشرة مجلدات. صدرت فى باريس عام 1862 فى أثناء نفى صاحبها. تتلاقى فيها خاصة القصة التاريخية لأنها كناية عن ملحمة نثرية فى عرضها لمرحلة حاسمة من حياة الشعب الفرنسى، و خاصة القصة الاجتماعية و الفلسفية لأنها تعنى بالطبقات الوضيعة و توقها إلى حياة أفضل فى كسب الرزق، و تأمين المسكن، و التنعم بالحرية. و قد شمل المؤلف بلفظة (البؤساء) جميع الفقراء، و المعذبين فى الأرض، و المظلومين الذين يستغلون فى سبيل طبقة ثرية، منعمة، غاشمة. و أدار الأحداث كلها حول محور أساسى هو البطل، و محاور ثانوية معاونة له لإكمال الصورة التى تصدى لرسمها. فأبرز شخصية جان فالجان الذى زج فى الأشغال الشاقة لأنه سرق أرغفة معدودة لإطعام جياع، و هرب من سجنه، و حاول إعادة بناء حياته على أساس شريف و انسانى، محسناً إلى الفقراء، مساعداً المساكين، رافعاً الحيف عن الضعفاء و المظلومين، فطاردته شرطة المجتمع إلى آخر يوم من حياته. و قد اتخذ فكتور هوغو من بطله رمزاً لشعب باريس فى تصديه للمظالم، و نضاله فى سبيل كرامته، و فى معاناته البؤس و المرض و الجهل، فكأننا بجان فالجان هو باريس كلها، و كأننا بباريس هى العالم برمته. و أقحم فى صفحاتها مشاهد نابضة بالحياة عن قتال الشوارع و المتاريس، ممثلاً فيها واقع الانتفاضات الدموية، عارضاً بالتفصيل لمعركة واترلو، مبرزاً عدداً من الشخصيات فى أجمل ملامحها، و أعلقها بالقلب و الذهن كالشرطى جافر ممثل الانصياع المطلق للواجب، و غفروش الصبى النحيل، الثائر الشجاع، و تنارديه الجشع، المجرم المحتال، و فانتين الفتاة الأم التى سحقها الظلم، و ماريوس و كوزيت الفتى و الفتاة المتحابين اللذين يحققان أمانيهما بعد عذاب مرير
|