عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 19-11-2010, 03:48 AM
مدرس أزهري مدرس أزهري غير متواجد حالياً
موقوف
 
تاريخ التسجيل: Nov 2009
المشاركات: 110
معدل تقييم المستوى: 0
مدرس أزهري is on a distinguished road
افتراضي

لا يتنافى مجيء الحرف (قد) مع الفعل المضارع الذي يحتمل معه التقليل أو التكثير على أنه يدل أيضا على التحقيق وقد ورد ذلك في القران الكريم أكثر من مرة وكذا أقول لك: أيضا ورد ذلك في كلام العرب
*** فمثلا قول الله تعالى في سورة النور(....قد يعلم ما أنتم عليه....) فهنا جاءالحرف قد مع الفعل المضارع فهو يفيد التكثير وأيضا يفيد التحقيق
وإذا كانت [قد] مع الفعل المضارع للتقليل أصلاً، ولكنّ تقليل العلم على الله تعالى محال، فامتنع اعتدادها للتقليل، وصحّ اعتدادها للتحقيق
والنحاة يستدلون ببيت شهير في مسألة دخول "قد" على المضارع وهو :
قد يدرك المتأني بعض حاجته ******* وقد يكون مع المستعجل الزلل
إذ دخلت "قد" على الفعل المضارع ، ومع ذلك أفادت التكثير
وهناك بعض العلماء كابن عاشور يمنع ذلك وينفيه وإليك نص كلامه من تفسيره ((التحرير والتنوير)) على الآية 33 من سورة الانعام(...ومعنى التحقيق ملازم له. والأصحّ أنّه كذلك سواء كان مدخولها ماضياً أو مضارعاً، ولا يختلف معنى { قد } بالنسبة للفعلين).
فهو يرى أن الحرف قد لا يفيد إلا التحقيق سواء دخل على الفعل المضارع أم الماضي .

وقد أشار ابن هشام ، رحمه الله ، في "المغني" ، إلى معنى لطيف في قوله تعالى : (قَدْ يَعْلَمُ مَا أَنْتُمْ عَلَيْهِ) ، إذ جعلها من باب التقليل ، فالتقليل عنده ضربان :
تقليل الفعل ، وهذا واضح في قولك : قد يصدق الكذوب ، فالتقليل خاص بنفس الفعل وهو الصدق .
و : تقليل متعلق الفعل ، ومثل له بالآية السابقة ، إذ المعنى : ما هم عليه هو أقل معلوماته سبحانه وتعالى ، فالتقليل هنا واقع على متعلق فعل العلم وهو : المعلوم ، لا الفعل نفسه .

والمتأمل في القرآن وفي عظمة بلاغته يجد الكثير
والله أعلى وأعلم
رد مع اقتباس