(26) عَنْ عَائِشَةَ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهَا، قَالَتْ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: «مَنْ أَحْدَثَ فِي أَمْرِنَا هَذَا مَا لَيْسَ فِيهِ، فَهُوَ رَدٌّ».
أولاً: تَخْرِيج الحَدِيث: رَوَاه البُخَارِي (3/ 2697) ومُسْلِم (3/ 1718) وأبو داود (4/ 4606) وابن ماجة (1/ 14) وأَحمَد في "المُسْنَد" (43/ 26329) وأَبُو يَعلَى في "المُسْنَد" (8/ 4594) وابن حِبَّان في "الصَّحِيح" (1/ 27) والدَّارَقُطْنِيُّ في "السُّنَن" (5/ 4534) وأبو دَاوُد الطَّيَالِسِي في"المُسْنَد" (3/ 1525) وابن الجَارُود في "المُنْتَقَى" (1/ 1002) والبَيْهَقِي في "السُّنَن الكُبْرَى" (10/ 20536) والقُضَاعِي في "مُسْنَد الشِّهَاب" (1/ 359، 360).
ثانياً: التَّعرِيف بِرَاوِيَة الحِدِيث: هِـــيَ: الصِّدِّيْقَةُ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ؛ عَائِشَةُ بِنْتُ عَبْدِ اللهِ بنِ عُثْمَانَ بنِ عَامِرِ بنِ عَمْرِو بنِ كَعْبِ بنِ سَعْدِ بنِ تَيْمِ بنِ مُرَّةَ بنِ كَعْبِ بنِ لُؤَيٍّ القُرَشِيَّةُ، التَّيْمِيَّةُ، المَكِّيَّةُ، زَوجَةُ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، وأَفْقَهُ نِسَاءِ الأُمَّةِ عَلَى الإِطْلاَقِ. وُلِدَت قَبْل الهِجَرَة بِتِسْعِ سِنِين، وتَزَوَّجَهَا نَبِيُّ اللهِ عَلَيْهِ الصَّلاَةُ والسَّلاَمُ قَبْلَ مُهَاجَرِهِ بِبِضْعَةَ عَشَرَ شَهْراً، ودَخَلَ بِهَا فِي شَوَّالٍ سَنَةَ اثْنَتَيْنِ مِن الهِجْرَةِ، بُعَيْد غَزْوَةِ بَدْرٍ، وَهِيَ ابْنَةُ تِسْع سَنَوَات. قَالَ عَنْهَا رَسُوْلُ اللهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: (فَضْلُ عَائِشَةَ عَلَى النِّسَاءِ، كَفَضْلِ الثَّرِيْدِ عَلَى سَائِرِ الطَّعَامِ). تُوُفِّيَتْ أُمُّ المُؤْمِنِيْنَ عَائِشَة فِي لَيْلَةِ السَّابِعَة عَشْرَة مِنْ شَهْرِ رَمَضَانَ سَنَةَ سَبْعٍ وَخَمْسِيْنَ (57 هـ) وصَلَّى عَلَيْها أَبُو هُرَيْرَةَ، ودُفِنَتْ بِالبَقِيْعِ، ولَهَا سِتَّة وَسِتُّوْنَ سَنَة (66)، رَضيَ اللهُ عَنْهَا.
ثالثاً: شَرح الحَدِيث:
- (مَنْ أَحْدَثَ): ابْتَدَعَ أَوْ أَظْهَرَ وَاخْتَرَعَ.
- (فِي أَمْرِنَا هَذَا): أَيْ: فِي دِينِ الْإِسْلَام.
- (رَدٌّ): مَرْدُودٌ عَلَيْهِ، أَطْلَقَ الْمَصْدَرَ عَلَى اسْمِ الْمَفْعُولِ. وَمَعْنَاهُ: فَهُوَ بَاطِلٌ غَيْرُ مُعْتَدٍّ بِهِ.
- فَهَذَا الْحَدِيثُ قَاعِدَةٌ عَظِيمَةٌ مِنْ قَوَاعِدِ الْإِسْلَامِ، وَهُوَ مِنْ جَوَامِعِ كَلِمِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ، فَإِنَّهُ صَرِيحٌ فِي رَدِّ كُلِّ الْبِدَعِ وَالْمُخْتَرَعَاتِ. والْمَعْنَى مَنْ أَحْدَثَ فِي الْإِسْلَامِ رَأْيًا أَو قَوْلاً أَو فِعلاً لَمْ يَكُنْ لَهُ مِنَ الْكِتَابِ وَالسُّنَّةِ سَنَدٌ ظَاهِرٌ أَوْ خَفِيٌّ مَلْفُوظٌ أَوْ مُسْتَنْبَطٌ فَهُوَ مَرْدُودٌ عَلَيْهِ.