الجنون المستحدث
فى البداية لابد أن نعترف بأن الثورة فى تمهيدها كانت نتاج تخطيط تشوبه قدر من المؤامرات
ولكن كعادة الشعب المصرى وخبرته
نجح فى تحويل المؤامرات لانجازات للصالح العام بهجوم ملايينى لم يحسب حسابه من وضع الخطط من البداية
كان يظن أنها ستكون بضع ألاف الفيسبوك والتويتر والمنتديات والصحف والفضائيات التى كانت تتوارى بين التأييد للنظام السابق والمعارضة من باب مدخل لتكون إذا نجح المخطط وكانت نسبة نجاحه عند الأعمق نقدا وتحليلا فيهم لاتتخطى 10%
أول مراحل الجنون لمن وضع الخطة عدم تقديرهم لأوجاع الناس الملتهبة فكان الطوفان الملايينى للشعب البسيط الذى أطاح بمن ظن أنه سيقود هذا الطوفان
المرحلة الثانية من الجنون محاولات من الشد والجذب بين الأغلبية والأقلية وكأنهم فى مسابقة شد الحبل فما كان إلا الهزيمة التى اعترف بها كل القبائل المساندة لهم فى أمريكا وأوربا
المرحلة الثالثة من الجنون وكانت بمثابة جنون الانتحار لخطف الانجاز الثورى من أيادى الأغلبية كما كان فى ماسبيرو ومحمد محمود ومجلس الوزراء
المرحلة الرابعة من الجنون وكانت الأشد قسوة بداية من م***ة استاد بورسعيد إلى افتعال المظاهرات الفئوية فى كل صباح ولاتتعجب عندما تجد من رفضها فى الماضى حرصا على مسار الثورة هو من يقودها الأن
إنها سياسة كيف تفوز وتأكل الكتف
المرحلة الخامسة من الجنون وهى الاستيلاء على كل معروض للناس فى الشارع وبيعه فى السوق السوداء عيانا بيانا
ولاتتعجب حين ترى أن أصحاب الجلباب الأبيض والوجهه المتدينة قد تكاتفت مع خصومها وانقلبت هى أيضا على الأغلبية التى أعلت بهم فوق الجميع
لاتتعجب فهذه هى السياسة - فلاغريب أن ينشغل السياسى بخصومه السياسين الجدد ورغما عنه يتناسى بقية خلق الله
فكان الأذان فى المجلس سلاحا لضرب الخصوم وقد يظن أنه أراد أن يسمعهم مايكرهون
وكان طوفان الإخوان فى كل مؤسسة متضامنا مع من استقلوا عنهم والدعوة للمظاهرات الفئوية لضرب الحكومة الحالية وفقد الثقة فى كل حكومة لايسيطروا هم ورفاقهم عليها
المرحلة السادسة من الجنون هى أن القلة المتقلبة جلست فى برلمانهم الخاص فى دولتهم الخاصة تتلقى انجازات الصراع الدائر بين سلطات الحكم لأنها تعتبرها إعادة حياة وتواجد لها بل ربما تجهز نفسها للإنقضاض على كل ما تمنته سابقا ليكون لها عنوة - فهاهى وجدته يتهادى لها رويدا رويدا وبدون أى مجهود يذكر وقد بذلوا أضعاف أضعاف هذا المجهود من قبل فكانت النتيجة عزلهم -
وكان هذا فقط عندما كان الكل على هدف واحد وصفة واحدة ( مصريون فى مواجهة المفسدين والمتأمرين )
المرحلة السابعة من الجنون وهى الأهم
أتحدى كل نواب الشعب وكل وزراء الحكومة بل وكل أعضاء المجلس العسكرى وكل رجال الدين الاسلامى والمسيحى وأيضا الكم الهائل من المستشارين فى كل المجالات والمحامين والحقوقيين وغيرهم
لوتجرأ أحدهم ورد على السؤالين التاليين برد ينجيه يوم الحشر العظيم :
هل من كان يهاجم أقسام الشرطة و*** - شهيد أم لا؟
علمنا عدد شهداء ومصابى الثورة
فكم عدد شهداء ومصابى الشرطة والجيش ؟
الشعب المصرى كله يحتاج أن يقرأ مذكرات نلسون مانديلا للإبقاء على وطنه إن أراد
فكل من فى السلطة الأن لايريد سوى مصلحته ومصلحة رفاقه ولاينشغل بالأمانة التى حملها الله له
مجتمع 11فبراير 2011لابد وأن يعود ---- ولكن كيف ؟
هذا هو علاج الجنون المستحدث بأيدينا وليس بأيدى أحد
والسؤال لوجه الله وحده
وأين حق المواطن البسيط وسط كل هذه الصراعات ؟
ألا تخجلوا من أنفسكم ونحن معكم نعود للخلف ؟
اخجلوا (نواب - حكومة - مثقفى مصر -نخب )
يبدو أن دعوات أولادك لكى يامصر لم تكن من القلب وكانت لمصلحة
فلتدعى لنفسك بالنجاة والخروج الأمن من بين يدى أولادك
فلديك عند خالقك منزلة عظيمة
ادعى لنفسك فالكل عنك غافلون
يخططون ويتربصون وبالمكاسب ينشغلون
__________________
الحمد لله
آخر تعديل بواسطة أ/رضا عطيه ، 23-03-2012 الساعة 08:53 AM
|