عرض مشاركة واحدة
  #482  
قديم 08-01-2019, 12:56 AM
الصورة الرمزية ياسر زكي3
ياسر زكي3 ياسر زكي3 غير متواجد حالياً
مشرف متميز قسمي "الأخصائي الإجتماعي والنفسي"
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 1,898
معدل تقييم المستوى: 17
ياسر زكي3 is on a distinguished road
افتراضي

التدخل المهني لخدمة الفرد في إطار العلاج المعرفي السلوكي :
يشتمل التدخل المهني لطريقة خدمة الفرد في ظل العلاج المعرفي السلوكي على عميلتين أساسيتين وهما عملية تقدير الموقف وعملية التدخل المهني، وتمر كل منهما ببعض المراحل أو الخطوات المهنية التي يلتزم بها الأخصائى الاجتماعي لتحقيق أهداف هذا النوع من العلاج.
1- التقدير :Assessment
تستهدف عملية التقدير في العلاج المعرفي السلوكي بصفة عامة تحديد الأفكار والمشاعر والسلوك الصريح الذي يجب تغييره، والأحداث السابقة للسلوك المشكل ونتائجها المختلفة، إلى جانب تحديد مصادر التأثير على سلوك الطالب، ويتضمن ذلك التعرف على الخصائص المادية والثقافية للبيئة التي يعيش فيها الطالب وجوانب القوة والضعف في شخصيته وتصرفات واتجاهات الأفراد المحيطين به وإمكانات المجتمع أو الموارد المادية المتاحة التي يمكن استثمارها في حل الموقف و بشكل أكثر تحديد ا يمكن تقسيم عملية ا لتقدير في هذا المدخل إلى ثلاث مراحل متتالية وهي:
المرحلة الأولى: تحديد السلوكيات الإشكالية:
يقوم الأخصائي الاجتماعي خلال هذه المرحلة بتحديد السلوكيات " المستهدفة " الرئيسية والتي سوف تكون محورا للتغيير .
المرحلة الثانية: جمع البيانات:
تتضمن المرحلة الثانية من عملية التقدير مراقبة السلوكيات التي تتطلب الانتباه من
خلال الاحتفاظ بالسجلات واليوميات أو بطاقات الملاحظة، وذلك بصورة يومية والنظر إلى
الأحداث السابقة التي تثير السلوكيات والنتائج المترتبة عليها، ويستعين الأخصائي الاجتماعي في هذا الصدد بأدوات القياس المتعددة التي تحدد بدقة معدلات وقوع السلوك أوشدة الاستجابة.
المرحلة الثالثة: تحديد أهداف التدخل:
يتولى كل من الأخصائي والطالب معاً تحديد أهداف التدخل والتي سوف يتم
العمل على تحقيقها في المراحل التالية فيما بعد "ويتعين على الأخصائي خلال هذه المرحلة
أن يتأكد من واقعية الأهداف وأن يتناقش مع الطالب حول المعوقات التي ربما تحول دون
نجاحه في تحقيقها، كما يجب أن يتعرف الأخصائي على أفكار الطالب ورؤيته حول إمكانية
تنفيذ هذه الأهداف، وهناك مجموعة هامة من الأسئلة التي يمكن للأخصائي أن يطرحها على الطالب في هذا السياق"
أ-ما الذي تعتقد أن يحدث إذا فعلت ذلك؟ أو ما الذي كنت تفكر فيه عندما حدث ذلك؟
ب. ما الذي ترغب في حدوثه؟
جـ. ما الذي يمكنك عمله لجعل هذا الأمر يحدث( اليوم؟ هذا الأسبوع؟ هذا الشهر أو
الفترة القادمة؟).
د. ما الذي يمكن أن تخبر نفسك به والذي يجعلك تشعر بثقة أكبر للقيام بهذا الأمر؟
ه. ما نوع المكافأة التي ترى أنها تساعدك على تذكر ما تقوم به؟
2- التدخل:Intervention
يستهدف التدخل العلاجي مباشرة تغيير الأفكار غير المنطقية والانفعالات غير
المناسبة وأنماط السلوك اللاتوافقي لدى الطلاب، ولكي تتم هذه التغيرات المرغوبة فإن
الأخصائي الاجتماعي يستخدم العديد من أساليب التدخل المهني التي تساعد في تعليم
الطالب أنماط وعادات التفكير السليمة أو المنطقية، وعندما تتغير أفكار الطالب غير المنطقية
فإن ذلك يؤدي إلى التغيير في أنماط السلوك المرتبطة بها . وكما هو الحال في عملية
ا لتقدير فإن عملية ا لعلاج تشتمل أيضاً على ثلاث مراحل أساسية وهي:
المرحلة الأولى: الملاحظة الذاتية:
يحاول الأخصائي في هذه المرحلة أن يزيد من وعي الطالب وانتباهه ليركز على أفكاره ومشاعره والسلوكيات المتصلة بعلاقاته الشخصية، وتؤدي هذه العملية إلى أبنية معرفية جديدة تسمح للطالب بأن ينظر إلى الأعراض والمشكلات الخاصة به بصورة مختلفة وأن يولد أفكار وسلوكيات لا تتواءم مع المشكلات التي تعوق توازنه وتوافقه.
المرحلة الثانية: التعامل مع الأفكار والسلوكيات غير الملائمة:
يسعى الأخصائي في هذه المرحلة إلى مساعدة الطالب على تغيير بنية الحديث الذاتي،ويترتب على ذلك أيضاً ظهور أنماط سلوكية جديدة تتنافر مع السلوك اللاتوافقي للطالب.
المرحلة الثالثة: تطوير الجوانب المعرفية الخاصة بالتغيير:
تشتمل هذه المرحلة على قيام الطالب بسلوكيات التعامل(المواجهة Coping (على أساس يومي، وكذلك الأحاديث الذاتية حول نتائج التجارب الشخصية، ويجب أن يأخذ الأخصائي في اعتبارات أن ما يقوله الطالب لنفسه حول السلوكيات الجديدة التي اكتسبها والنتائج المترتبة عليها سيؤثر عما إذا كانت عملية التغيير في السلوك ستبقى وتعمم إلى مواقف أخرى أم سيعود الطالب إلى ما كان عليه قبل بداية التدخل.
الأساليب العلاجية للعلاج المعرفي السلوكي :
يضم العلاج المعرفي السلوكي مجموعة كبيرة من الأساليب العلاجية والتي تتنوع ما بين
الأساليب المعرفية والأساليب السلوكية، وفيما يلي عرض موجز لأهم وأبرز تلك الأساليب
و هي الأساليب الأساسية الأكثر شيوعاً واستخداماً في بحوث ودراسات المهنة .
1 - إعادة البناء المعرفي :Cognitive Restructuring
يهدف هذا الأسلوب إلى قيام الأخصائي بمساعدة الطالب على اكتساب جوانب معرفية جديدة ترتبط بمشكلته لتحل محل الأفكار والمعتقدات الخاطئة حتى يستطيع أن يوظف هذه الأفكار الجديدة في ممارسته اليومية، ويتم تطبيق هذا الأسلوب من خلال مجموعة الخطوات التالية
أ. مساعدة الطالب على تقبل فكرة أن عباراته الذاتية وتصوراته واعتقاداته هي التي تحدد بدرجة كبيرة ردود أفعاله الانفعالية تجاه المواقف والأحداث التي يمر بها.
ب. مساعدة الطالب على تحديد معتقداته الخاطئة وأنماط سلوكه التي تسبب مشكلاته.
ج. مساعدة الطالب على تحديد المواقف التي تولد المعارف اللاعقلانية.
د. مساعدة الطالب على إبدال عباراته الذاتية الهدامة بأخرى بناءة.
ه. مساعدة الطالب على مكافأة نفسه على جهود الناجحة
2-التدريب على حل المشكلة :Problem-Solving Training
ينظر إلى أسلوب حل المشكلة على أنه طريقة تمكن الطلاب من تنمية شخصياتهم
عن طريق تعليم الفرد المفهومات العلمية، كما يمكن اعتباره طريقة تتحدى أسلوب تفكير
الطالب في محاولة للتفكير السليم والإدراك الصحيح للموقف الذي يعاني منه، ومن ثم فإن
هذا الأسلوب يهدف إلى إفساح المجال للطلاب للتفكير بحرية ويعطيهم في الوقت ذاته زمام
المبادرة لاتخاذ القرارات الخاصة بحل المشكلات الحالية والمستقبلية .
ويقتضي تطبيق هذا الأسلوب قيام كل من الأخصائي الاجتماعي والطالب بمجموعة
الخطوات التالية :
أ. زيادة الوعي بالمشكلة يبذل الأخصائي والطالب جهوداً كبيرة من أجل زيادة
إدراكهم ووعيهم بالمشكلة وتحدي كافة أبعادها وجوانبها المختلفة.
ب. استعراض الحلول البديلة: يقوم الأخصائي والطالب بدراسة الخيارات المتاحة والنظر
إلى المزايا والعيوب المحتملة لكل خيار على حده.
ج. اختيار أفضل الحلول: يقوم الأخصائي والطالب باختيار الحل الذي يتضمن أقصى
مميزات وأدنى عيوب ممكنة.
د. تنفيذ أفضل حل: يتم تنفيذ أفضل حل بمعرفة الطالب والأطراف الأخرى الداخلة في
الموقف أو المعنية بالمشكلة.
ه. تقييم النتائج: يقوم الأخصائي والطالب بتقييم النتائج النهائية وإذا كانت هذه النتائج
غير مرضية يجب إعادة أو تكرار هذه الخطوات بالكيفية السابقة.
3- إعادة العزو :Reattribution
يستخدم أسلوب إعادة العزو عندما يعزى الطالب بشكل غير واقعي النتائج السلبية
للمواقف والأحداث إلى عجز شخصي )نقص الجهد أو القدرة( ومن ثم يضعون اللوم على
أنفسهم، ويشعرون بالذنب أو القلق أو الاكتئاب، ومن خلال أسلوب إعادة العزو يستطيع
الأخصائي الاجتماعي مساعدة الطالب على توزيع المسئولية بشكل عادل على الأحداث،
فليست الغاية من إعادة العزو هو إعفاء الطالب من كل المسئولية، ولكن تحديد العوامل التي
أسهمت في ظهور الخبرات المؤلمة، ويفيد هذا الأسلوب بشكل خاص عند العمل مع الطلاب
الذين يلقون باللوم على أنفسهم بشكل مفرط
4- التدريب على التنظيمات الذاتية :Self-Instructional Training
يرتكز النموذج المعرفي السلوكي على أن ما يقوله الناس لأنفسهم (الحديث الداخلي(
يمثل السبب الرئيسي للسلوك غير السوي، فقد قام العلاج المعرفي السلوكي على تعديل
الحديث الداخلي من خلال تدريب الطالب على تعليمات ذاتية تؤدي إلى حديث داخلي
يدفع إلى سلوك توافقي ويمكن ممارسة هذا الأسلوب العلاجي من خلال الأساليب الفرعية التالية:
1- تعليم الطالب استخدام أسلوب الحوار الذاتي والمناقشة الداخلية لتغيير أنماط التفكير
الخاطئ والمشاعر السلبية المسببة للمشكلات.
2-التعرف على العبارات السلبية التي يقولها الطالب لنفسه أثناء مواقف الضغوط والتوترات التي يتعرض لها وتحديدها بدقة.
3-تقديم عبارات إيجابية بديلة للعبارات السلبية بحيث يستطيع الطالب أن يقولها لنفسه
ويكون من شأنها التخفيف من حدة الضغوط والمشكلات التي يعاني منها الطالب.
4- توجيه الطالب إلى ترديد عبارات أو جمل جديدة تهدف إلى زيادة تقديره لذاته.
5-التدريب على المهارات الاجتماعية :Social Skills Training
يعتبر هذا الأسلوب من الأساليب الهامة التي تستخدم عند العمل المهني مع الطلاب، ويهدف إلى إكساب الطالب مجموعة من المهارات أوا لسلوكيات المقبولة اجتماعياً والتي تزيد من ثقته في ذاته و إحساسه بالجدارة أوالكفاءة الشخصية كما تعينه على التعامل مع الموقف الذي يعاني منه بصورة أكثر فاعلية.
ويتبع الأخصائي الاجتماعي عند تطبيق هذا الأسلوب خمس خطوات تتم
بشكل متتابع وهي:
أ. التوجيه والتعليم: يتم توجيه الطالب للتعرف على السلوكيات الاجتماعية المقبولة مثل المشاركة والتعاون والاتصال والتأييد والمساندة.
ب. النمذجة: تتاح الفرصة للطالب لملاحظة السلوكيات الملائمة.
ج. تكرار السلوك: يتم إتاحة الفرصة للطالب لممارسة السلوكيات التي تم ملاحظتها.
د. التدريب: يتم إمداد الطالب بالتعليمات اللازمة أثناء تكرار السلوك.
ه. التغذية العكسية: يمنح الطالب التدعيم المباشر للسلوكيات الملائمة.
6- التحول المعرفي :Cognitive Diversion
يستخدم أسلوب التحول المعرفي عندما تكمن مشكلة الطلاب في مشاعرهم السلبية
غير المرغوبة مثل الشعور بالوحدة والاكتئاب والإحباط، وينطلق هذا الأسلوب من افتراض
مؤداه أن المشاعر غير المرغوبة تنبثق في البداية من التفكير السلبي واللاعقلاني، ولذلك فإن
الطلاب ذوي المشاعر السلبية عندما يشاركون في نشاط بدني مثل العمل والتفاعلات
الاجتماعية واللعب، فسوف يقومون عادة بنقل معارفهم السلبية إلى معارف مختلفة مرتبطة
بأنشطتهم الجديدة المتغيرة، وحين ينشغل تفكيرهم في هذه الأنشطة فسوف يشعرون بمشاعر
أخرى أكثر سرورا ، ويعتبر هذا الأسلوب من الأساليب التي تستخدم على نطاق واسع في
الوقت الحاضر في كل من العلاج العقلاني والعلاج المعرفي السلوكي
7-التمثيل المعرفي :Cognitive Rehearsal
يعرف هذا الأسلوب أيضاً بالتخيل العقلي، ويتم من خلاله مساعدة الطالب على
التعرف على الأفكار التلقائية التي ترد إلى ذهن الطالب بصورة غير إرادية، حيث يطلب
المعالج من الطالب إعادة تكوين الموقف الذي يعمل على استثارة القلق أو الخوف لديه، وبعد
دقائق يسأل المعالج عن الأفكار المصاحبة للموقف فيستطيع الطالب مراقبتها، ومن ثم تقييمها
واختبارها، وفحصها، ثم يقوم الأخصائي بتدريب الطالب على كيفية مواجهة المواقف الخطرة
خطوة بخطوة حتى يتم التعامل مع الموقف بنجاح في خيال الطالب
وبالنظر إلى هذا الأسلوب يتبين أنه يدفع الأخصائي إلى توليد حوار تبادلي مع الطالب فيما يرتبط بطبيعة المشكلة، لكي يستطيع الطالب فهم المشكلة بشكل جديد مع استخدام قدرته على تصور حلول جديدة وطرح أفكار تخيلية مبتكرة
8-توقف التفكير :Thought Stopping
يستخدم أسلوب توقف التفكير مع الطلاب الذين تشتمل مشاكلهم الرئيسية على
الأفكار المقلقة والتأمل بشكل دائم في الأحداث التي من المحتمل أن تحدث في الوقت
ا لقريب ، وفي هذا الأسلوب يطلب الأخصائي من الطالب أولاً التركيز على والتعبير عن
الأفكار المختلفة التي تثير لديه الشعور بالقلق، وعندما يبدأ في التعبير عن هذه الأفكار يقول
الأخصائي للطالب فجأة بصوت مرتفع "توقف" ويتكرر هذا الإجراء عدة مرات إلى أن يؤكد
الطالب على أنه قد تمكن بالفعل من مقاطعة أفكاره بنجاح، ثم تنتقل مسئولية القيام بهذا
الأسلوب إلى الطالب، حيث يخبر الطالب نفسه الآن "توقف" بصوت مرتفع، وذلك عندما
تنتابه المشاعر المثيرة للقلق، وقد أكدت بعض الدراسات الحديثة على نجاح هذا الأسلوب
العلاجي مع العديد من أنماط الطلاب في مراحل عمرية مختلفة
9-النمذجة :Modeling
تشير عملية النمذجة إلى إحداث تغيير في السلوك نتيجة ملاحظة سلوك شخص آخر ويطلق على هذه العملية التعلم من خلال خبرة المحاكاة ويستخدم هذا الأسلوب عندما يرغب الأخصائي الاجتماعي في تقوية أو إضعاف سلوك موجود فعلاً لدى طالبه أوعند ما يرغب في إكسابه سلوكاً جديداً ، ويتم ذلك عن طريق تقديم وعرض نماذج( حقيقية أو رمزية )مثل الأفلام السينمائية( للسلوك المطلوب على الطالب وتحت شروط خاصة في التطبيق
10-لعب الدور :Role Playing
هو أحد الأساليب الفنية المركبة والذي يتضمن قيام الطلاب بتمثيل أدوار بسيطة تكشف عن بعض مواقف الحياة الحقيقية عندهم ، الأمر الذي يكسبه فهماً واستبصار جديداً للموقف
و لهذا الأسلوب أشكالاً تطبيقية عدة تحقق نوعاً من التعبير التلقائي عن المشاعر والأفكار، ومن بين هذه الأشكال على سبيل المثال وليس الحصر:
أ. تكرار القيام بالسلوك المطلوب.
ب. تمثيل مواجهة نتائج الدور غير المرغوب.
ج. الدور المعكوس.
د. مناجاة المرء (الطالب لنفسه)
ه. إعادة التمثيل.
وبالإضافة إلى الأساليب الأساسية السابق الإشارة إليها، فهناك العديد من الأساليب والتكنيكات المعرفية والسلوكية الأخرى والتي يمكن للأخصائي الاجتماعي أن ينتقى منها ما يتناسب ويتلاءم مع ظروف وفردية الحالة، حيث تستهدف هذه الأساليب أ يضاً تغيير أفكار ومعتقدات الطالب اللاعقلانية و أنماط سلوكه اللاتوافقي المرتبط بهذه الأفكار، ومن أمثلة هذه الأساليب والتكنيكات: التوضيح، الإقناع، الاستثارة، ضبط الذات، التأمل، التدريب على الاسترخاء، التدعيم الإيجابي، تشكيل الاستجابة، التلبيد التدريجي، الواجبات المنزلية.
__________________


آخر تعديل بواسطة ياسر زكي3 ، 08-01-2019 الساعة 12:58 AM