الموضوع: عذاب من نوع خاص
عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 25-12-2010, 03:03 PM
الصورة الرمزية محمد حسن ضبعون
محمد حسن ضبعون محمد حسن ضبعون غير متواجد حالياً
نـجــم الـعـطــاء ((رحمه الله))
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 11,961
معدل تقييم المستوى: 28
محمد حسن ضبعون is just really nice
افتراضي

هذا الجزء الثاني
من سلسلة النماذج

امرأة عملية!!

لم اكن لاتخيل يوما , ان تبلغ درجة القسوة بزوجي الى هذه الدرجة, وان تخاصم الرحمة قبله بهذه الصورة...
كان زوجي يتكلم بهدوء غريب , وهو ي***ني بسكين باردة , وكان من الطبيعي ان انظر الى وجهه وهو يحادثنى , وفعلت ويا ليتني لم افعل , كانت ملامحه عادية و كأنه يخبرني بأنه سيقوم بشراء ملابس جديدة . . لم ادرك معنى ‌كلماته في البداية , ثم بعد ان فعلت , رفضت تصديقها , هززت راسي طردا للفكرة ثم ابتسمت وقلت له : أنت تمزح بلا شك , وتنفست الصعداء وقلت بارتياح : وياله من مزاح ثقيل. . لقد اعتراني الرعب , ارجوك , لا تعد الى مثلها . .
وبصوت هادئ كرر كلامه مؤكدا جديته التامة . .
وصرخت. ولكن لماذا؟ ما اسبابك ؟ لماذا تفعل بي مثل هذه الفعلة ؟ هل تريد تحطيم حياتي والى الابد؟ ألم تفكر في مكانتي الاجتماعية ؟ ألم تساعدني - بجدية- في تدعيمها؟ لماذا تأتي
اليوم لتقوم باغتيالي ماديا و معنويا؟. . . . و . . . . و تدافعت عشرات الاسئلة , و ألقيتها على مسامع زوجي , الذي بدا و كأنه قد (أعد)نفسه جيدا لمواجهة هذا الموقف (اللعين).
كان قد ارتدى قناعا من الهدوء الغريب, بل والمستفز أيضا, وبدا من الواضح أن لا شيء في الكون يستطيع إثناءه عن عزمه . . قال زوجي : لقد قررت الزواج الرسمي من أخرى, و لن أظلمك, بل سأتوخي العدل بينكما قدر الاستطاعة, ولكن أطلب منك إفساح المجال لها في الشهر الأول من الزواج, وبعد ذلك سأقتسم أوقاتي بينكما, وأعدك بأنني لن أقصر في حقوقك المادية, وسأواصل دعمك لإنجاز المزيد و المزيد من التقدم في مجال عملك المرموق. . و أسقط في يدي, فزوجي رجل الأعمال البارز يساومني, بل و يقوم بعرض رشوة(مكشوفة) حتى أوافق على زواجه وإلا مامغزي تذكيري بمساندته السابقة لي في عملي, ونيته في الاستمرار في ذلك, وبالطبع ما لم يقله, إذا لم أضايقة بأن أسعى لتعكير صفو زواجه السعيد. . و أمسكت براسي التي كادت ان تنفجر لشدة ما تحتويه من ألم فظيع و أفكار متناقصة, كدت أصرخ مطالبة بالطلاق و ليكن ما يكون, و كفاني ما تلقيته من دعم سابق أفادني بشكل كبير في تقدمي(الصاروخي) في مجال عملي, إذ أستطيع أن أكمل أنا مسيرتي العملية, و سمعت صوتا بداخلي يهمس محذرا : لا تجعلي الغضب يتسبب في إلحاق الخسائر بك, ولا تتجاهلي أهمية مواصلة دعمه لك (لتقفزي)إلى مكانة أعلى في وقت قياسي. . وتراءت امامي طموحات العملية, والتي كنت ارى فيها (تعويضا) مناسبا عن اهتمام ومجي بملاحقة النساء, وكثرة زيجاته العرفية, والتي لا تستمر الواحدة منها اكثر من بضعة اسابيع تنتهي بالطلاق وبفوز شريكته في الزواج بقدر لا بأس به من الاموال ,يتناسب (بالطبع) مع مقدار نجاحها في اسعاده وتدليله في فترة زواجه بها....
كنت اتغاضى عن هذه الزيجات ,واذكر نفسي دوما بأنني الزوجة الرسمية الوحيدة له , وانا وحدي من تتأبط ذراعه في الحفلات التي يحضرها كبار المسئولين , وانا التي احمل لقب (مدام)فلان....والذي استخدمه في تسهيل كافة اموري اليومية والعملية ايضا....لم اكن لاتصور ان يتمادى فيقرر الزواج الرسمي , ولا يكتف بأن يجعله سريا.
ولكنه يأتي لاخبارى , وكان يصر على حرماني من حقي في (التغابي)حرصا على ما تبقى من كبريائي الجريح....ولم يتركني زوجي استرسل في افكاري وقاطعني قائلا: لن اجلس طويلا حتى من حساباتك , قومي بدراسة الجدوى كما تشائين ,وحتى اساعدك في ذلك فانني سأتزوج فلانة...وغادرني مسرعا بعد ان القي قنبلته الحارقة...ذكر (اللعين)اسم صديقتي, ولم أستطع تمالك نفسي من الصدمة, و ألقيت بكل حساباتي بعيدا, وهرعت وراءه و أنا أصرخ , وهل وافقت تلك ال. .على خيانتي و الارتباط بك,لقد رفضت تصديق ما تردد مؤخراً عن علاقة عاطفية ربطت بينكما, واعتبرتها من قبيل الشائعات السخيفة. . و علا صوتي و أنا أقول :لماذا تفعل بي هذا ؟ كيف سأواجه الناس ؟ هل تريد أن أعتزل الحياة و أن اعيش في كهف مظلم حتى تأتي ساعة موتي؟ هل. . .وقاطعني قائلا:هذا ما أردت سماعه, لقد أعطيتني ما سعيت نحوه دون أن تدري , كل ما يهمك هو رأى الناس, والضرر الذي يمكن أن يصيب مكانتك الاجتماعية , والتأثير المحتمل على عملك . . لم تفكري في-منذ سنوات طوال -كزوج و اقتصر تعاملك معي كرجل أعمال , يساعدك بأمواله و نفوذه على تحقيق أكبر مكاسب معنوية ومادية في مجال عملك في أقل وقت ممكن, لذا تجاهلت كل ما سمعته عن مغازلتي للنساء , وعن زيجاتي العرفية . . و أضاف: لن أسمح لك بمقاطعتي, اصمتي و استمعي إلي, لقد ضقت ذرعا بك, انت (عملية) خاسرة بالنسبة لي , لولا حفاظي على مستقبل ابنائي لقمت بتطليقك, وهذا لا يمنع من انني سأفعل ذلك _ دون تردد_ لو طلبت به, فلن اسمح لنفسي بالحفاظ على من تبغض الحياة معي , وسأكون كريما معك في اعطائك كل حقوقك المادية بعد الطلاق .....ثم سكت زوجي لبعض الوقت, و تمنيت أن تنسحب الحياة منه فجأة, فلا شك أن لقب أرملة سيكون أحب إلى من احتمال الحياة مع ضرة خاصةً إذا كانت صديقة (سابقة)لي, أي إنها تعلم نقاط ضعفي التي يمكن ان توجه لي من خلالها الطعنات النافذة,كما أنها تدرك جيدا رأيي الحقيقي في زوجي , و لاشك أنها قد أبلغته به مما أثار حفيظته ضدي على هذا النحو غير المسبوق.و مادت بي الأرض, و حرت كيف اتصرف, و جاهدت لكي أحمي نفسي من كل هذا الضغط العصبي الهائل, إذ اجتمعت لي مصيبتان في آن واحد حيث لم يكتف زوجي بقرار الزواج, بل اختار صديقتي زوجة له, مما سيجعل الألسنة(تتفرغ)وقتاً طويلاً لتلوك سيرتي و اتهامي بالغفلة و الغباء و فقدان الأنوثة و. .و. . .و
أفقت من تداعيات أفكاري لأكتشف أن زوجي قد غادر البيت دون أن أدري. . و عندئذ تركت العنان لدموعي التي انهمرت بشدة, و كأنها كانت تنتظر, على أحر من الجمر, تلقى الأوامر بالإفراج عنها بعد طول كبت. . و بكيت طويلاً, وجاءتني ابنتي الكبرى تستفسر عم حدث فلم أجد مفراً من إخبارها بنفسي قبل أن تعرف من الجرائد و المجلات. وتضايقت من رد فعلها الأول إذ صاحت قائلة:و كيف سأواجه الناس؟ و ماذا سأقول لصديقاتي؟, وأبديت لها امتعاضي قائلة: كنت أود أن تربتي على ظهري, و تواسيني أولاً و تسأليني عن شعوري و تخففي من ألمي , ثم بعد ذلك تبدين اهتماماً بالآخرين. فنظرت إلي بهدوء قائلة: ولكنني أثق أن ذلك هو أكثر ما يضايقك يا أمي . . أليس كذلك؟ فأنا أعرف أن زواجك بوالدي يمر بظروف سيئة منذ سنوات طوال, وإن كنت لا ادرك من منكما المسئول عن هذا التدهور في علاقتكما. . واثار كلامها غضبي, فصحت فيها قائلة: و هل تظنين أن هذا هو الوقت المناسب لإجراء مثل هذا التحقيق الغبي؟ , هيا اغربي عن وجهي , وواصلي اهتمامك بحياتك , هيا اذهبي بعيدا عني وواصلي تنفس أنانيتك البغيضة. .وامتثلت لرغبتي , وقبل أن تغادرني فوجئت بقولها: لا تنسي يا اماه أننا قد تعلمنا منك ضرورة أن يهتم الانسان بنفسه و يرعى مصالحها دون الالتفات إلى أي شيء آخر, ألم تعلمي بمغامرات أبي النسائية السابقة و تجاهلتها بإرادتك, طمعا في المزايا . .ولم أتمالك نفسي ورحت أقذفها بكل ما وصلت إلية يداي من أشياء . . إلى أن توقفت بعد أن شعرت بالتعب و الاجهاد الحاد يسريان في جسدي, و ألقيت جسدي على الاريكة , ورحت في إغفاءة طويلة , انتابتني خلالها مجموعة من الرؤى المزعجة, رأيت خلالها أنني في مفترق طرق, وأنني لا اعرف السبيل للوصول إلى الطريق الصحيح. . و صحوت من غفوتي, وقد تضاعف إحساسي بالألم ,كنت مثل الذي تعرض لكدمة قاسية, و كلما طال الوقت ازداد إحساسة بالوجع. وأخذت أرثى لنفسي. . أتخيل وجوه زميلات العمل, و رفيقات الدراسة, وكل من حاولت الفوز عليهن في سباق الحياة
نحو الاستحواذ على أكبر قدر ممكن من الشهرة و النجاح و التألق في مجالي. و سرت الرعشة في أوصالي و أنا أتخيل مقدار (الشماتة)الذي سيحاصرونني به أينما ذهبت, ورحت أتوقع التعليقات الجارحة التي سأستمع مرغمة إليها,و. .و. . . و احتوتني الشاعر الانهزامية و طوقتني جيدا حتى كدت أرفض التنفس ومواصلة الحياة, و قاربت إلى تفضيل الموت على الحياة. . وعندئذ تنبهت إلى أن ذلك سيسعد غريمتي أيما سعادة, ويكون بمثابة الحل المثالي لمشكلة وجودي كزوجة أولى لزوجها المرتقب. . وبذلت جهدا واعيا و مكثفا في الوقت نفسه, لاستعادة كافة قدراتي النفسية و الذهنية في محاولة لإيقاظ رغبتي في القتال الشرس و المتواصل لإفساد مخططها في الانفراد بزوجي بعد الزواج منه. . ثم أجبرت نفسي على النهوض, وأخذت حماما ساخنا, ولم أستطع منع دموعي من الانهمار, وقلت لنفسي: لا بأس من بعض البكاء لإراحة النفس, و تفاديا لأضرار كبت هذه الدموع, وأضفت محذرة: و لكن سأسمح بهذه الدموع بصورة مؤقتة, ومن آن لآخر فقط. . قمت بعد ذلك بوضع الكمادات على عيني لإزالة ما أصابها من تورم لفرط البكاء, ووضعت قناعا على وجهي, و أتبعته بكريم ملطف للبشرة, وقمت بوضع الماكياج و ارتديت ثوبا أنيقا,وغادرت المنزل وذهبت إلى النادي حيث جلست في مكاني المفضل, وبدأت أفكر في التغيير الإجباري الذي تم رفضه على حياتي منذ هذه اللحظة, وما هي أفضل السبل لمواجهة تلك الأزمة, و التي تضمن لي الحفاظ على مكاسبي والإقلال قدر الإمكان من مكاسب الأخرى, و الإنقاص من خسائري و مضاعفة خسائرها. . ومضت ساعات طويلة و أَنا جالسة في مكاني أخلد للتفكير العميق, بعد أن أغلقت هاتفي المحمول منعا لأي إزعاج قد يلقي بظلالة على استغراقي في البحث عن الوسائل المناسبة للخروج من محنتي. . كان ذهني يدور بسرعة محمومة, إذ رحت أنقب في كل الاتجاهات, مما أشعرني بإجهاد عنيف, لذا قمت باسترخاء جسدي مع إغماض العينين لبعض الوقت و أنا أردد لنفسي جملة واحدة تقول كلمتها: اهدئي . . سيكون كل شيء على ما يرام . . أدين بالفضل لهذا التمرين النفسي الذي ألجأ إليه كلما واجهت مشكلة, حيث يساعد كثيرا في طرد التوتر, وفي اكتساب الصفاء الذهني,
كما يمنح الإنسان الثقة بالنفس وفي قدرته على التصدي للأزمة, مهما تزايدت صعوبتها وثقلت وطأتها. . وعندما استرددت طمأنينتي و هدوئي النفسي إلى حد معقول, قمت بإخراج مجموعة من الأوراق و رحت أكتب عليها مشاكلي. . كتبت كل مشكلة في صفحة مستقلة, مع تصوراتي للمضاعفات التي قد تنجم- لا قدر الله - مع اقتراحاتي لمواجهة المشكلة, و السبل الواقعية لتحويل هذه المقترحات إلى حقائق أراها بالعين المجردة في حياتي اليومية. . ولم أدهش عندما وجدتني أكتب مشكلتي في العمل كأولي اهتماماتي الفعلية في الحياة, و أعترف أن ذلك ربما كان أحد أسباب انصراف زوجي عني, فالرجل يحب دوما المراة التي تشعره بأنه يشغل محور حياتها, وأنها لن تستطيع أن
تسعد دون احتوائه لها عاطفيا و حسيا. . وأقر بانني كنت اهتم فيما مضى بهذه النواحي, و أنني قد (زهدت) في زوجي
منذ تنامي مغامراته النسائية, التي أشعرتني بأنه لا يكتفي بي كأنثى, و بأنه في حاجة إلى (مكملات) خارجية إن جاز التعبير. .

تابعونـــــــــــــــــــــــــــــــــا



__________________
اطلبوا العلم، فإن عجزتم فأحبوا أهله، فإن لم تحبوهم فلاتبغضوهم
هيا بنا نتعلم الديمقراطية
<!-- Facebook Badge START --><!-- Facebook Badge END -->
رد مع اقتباس