عرض مشاركة واحدة
  #36  
قديم 30-12-2009, 02:50 PM
الصورة الرمزية محمد رافع 52
محمد رافع 52 محمد رافع 52 غير متواجد حالياً
مشرف ادارى متميز للركن الدينى ( سابقا )
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 19,444
معدل تقييم المستوى: 35
محمد رافع 52 will become famous soon enough
افتراضي

برّ الوالدين مقدم على رضى الزوجة
حفظ الإسلام للزوجة حقوقها وصان لها كرامتها وأوجب على الرجل الإنفاق عليها، وأمره بحسن معاشرتها قال الله تبارك وتعالى ( وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِنْ كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَنْ تَكْرَهُوا شَيْئاً وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْراً كَثِيراً ) ([203])
وقال سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم : {خيركم خيركم لأهله وأنا خيركم لأهلي}
قال ابن كثير –رحمه الله-: «... وكان من أخلاقه صلى الله عليه وسلم أنه جميل العشرة، دائم البشر، يداعب أهله ويتلطف بهم، ويوسعهم نفقته، ويضاحك نساءه حتى إنه كان يسابق عائشة أم المؤمنين –رضي الله عنها- يتودد إليها بذلك، قالت: سابقني رسول الله صلى الله عليه وسلم فسبقته وذلك قبل أن أحمل اللحم، ثم سابقته بعد ما حملت اللحم فسبقني، فقال {هذه بتلك}([204]) ...» ([205])
ومع هذا فقد قُدِّم برّ الوالدين على رضى الزوجة لما لهما من فضل على الولد، قال عبد الله بن عمر رضي الله عنه : كانت تحتي امرأة، كنت أحبها، وكان عمر يكرهها، فقال لي: طلقها، فأبيت، فأتى عمرُ النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: {طلقها}([206]) .
ففي ذلك تقديم لبرّ الوالدين على الزوجة في أمر خطير ألا وهو طلاقها، وإنهاء حياتها معه، وإخراجها من عصمته، مع أنه يحبها ويريدها، وعلى العكس من ذلك سأذكر لك أيها القارئ الكريم قصة عجيبة من عصرنا الحاضر تبكي العين، وتُدمي الفؤاد، وتحزن القلب لما فيها من تفضيل للزوجة على الأم.
وهذه القصة رواها الشيخ علي القرني عن أحد بائعي المجوهرات في محاضرة له بعنوان «كل يغدو».
يقول البائع للشيخ :
«جاءني في أحد الأيام الأخيرة من شهر رمضان رجل وزوجته وأمه وابنه، وكانت الأم على حياء ومعها ابن هذا الرجل، فوقفت به في جانب المحل، وجاءت زوجته وأخذت من الذهب ما يعادل العشرين ألف ريال، ثم تقدمت الأم وأخذت خاتماً واحداً من الذهب قيمته مائة ريال وعندما جاء الابن ليدفع الحساب دفع العشرين ألف ريال، فقلت: بقي مائة ريال ، فقال الابن: لأي شيء؟ فقلت: لهذا الخاتم الذي أخذته أمك، فقال الابن: العجائز ليس لهن ذهب، وأخذ الخاتم من يدها ورماه على الطاولة، فما كان من الأم إلا أن تجرعت غصصها وأخذت ابنه بين يديها وخرجت إلى السيارة، فأنبته زوجته قائلة: لماذا فعلت ذلك؟ ستخرج أمك من عندنا، من سيمسك ابننا بعد ذلك؟ فأخذ الخاتم وذهب به إلى أمه، فقالت الأم: والله لن ألبس ذهباً ما حييت أبداً، ما كنت أريد سوى هذا الخاتم لأفرح به يوم العيد مع الناس، ف***ت هذه الفرحة في نفسي فسامحك الله ([207]).
هذا الولد أبكى بفعلته هذه قلب أمه، ولو أدرك ما يحل به من الخسران والندامة في الدنيا والآخرة لأسعدها قبل أن يسعد زوجته ويرضيهما.
وقد ذكرتُ هذه القصة بعد قصة عبد الله بن عمر –رضي الله عنهما- ليتبين لنا الفرق بين البر والعقوق، ولأخذ العبرة، والعظة فالسعيد من سعد بغيره والشقي من شقي بنفسه.
__________________
رد مع اقتباس